رحلة الطفولة والشباب للشافعي بعد نجاح مسلسل رسالة الإمام.. نشأ يتيما وفقيرا

كتب: يسرا البسيوني وحسام حربى

رحلة الطفولة والشباب للشافعي بعد نجاح مسلسل رسالة الإمام.. نشأ يتيما وفقيرا

رحلة الطفولة والشباب للشافعي بعد نجاح مسلسل رسالة الإمام.. نشأ يتيما وفقيرا

حقق مسلسل رسالة الإمام نجاحا واسعا منذ اللحظات الأولى لعرض المسلسل خلال موسم السباق الرمضاني، ضمن الأعمال الدرامية للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.

وتدور أحداثه في نهاية القرن الثاني وبداية الثالث الهجري حينما كانت الدولة المصرية تشهد تحزبات وتعصبات كبيرة للاستحواذ على السلطة، علاوة على إضافة الضغوط الاقتصادية وتعددية المذاهب، وذلك في إطار حرص «المتحدة» على تقديم النماذج الدينية المعتدلة والتي تسهم في تجديد الفكر الديني والحث عن التجديد ومواجهة التطرف والغلو.

رحلة الإمام الشافعي

لم تكن رحلة الإمام الشافعي، سهلة بل كانت مليئة بالمحطات الصعبة التي واجهها منذ سن مبكرة، فالإمام الشافعي الذي عُرف برجاحة عقله والذكاء منذ أن كان صغيرًا وشهد له بذلك شيوخ أهل مكة، عاش عيشة اليتامى الفقراء، على الرغم من النسب الرفيع إلى أن اشتد وهو حافظا للقرآن الكريم والذي ساعده على سرعة حفظه هو ذكائه الشديد.

وخلال فترة الصغر، تفصح في اللغة العربية بجانب استحفاظه لأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ القرآن الكريم، وطلب الشافعي العلم بمكة على من كان فيها من الفقهاء والمحدثين، وبلغ شأنا عظيما، حتى لقد أذن له بالفتيا مسلم بن خالد الزنجي، وقال له: «آن لك أن تفتي».

الإمام مالك نقطة تحول في حياة الشافعي

اتجهت حياة الشافعي نحو الفقه، بعدما ذهب إلى الإمام مالك رضي الله عنه، حاملًا معه كتاب توصية من والي مكة، لما رآه مالك بفراسته قال له: «اتق الله، واجتنب المعاص، فإنه سيكون لك شأن من الشأن، إن الله ألق على قلبك نورًا، فلا تطفئه بالمعصية»، واستمر لفترة يتلقى العلم حتى وفاة مالك.

واستمرت محطات الإمام الشافعي، وارتحل الإمام الشافعي إلى المدينة المنورة وهو في العشرين من عمره، وقد كان في ذلك الحين مُفتياً مُؤهلاً للإمامة، وكان قد حفظ موطأ الإمام مالك، وضبط قواعد السنة، وفهم مقاصدها وعلم الناسخ والمنسوخ منها، وقد ضبط قواعد القياس والموازين، وتلقّى العلم على يد شيوخ كثر متفرقين في بلاد مختلفة، وقد أخذ عنهم في أثناء ترحاله.

وبدأت تظهر شخصية الشافعي بفقه جديد، لاهو فقه أهل المدينة وحدهم، ولا فقه اهل العراق وحدهم، بل هو مزيج منهما وخلاصة عقل أنضجه علم الكتاب والسنة، وعلم العربية وأخبار الناس والقياس والرأي.

القبض على الشافعي والمحاكمة في بغداد 

وفي عام 803، ألقي القبض على الإمام الشافعي وأرسل بالسلاسل إلى بغداد، مقر الخلافة العباسية، بتهم ملفقة إليه، على إنه يقوم بدعم المتمردين الشيعة في اليمن، وعندما التقى مع الخليفة في ذلك الوقت، هارون الرشيد، أعجب برجاحة رأيه وفكره، ولم يفرج عن الإمام الشافعي فقط، بينما أصر هارون الرشيد على بقاء الإمام الشافعي في بغداد للمساعدة في نشر العلم الشرعي في المنطقة، واتفق الشافعي وقرر بذكاء إلى البقاء بعيدا عن السياسة في الفترة المتبقية من حياته.

وخلال وجوده في العراق، قال انه انتهز الفرصة لمعرفة المزيد عن المذهب الحنفي، وقال إنه لمَ يشملها مع أستاذه القديم، محمد بن الحسن الشيباني، في إطار التيقن بالتفاصيل المعقدة من المذاهب، على الرغم من انه لم يلتقى قط بالإمام أبو حنيفة، وقال أنه يكن احتراما كبيرا لمنشئ المدرسه التي تهتم بدراسة الفقه.

9 سنوات، قضاها الإمام الشافعي في مكة، بحسب الرواة، جادل وناظر خلالها، ورأى تشعب الآراء واختلاف الأنظار وتباين المشارب، وجد أنه لابد من وضع مقاييس، ثم انتقل بعد ذلك إلى بغداد للمرة الثانية في سنة 195 هجريا، وقدم طريقة في الفقه لم يسبق بها احد، وخلال تلك الفترة كتب كتاب «الرسالة»

وصنّف الشافعي الكثير من التصانيف، ودوّن الكثير من العلم، وكتب مصنفات في أصول الفقه وفروعه، وقد ذاع صيته في ذلك الوقت وكثر عدد الطلبة عنده، فكلهم أرادوا أن يتعلموا من بحر العلم الذي كان عنده، ومن تلاميذه: «أبو بكر الحميدي، وأبو إسحاق ابراهيم بن محمد العباسي، وأبو بكر محمد بن إدريس، وأبو الوليد موسى بن أبي الجارود، والحسن الصباح الزعفراني».

الترحال وطلب العلم

استمر الإمام الشافعي، في الترحال وطلب العلم، وطوال حياته وهو في العمر الذي يتراوح بين 30 و 40 سنة، سافر الإمام الشافعي في جميع أنحاء سوريا وشبه الجزيرة العربية ، حيث قام بإعطاء المحاضرات مع تجميع مجموعة كبيرة من الطلاب الذين درسوا على يده، وكان من بينهم الإمام أحمد، المنشئ للمدرسة الرابعة للفقه والمذهب الحنبلي.

وفي نهاية المطاف، قال إنه ذهب إلى بغداد، ولكن وجدت أن الخليفة الجديد المأمون عقد بعض المعتقدات الغير تقليدية جدا عن الإسلام ، وكان معروفا باضطهاد هؤلاء الذين اختلفوا معه، ونتيجة لذلك ، في عام 814 م ، كان الانتقال النهائي للإمام الشافعي في هذه المرة إلى مصر، حيث استطاع أن يصقل من الآراء القانونية له، وتنظيم دراسة أصول الفقه.


مواضيع متعلقة