«القاهرة» جوهرة الشرق بتنوعها الثقافي وتراثها الحضاري

«القاهرة» جوهرة الشرق بتنوعها الثقافي وتراثها الحضاري
- الثقافة
- وزيرة الثقافة
- وزارة الثقافة
- القاهرة
- العالم الإسلامي
- القاهرة عاصمة للثقافة
- الثقافة
- وزيرة الثقافة
- وزارة الثقافة
- القاهرة
- العالم الإسلامي
- القاهرة عاصمة للثقافة
بين التاريخ والجغرافيا تتحدّد نظرة العالم إلى المدن والبلاد، غير أن النظر إلى «القاهرة» يحتاج إلى بُعد ثالث وزاوية مغايرة عميقة، تقوم على الهوية المصرية، التى هى نتاج التقاء التاريخ مع الجغرافيا وتفاعلات البشر أصحاب البلد واندماج الجاليات والثقافات التى احتضنتها أرض مصر واستوعبتها حضارتها عبر أزمنة متعاقبة، حتى تمصر الكثير من الضيوف والوافدين عليها. منذ أيام قليلة اختتمت بنجاح منظمة الإيسيسكو فعاليات اختيار القاهرة عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامى، تقديراً لمكانة مدينة الألف مئذنة، ومن أجل إبراز مفردات المكون الحضارى المتراكم والضخم لتلك المدينة العريقة، التى يقف حاضرها شاهداً على أصالتها وحاملاً قيمها العريقة. البناء والتعايش مع الواقع، أبرز سمات الهوية المصرية، وتظهر فى العمائر التى شيدها المصريون ابتداءً من الأهرامات، إحدى عجائب الدنيا، ومروراً بمختلف منتجات التراث الإنسانى من مساجد وكنائس وأديرة ترصد فاعلية هذا الشعب وقدرته على احتضان الثقافات المختلفة وصهرها فى نسيجه المصرى، ليكون لأبناء هذه الأمة تدين مصرى وفن مصرى وثقافة مصرية متفردة وباقية وقادرة على مواكبة المتغيرات وتجاوز الأزمات خلال تطلعها للمستقبل بروح متجدّدة.
«الوطن» فى هذا الملف تقدم صورة مجمّعة لأبرز فعاليات عام القاهرة عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامى، وتسلط الضوء على أهم سمات القاهرة «المحروسة»، جوهرة الشرق، بتنوعها الثقافى وكنوزها الفريدة، التى تتمثّل فى آثار مادية متنوعة وباقية وفنون وإبداعات وتراث ثقافى غير مادى لا يُعد ولا يُحصى.
وزيرة الثقافة: الفعاليات عبّرت عن ثقافتنا المتفرّدة وما تحتويه من عمق وثراء
أكدت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، مواصلة التعاون مع منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، مشدّدة على إحياء وصون كل ما يزخر به التراث المصرى، وما تحتويه ثقافتنا المتفرّدة من عمق وثراء.
وقالت فى بيان لها، فى أعقاب اختتام فعاليات عام «القاهرة عاصمة للثقافة فى دول العالم الإسلامى»، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، إن مدينة القاهرة العريقة على مدار عام كامل، احتضنت سفراء الفن والثقافة من أشقائنا العرب، لتشهد بمشاركتهم زخماً كبيراً من الفعاليات والأنشطة والبرامج التى جسّدت جميعها بعمق تراثنا الثقافى العريق وعبّرت عنه، كما أثنت على ما شهده الحفل الختامى من فعاليات ثقافية وفنية، تليق بقيمة ومكانة هذا الحدث الكبير، وتُجسّد أصالة تراثنا، وتنوع مفرداته.
وتوجّهت الوزيرة بالشكر إلى منظمة «إيسيسكو» على دعمها الكبير لأنشطة الاحتفالية، مؤكدة أنها شهدت على مدى عام كامل الكثير من الأنشطة المتفرّدة فى أنواع الفنون المختلفة، وكانت فرصة لتعبّر القاهرة عن مكانتها بين عواصم الثقافة، وتعرف بتاريخها وعراقتها واحترامها للحضارات والثقافات المختلفة.
وأشارت «الكيلانى» إلى أن اختيار القاهرة عاصمة للثقافة فى العالم الإسلامى هو تتويج لمكانتها الفريدة كملتقى للثقافات عبر الحقب الزمنية المتعاقبة، ومركز مهم للثقافة والإبداع، ونقطة تلاقٍ ثقافى بين الشرق والغرب، معربة عن تطلعها إلى مزيد من الفعاليات، وتعزيز التعاون بين الوزارة والمنظمة لدعم الثقافة المصرية، وإظهار وجهها الحضارى العريق، ومواصلة أبجديات هذا التعاون واستثماره، لإحياء وصون كل ما يزخر به تراثنا، وما تحتويه ثقافتنا المتفرّدة من عمق وثراء.
مدير «الإيسيسكو»: الثقافة والإبداع والتراث قواسم مشتركة توطّد علاقة شعوبنا
من جانبه، أكد الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة «الإيسيسكو»، سعادته بحالة الحراك الثقافى والفنى، التى شهدها عام «القاهرة عاصمة للثقافة فى دول العالم الإسلامى» وما قدمته تلك المدينة العريقة من احتضان وحفاوة بالغة لكل أشقائها العرب، مما يؤكد أن الثقافة والإبداع والتراث هى خير القواسم المشتركة التى من شأنها توطيد العلاقة بين شعوبنا العربية والإسلامية، والحفاظ على موروثاتها الثقافية والحضارية عبر التاريخ.
«المالك»: تنفيذ 150 نشاطاً فنياً.. و«القاهرة» استعادت دورها التاريخى وأكدت سطوعها الثقافى
وأشاد «المالك» بالتعاون المشترك مع وزارة الثقافة والمؤسسات المصرية المختلفة فى هذه الفترة، التى أسفرت عن عدد من المناقشات فى مجالات التعليم والثقافة وغيرها، خلال لقاءات مدير المنظمة بالمسئولين المصريين وزياراته إلى الكثير من المواقع المهمة فى مصر، ومن بينها المتحف المصرى الكبير. وتقدم بالشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى يمنح الثقافة من جهده، وهو ما تجلت مظاهره المتألقة، مؤكداً أنه تم تنفيذ ما يزيد على 150 نشاطاً خلال احتفالية القاهرة عاصمة الثقافة فى العالم الإسلامى، وتجلت الرسالة التى حملتها القاهرة هذا العام فى استعادة دورها التاريخى فى التأثير، وتأكيد سطوعها الثقافى، وتجديدها أروقة الفعل الثقافى. وقدّم الشكر إلى كل من أسهم فى إنجاح الاحتفالية.
كما أشاد مدير «إيسيسكو» بحفل الختام الذى أقيم بدار الأوبرا قائلاً: «إن الحفل تميز بمشاركة عدد من الوزراء فى الحكومة المصرية، ومجموعة كبيرة من السفراء المعتمَدين لدى القاهرة، إضافة إلى نخبة من الشخصيات العامة والفنية، وجمهور عام، حيث امتلأ المسرح الكبير بدار الأوبرا، الذى تبلغ سعته أكثر من 1500 كرسى عن آخره». وأعرب عن تطلعاته إزاء حشد الجهود الممكنة مستقبلاً، لتدعيم أُطر هذا التعاون مع القاهرة، بمؤسساتها العريقة، وتعزيزه بمجالات العمل الثقافى، وصون مفردات الهوية والحضارة.
واستُهلت الفعاليات الختامية بعروض فنية وتراثية بساحة دار الأوبرا، قدّمتها فرق «التنورة التراثية، بورسعيد، أسوان، الشرقية للفنون الشعبية» التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، أعقبها على المسرح الكبير بدار الأوبرا، تقديم سيمفونية «هنا القاهرة»، رؤية وإخراج خالد جلال، وأداء صوتى للفنان أحمد فؤاد سليم، وكتابة تعليق عماد عبدالمحسن، والسينوغرافيا والكريوجراف للفنان وليد عونى، وبمشاركة فرق رضا للفنون الشعبية التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية، وسوهاج للفنون الشعبية التابعة للهيئة العامة لقصور الثقافة، والرقص الحديث وكورال أطفال مركز تنمية المواهب، التابعتين لدار الأوبرا المصرية، وطلاب كلية التربية الرياضية.
واختُتمت الفعاليات بالفصل الثانى من الحفل الذى قدّمه النجم الفنان مدحت صالح، بمشاركة صوليست البيانو الفنان عمرو سليم، والفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو أحمد عامر، وقدم فيه باقة متنوعة من أهم أغانيه، فضلاً عن مجموعة من الأغانى التراثية للفنان محمد قنديل وعبدالحليم حافظ.
وكانت فعاليات «القاهرة عاصمة للثقافة فى دول العالم الإسلامى»، قد انطلق برنامجها فى أبريل من العام الماضى، باحتفالية ضخمة فى سور القاهرة الشمالى، وشمل برنامج الفعاليات المُخصّص لها تنظيم 149 فعالية ثقافية وفنية وورشة للحرف التراثية والتقليدية، التى تواصلت على مدار العام، بمشاركة دول منظمة «إيسيسكو»، إضافة إلى الأجندة الإبداعية الرمضانية لعام 2022، التى شملت 1479 حدثاً فكرياً وفنياً.