الأنبا مرقس: أهم تعاليم البابا شنودة لأبنائه هي حب مصر وكيفية الدفاع عنها وقال إنها «جنة الرب»

الأنبا مرقس: أهم تعاليم البابا شنودة لأبنائه هي حب مصر وكيفية الدفاع عنها وقال إنها «جنة الرب»
- مطران شبرا الخيمة
- الأنبا مرقس
- تعاليم البابا
- البابا شنودة
- مطران شبرا الخيمة
- الأنبا مرقس
- تعاليم البابا
- البابا شنودة
بعد مرور 11 عاماً على رحيل البابا شنودة الثالث، لا تزال ذكراه حية فى نفوس أبنائه من الأساقفة الذين قام برسامتهم، ومنهم الأنبا مرقس الذى خدم مع الراهب أنطونيوس السريانى عندما كان لا يزال حديث السن، ثم أثر عليه أسقف التعليم ليُدخله الدير، ويرسمه البابا شنودة أسقفاً على شبرا الخيمة. تحدّث الأنبا مرقس، مطران شبرا الخيمة، فى حواره لـ«الوطن»، عن ذكريات لقائه الأول مع الراهب أنطونيوس وخدمته مع البابا شنودة حتى فترة النياحة.
- الاهتمام بأدق التفاصيل الخاصة بالفقراء وأخوة الرب، فمثلاً عندما كانت تأتى بنت على وشك الزواج ويبدأ فى مساعدتها فى الجهاز فى الغالب نهتم فقط بشراء الأشياء الأساسية، أما البابا شنودة فكان يهتم بالتفاصيل مثل شراء ملابس جديدة، وخاصة فستان الفرح لها وفساتين جديدة لأخواتها وأسرتها حتى يمكنهم جميعاً الشعور بالسعادة فى هذا اليوم.
مطران شبرا الخيمة: علاقتي معه بدأت منذ عام 1959 وعلمني كيف يكون الإنسان كاملاً من جميع النواحي
هل تتذكر اللقاء الأول بين الأنبا مرقس والبابا شنودة؟
- التقيت بالمتنيح البابا شنودة عندما كنت طالباً بالصف الثانى الثانوى عام 1959، حيث ذهبت مع صديق إلى البطريركية القديمة بالكنيسة المرقسية بالأزبكية، وخلال هذا اليوم كان يُقام قداسان؛ الأول كان البابا كيرلس، والثانى الراهب أنطونيوس السريانى. ذهبت لقداس الراهب أنطونيوس السريانى، وطلبت منه «حل» للتناول، فقال «انت اعترفت قبل التناول؟»، فقلت: «يعنى إيه اعتراف»، فسألنى الراهب: هل ستقوم بالتناول الآن أم تقوم بالتأجيل، فاخترت التأجيل، فطلب منى الراهب انتظاره حتى نهاية القداس. وبعد القداس جاء الراهب أنطونيوس السريانى وجلس معنا وأوضح لنا الكثير من الأمور العقائدية، ومن هنا بدأت علاقتى مع الراهب للاقتراب منه.
ما أبرز المفاهيم والصفات التى تعلمها الأنبا مرقس من البابا شنودة؟
- البابا شنودة علمنى كيف يكون الإنسان كاملاً من جميع النواحى، كيف نعبد الله بشكل صحيح، طرق التعامل مع الآخرين وتقدير الظروف المحيطة بكل شخص، إضافة إلى الثقة بالنفس لمواجهة المشكلات وألا نهرب من أى أزمة أياً كانت. فعلى سبيل المثال علمنا البابا الشجاعة وعدم الخوف خلال توجهنا إلى الدير، فالطريق خلال هذه الفترة كانت خالية ومخيفة، وبمجرد هبوط الليل، يصنع الشجر خيالات تخيف من يمشى، لكن البابا كان يوجهنا، وعلمنا حتى واجهنا هذه المخاوف وتغلبنا عليها. وحتى بعد رسامته بطريركاً، كان البابا يتحدث بشجاعة مع كافة الشخصيات ذات المستوى الرفيع بدون أخطاء، ولهذا كوّن الكثير من العلاقات مع الشخصيات العامة والسياسية والدينية. ومن أهم تعاليم البابا شنودة لأبنائه والعالم حب مصر وكيفية الدفاع عنها، فكان خلال سفره إلى الخارج يتحدث عن المعالم الأثرية وبالأخص مسار العائلة المقدسة، ويشجع الاستثمار بها، ويؤكد أن مصر هى بلد المستقبل التى قيل عنها «جنة الرب أرض مصر».
جلست بجانب جثمان البطريرك الـ117 للكنيسة وقلت له «ده وقت تسيبنا فيه؟!»
حدثنا عن ذكريات رسامتك أسقفاً بيد البابا شنودة؟
- بعد دخولى الدير وحصولى على نعمة الرهبنة بدير الأنبا بيشوى، أبلغنى الأنبا صرابامون أن البابا شنودة يريد رسامتى أسقفاً مع الأنبا مكسيموس، لكنى حاولت الرفض وقلت له «ما زلت فى بداية حياتى الرهبانية». وأبلغ الأنبا صرابامون البابا شنودة بقرارى، وكان رده «أنا مش فاضى لده، جهز نفسك»، وفى اليوم التالى عرضت مجلة الكرازة رسامتى أسقفاً. وتعلمت من البابا فى تلك الفترة كيف أصبح أسقفاً، وكيفية التفرقة بين مهام الراهب الذى يعيش فى القلاية لخلاص نفسه، وبين الأسقف الذى يعمل مع شعبه وأبنائه، فهو راعٍ وخادم للكل. كما تعلمت أنه قبل محاورة أى شخص علىّ أن أدرس جيداً فى مجاله وألا أتحدث دون مرجعية علمية.
كيف علمت بخبر نياحة البابا شنودة الثالث؟
- كان من المفترض أن ألتقى به يوم النياحة بناء على موعد مسبق، ثم تلقيت اتصالاً من الأنبا يؤانس يطلب منى الحضور بشكل سريع، وذهبت بالفعل. ووجدت حالة من الحزن تسيطر على الآباء، ومنهم الأنبا باخوميوس مطران البحيرة، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا أرميا سكرتير البابا، وبمجرد دخولى أخبرونى بانتقال البابا إلى السماء. طلبت منهم أن أشاهده، وبالفعل دخلت إلى غرفته وجلست بجانبه وأمسكت يده أبكى بكاء شديداً لمدة ساعة، ولم أشعر بالوقت، وكنت أحاول أن أعاتبه قائلاً: «ليس هذا الوقت الذى تتركنا فيه يا سيدنا»، وكانت من أصعب اللحظات التى واجهتها فى حياتى.