«جامعة الدول العربية»: الأزمة الأوكرانية والتنافس الأمريكي الصيني خطر كبير

كتب: أ ش أ

«جامعة الدول العربية»: الأزمة الأوكرانية والتنافس الأمريكي الصيني خطر كبير

«جامعة الدول العربية»: الأزمة الأوكرانية والتنافس الأمريكي الصيني خطر كبير

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، أن الأزمة الأوكرانية الروسية والتنافس الأمريكي الصيني من أخطر ما رأته البشرية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في 1945.

جاء ذلك في تعليق أبوالغيط وتقييمه للتقرير الاستراتيجي العربي لعام 2022 الذي أصدره مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام.

وقال أبوالغيط، إنه مهتم بهذا التقرير منذ نشره لأول مرة عام 1986، مشيرًا إلى أنه كان في وقتها مندوبًا لمصر في الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن مجلة السياسة الدولية التي يصدرها المركز أسهمت في تشكيل وعي الكثير من الدبلوماسيين، ومركز الأهرام يسير على خطى المراكز العالمية.

الأزمة الروسية الأوكرانية

وأكد ضرورة فهم الثقافتين الروسية والصينية وعدم الاقتصار على النقل عن الأدبيات والمصادر الغربية، وقال إن العرب حذرون في التعامل مع الأزمة الأوكرانية وتأثيراتها.

وأشاد أبوالغيط، بمحتوى التقرير والجهد الذي بذل فيه، وقال إنه رصد الموقف العربي من الأزمة الأوكرانية بدقة شديدة ووعي وفهم، كما رصد الوضع في العالم العربي بدقة شديدة، مطالبا في الوقت ذاته معدي التقرير بالفصل بين الأزمة الأوكرانية والخلاف الأمريكي الصيني، فهما ليستا أزمة واحدة تواجه العام اليوم بل أزمتان «روسيا مع أمريكا» و«الصين مع أمريكا».

ولفت إلى أن الأزمة تدور في البحر الأسود وشرق أوروبا، وهي منطقة ترتبط بالقلب الآسيوي- الأوروبي، متابعا: «إننا أمام بزوغ كتلتين واحدة اسمها الكتلة الأوروآسيوية وهي عبارة عن تحالف صيني- روسي، والثانية العالم الغربي الذي يضم القوى البحرية للقارة الأمريكية مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وحلف الأطلسي»، معتبرًا أن المسألة بين الصين والولايات المتحدة تجاوزت التنافس.

وأشار إلى أن هناك نظرية في السياسة الغربية تشير إلى أن الدولة المهيمنة تحاول منع صعود الدولة الصاعدة، مضيفًا: «إن هذا كله لا يغيب عن الصين التي تبني قوة بحرية كبيرة قادرة على منافسة أمريكا في المحيط الهادى وربما العالم».

ولفت إلى أن الناس تتحدث عن صداقة حيوية بين روسيا والصين، وبكين لا يغيب عليها أنها من المنظور الغربي - الأمريكي ينظر لها على أنها خصم طامح ويجب إجهاضه، وبالتالي المواجهة معها قادمة، والآن هناك مواجهة بين روسيا وأوكرانيا والأطلسي، وهذا يعني أن المنطقة الأوروآسيوية سوف تبقى كتلة، وأن الصين وروسيا لن تظلا تتعاملان كأصدقاء، متابعًا: «كنت أنتمي أن أرى في التقرير البعدين الصيني والروسي، في ظل تأثر الأكاديميين العرب بالغرب».

تقييم لمفاهيم الحرب الحديثة 

وقال أبوالغيط، إن التقييم لمفاهيم الحرب الحديثة كان غائبًا، مشيرًا إلى أن هناك تساؤلات تدور في المجال العسكري، مثل دور الدبابات والطائرات المسيرة والقوات الجوية، خاصة مع قرار الغرب بتزويد أوكرانيا بالدبابات.

ورأى أن الأزمة الروسية الأوكرانية بقايا الحرب الأهلية السوفيتية نتيجة انفجار الاتحاد السوفيتي، وهو ما نراه بين روسيا وأوكرانيا وأرمينيا وأذربيجان، وبين طاجيسكتان وقرغيزستان، مثلما شهدنا الحروب اليوغسلافية خلال تفكك يوغسلافيا.

ولفت إلى البعد الإقليمي في الأزمة الأوكرانية، موضحًا أن دولتين إسلاميتين من الشرق الأوسط حققتا تطوراً في مجال الطائرات المسيرة وتمنحان الدول المتقدمة هذا السلاح، الأمر الذي يؤشر على أن الدول العربية والإسلامية قادرة على التطوير والابتكار.

وأشاد أبوالغيط بالشق الخاص بالقوى الإقليمية وبمصر في التقرير ووصفه بأنه جيد للغاية، مشيدا بأهمية استضافة مصر لمؤتمر الأمم المتحدة للمناخ «كوب 27» في مصر وكذلك استضافة الإمارات لـ«كوب 28»، باعتبار أن ذلك حدث مهم ويمثل نجاحًا كبيرًا للدولتين.

وأكد ضرورة إعطاء مزيد من الاهتمام بأزمات المياه في الدول العربية، منبهًا أن الأمر وصل إلى أن أحد أنهار العراق قد جف تمامًا.

وقال إن التقرير يصف الوضع بالعالمي بدقة، وما ينطوي عليه من خطورة شديدة، مشيرًا إلى إسقاط طائرة مسيرة أمريكية عبر مقاتلة روسية، وتساءل: ماذا لو كانت «السوخوي» قد وقعت كان يمكن حدوث مواجهة؟ مشيرًا إلى أن الاتحاد الروسي لديه 5000 رأس نووية، منها 3000 رأس نووية تكتيكية، والصين ترقع قدراتها لـ1500 رأس نووية.

وأضاف أن التقرير شرح حالة السيولة على الصعيد الدولي سواء بالنسبة لقضية تايوان والملف النووي الإيراني.

وقال إن هناك اقتناعًا صينيًا بأن الولايات المتحدة في انعزال وانحسار، وبالتالي فكما تقول بعض النظريات التاريخية إن القوى العظمى المهيمنة قبل أن تنزوي تحاول عرقلة القوة الصاعدة.

وأشار إلى أن هناك تطورات كبيرة مرتقبة سوف تحدث في آسيا أيضا، وتساءل: هل حلف شمال الأطلسي «الناتو» سيمد عضويته لدول آسيا بضم كوريا الجنوبية واليابان، أم تكون هناك تفاهمات ثنائية وسوف تصبح بديلًا؟ وأن هناك تساؤلات حول دور الهند في هذا الأمر في ظل عدم تفاهمها مع الصين الأمر الذي دفعها للانضمام للمجموعة الرباعية الدولية في آسيا والمحيط الهادى «الكواد» التي تضم الولايات المتحدة وأستراليا واليابان والهند.


مواضيع متعلقة