كواليس مقتل شاب على يد أصدقائه في السلام.. جلسة صلح تلتها طعنات غدر

كواليس مقتل شاب على يد أصدقائه في السلام.. جلسة صلح تلتها طعنات غدر
وقف مبتسمًا يمد يديه إلى أصدقائه، معلنا من خلال ضحكاته الخارجة من القلب وعن طيب خاطر طي الخلافات، بينما الآخرون يتغامزون فيما بينهم بعلامات يعرفونها ولا يفهمها «أحمد» وبقية الحضور، وذلك خلال جلسة صلح لم يعبأ «أحمد.و» بما يكنه أصدقاؤه بداخلهم.
جلسة صلح تلتها طعنات غدر
مرت 4 أيام فقط على جلسة الصلح بين «أحمد.و» وأصدقائه في منزل أحدهم في السلام، وقتها كان الشاب الثلاثيني يشق طريق إلى منزله عقب خروجه من صلاة الفجر، وفي الطريق وجدهم يعترضون طريقه فأسرع إلى المبادرة بالسلام ومد يده للمصافحة لكنهم كانوا يضمرون به الشر فأخرجوا الأسلحة البيضاء «المطاوي» وسددوا له طعنات الغدر التي أودت بحياة الشاب من جراء إصابته.
طعنات الغدر
الصمت والسكون فجرًا (أي وقت تنفيذ الجريمة) كان سائدًا في أحد الشوارع بالسلام فلم تجد صرخات الاستغاثة، ولم ينتبه إلا مسن كان عائدًا من المسجد فأسرع نحو الشاب وقت هروب أصدقائه فوجده يصارع الموت فأسرع للاتصال بشرطة النجدة.
وحضرت قوة أمنية إلى مكان الحادث واستدعت الإسعاف، وتبين وفاة الشاب من جراء تلك الإصابة التي أحدثت نزيفا ساهم في تدهور حالته الصحية.
تربص وقتل
في غضون ساعات قليلة نجحت أجهزة الأمن في كشف تفاصيل الجريمة، وألقت القبض على المتهمين الأربعة بقتل صديقهم في السلام، بعد أن أظهرت كاميرات المراقبة ظهور المتهمين وقت تنفيذ الجريمة.
وبسؤالهم اعترفوا بوجود خلافات قديمة بينهم ناتجة عن خلافات الجيرة وأنهم قرروا الانتقام من صديقهم رغم حدوث جلسة صلح بينهم قبل أيام، إلا أنهم لم يقبلوا بالصلح وعزموا على الانتقام منه بإصابته بالمطواة لكنهم فوجئوا بموته، وعقب انتهاء التحقيق قررت النيابة حبس المتهمين لمدة 4 أيام بتهمة القتل العمد.
عقوبة القتل العمد
شرح الخبير القانوني سمير عبد العظيم المحامي بالنقض في حديثه للوطن عقوبة القتل العمد وفق قانون العقوبات، معقبا: «تقضي القواعد العامة في تعدد الجرائم والعقوبات بأن توقع عقوبة الجريمة الأشد في حالة الجرائم المتعددة المرتبطة ببعضها ارتباطاً لا يقبل التجزئة (المادة 32/2 عقوبات)، وأن تتعدد العقوبات بتعدد الجرائم إذا لم يوجد بينها هذا الارتباط (المادة 33 عقوبات)، وقد خرج المشرع، على القواعد العامة السابقة، وفرض للقتل العمد فى حالة اقترانه بجناية أخرى عقوبة الإعدام، جاعلاً هذا الاقتران ظرفا مشددا لعقوبة القتل العمدي، وترجع علة التشديد هنا إلى الخطورة الواضحة الكامنة فى شخصية المجرم، الذي يرتكب جريمة القتل وهي بذاتها بالغة الخطورة، ولكنه في نفسه الوقت، لا يتورع عن ارتكاب جناية أخرى في فترة زمنية قصيرة».