الأم المثالية في الإسماعيلية.. «السرطان» لم يوقف رحلة كفاحها مع أبنائها

كتب: عمرو الورواري

الأم المثالية في الإسماعيلية.. «السرطان» لم يوقف رحلة كفاحها مع أبنائها

الأم المثالية في الإسماعيلية.. «السرطان» لم يوقف رحلة كفاحها مع أبنائها

في منزل ريفي بسيط داخل قرية «أبو عطوة»، عاشت نادية إمبارك سليمان حياة صعبة، لكن ذلك لم يقف حائلا دون فوزها بلقب الأم المثالية في محافظة الإسماعيلية، فمنذ وفاة زوجها قبل 25 عاما وهي تعمل وتكد من أجل تربيتهم، وتوفير متطلبات الحياة لهم، رغم إصابتها بمرض السرطان بعد وفاته بأشهر.

كانت الأم المثالية في الإسماعيلية بمثابة الأب والأم بحسب قول ابنتها الكبرى «فاطمة»، إذ رفضت كل مغريات الزواج بعد وفاة الأب متأثراً بإصابته بالسرطان أيضاً، مقررة العمل نهاراً لتحل محله والسهر علي تربية أبنائها ورعاية والدة زوجها.

لم تيأس «نادية»، وقررت مواجهة الحياة بصعوباتها، ومقاومة المرض اللعين إلى أن انتصرت عليه، ليتخرج أبناؤها الثلاثة من التعليم الجامعي ويكملو حياتهم الزوجية.

الأم المثالية في الإسماعيلية: حلمت بالفوز قبل يومين

وقالت «نادية»، إن ابنتها الكبرى «فاطمة» تقدمت برفقة شقيقها في مسابقة الأم المثالية دون علمها مع فتح باب التقديم للمسابقة، وأخبرتها قبل أيام قليلة أنها تقدمت بالأوراق أملاً في الفوز.

وأضافت لـ«الوطن»، قائة «منذ يومين حلمت إن جالي شخص ومعه بعض الأوراق، وقالي لي اسألي شوفي اسمك نزل وكسبتي ولا لأ، وكأنها كانت بشرى للفوز بلقب الأم المثالية».

تعلمت الصبر والطيبة من سيدة ريفية

وقالت إنها كانت تقيم في مركز ومدينة فايد، وتربت على يد سيدة تدعى «أم أحمد خطاب»، وعلمتها الصبر والتدين «كنت بشوف فيها الطيبة، وهي من علمتني كيف تكون السيدة المصرية بنت الأصول».

وأضافت، أن زوجها توفى بعد أزمة مرضية، وترك لها 3 أبناء، أكبرهم «فاطمة»، وكان عمرها 6 سنوات، وتخرجت من ليسانس الآداب، و«إبراهيم» 3 سنوات، وتخرج من كلية الحاسب الآلي، و«أحمد» بعمر شهر، وهو الآن فني ميكنة زراعية.

وتابعت «رفضت الزواج، ورفضت ارتداء الزي الملون طوال عمري، حزناً على زوجي وقررت العمل، ومرت علي كافة الأمور الصعبة، وكنت أتجاوزها بالصبر والدعاء والعمل في آن واحد، فالأب لا يُعوض مهما كانت الظروف».

رفضت الإجازة بسبب مرضي بالسرطان

وقالت الأم المثالية، أنها رفضت الحصول على إجازة بسبب مرضها، فقررت العمل كمُدرسة، وتدرجت في المناصب حتى وصلت لوكيل مدرسة، عاكفة على تربية أبنائها.

ووجهت «نادية» رسالة إلى كل أم مصرية، قائلة «أبناؤك هما حياتك، وهما ثمرة دنياكي، وعلي تربيتهم مكافأة في الدنيا والآخرة، وكل الصعاب يذللها الله عز وجل وتمر طالما هناك ايمان ورضا وعمل».


مواضيع متعلقة