متى يظهر «رجل المستحيل»؟
- الأمانة العامة
- الحد الأدنى
- العاملين بالخارج
- اللائحة التنفيذية
- النقيب العام
- تشكيل لجنة
- زيادة المعاشات
- مجلس نقابة المحامين
- موارد النقابة
- أعضاء
- الأمانة العامة
- الحد الأدنى
- العاملين بالخارج
- اللائحة التنفيذية
- النقيب العام
- تشكيل لجنة
- زيادة المعاشات
- مجلس نقابة المحامين
- موارد النقابة
- أعضاء
قادتنى مصادفة قدرية إلى كتاب «رجل المستحيل وأنا»، الذى يكشف التاريخ السرى لشخصية أدهم صبرى الأسطورية، وعلاقته بالشخص الحقيقى (رجل المخابرات المصرى) الذى استلهم منه المؤلف مواصفات بطله الخارق، وكواليس أول لقاء جمعهما فى منزله، والصعوبات التى واجهت «رجل المستحيل» حتى خرج إلى النور، لتبدأ واحدة من أطول سلاسل الروايات العربية المكتوبة فى العالم وأكثرها شهرة ونجاحاً.
فقد انطلق عددها الأول «الاختفاء الغامض» عام 1984، وصدر العدد الأخير «الوداع» عام 2008.يقول الكاتب والأديب الراحل نبيل فاروق، مبدع شخصية أدهم صبرى أو «رجل المستحيل»، عن ملامح تشكل هذا البطل المصرى فى وجدانه: «على الرغم من أننى وضعت كل التفاصيل الخاصة بالشخصية، إلا أن كتابة أول قصة لرجل المستحيل بدت لى عسيرة وشاقة للغاية، فالأسس التى وضعتها كانت تقتضى أن تكون الشخصية متدينة، ملتزمة، تتناسب تماماً مع القيم التى تربيت عليها، وأؤمن بها جيداً، وكان من الضرورى أن أجد صيغة مركبة تجمع بين الإثارة والتشويق والمغامرة والالتزام أيضاً».
لا شك أنها مسألة شيِّقة ومثيرة، قصة ميلاد بطل مخابرات مصرى خارق فى قدراته وخبير فى مجاله، يستطيع أن ينتصر على كل أعدائه ويحمى مصر من الأخطار. وفى كتابه يحكى صاحب براءة اختراع أشهر بطل خيالى عربى فى القرن العشرين ذكريات مؤثرة عن قصة نجاح أدهم صبرى وشهرته الطاغية، ويحكى ضمنياً قصة كفاحه هو شخصياً وصعوده ليصبح أهم وأشطر مؤلفى أدب المخابرات والجاسوسية، وأشهر صانع للأبطال والروايات التى عشقها الشباب وتسابقوا على قراءتها جيلاً بعد جيل.
وقد صدر 160 عدداً من سلسلة روايات «رجل المستحيل»، التى ظهرت عن المؤسسة العربية الحديثة للطباعة فى إطار ما سمته «مشروع القرن الثقافى» عام 1984، وأطلقت عليه اسم «روايات مصرية للجيب»، وحققت نجاحاً غير مسبوق وأرقام توزيع خيالية لمؤلفات نبيل فاروق قبل أن ينضم إليه رفيق دربه الراحل أحمد خالد توفيق فى منتصف التسعينات، وكان أبرز عناوين سلاسل هذا المشروع: «رجل المستحيل، ملف المستقبل، كوكتيل 2000، أرزاق، ما وراء الطبيعة، سافارى، فانتازيا».
وأدهم صبرى كان من أهم إنجازات هذا المشروع الثقافى الوطنى، فقد خلق النموذج المثالى للبطل المصرى الملتزم دينياً وأخلاقياً، وهذا بالطبع لم يرُق لصناع (الترفيه) ومدمنيه، فقاوموا وجوده على شاشاتهم، وحرمونا من وجود عمل وطنى محترم، يحمى أبناءنا من المسخ والتشويه والمثلية والخمور والعرى والعربدة والمهرجانات.
ويرصد تقرير سابق نشره موقع «المصرى اليوم» مسيرة تعثر إنتاج هذا العمل المهم، وجاء عنوانه كالتالى: «10 سنوات من البحث عن رجل المستحيل: أدهم صبرى يرفض الظهور على الشاشة»، واستعرض التقرير محطات من الحلم والإحباط فى الطريق لإخراج أدهم صبرى من الورق إلى الشاشة، وكان أهمها ما نُشر فى صحيفة «الشرق الأوسط» عام 2008 عن التجهيز لفيلم بطولة الممثل أحمد عز وإنتاج شركة روتانا، ثم أخبار غير مؤكدة عن مسلسل تليفزيونى يُعرض فى رمضان 2010، ثم تجربة لم تكتمل لتحويل الروايات إلى مسلسل (كرتون) يُعرض عام 2013، وأخيراً التعاقد الأهم فى عام 2016 وحصول شركة «ذا بروديوسرز» المصرية على حقوق الاقتباس السينمائى والتليفزيونى لسلسلة «رجل المستحيل»، وترشيح الممثل يوسف الشريف للعب دور أدهم صبرى، ومنذ ذلك الحين ومصير رجل المستحيل معلق، حتى رحل عن عالمنا مؤلف الشخصية الدكتور نبيل فاروق فى ديسمبر 2020، ليصبح مصير بطله وبطلنا أدهم صبرى غامضاً.
وإن كان من المستحيل أن يظهر رجل المستحيل (شخصياً) على الشاشة عربياً، فإنى أقترح على صُناع الدراما المصرية تحويل قصة ميلاده كخيال فى عقل مؤلفه حتى وصوله إلى كتاب مطبوع ونجاح سلسلة رواياته وإقبال الشباب عليها فى الثمانينات والتسعينات إلى مسلسل تليفزيونى، استناداً إلى الكتاب الذى أشرت إليه فى مقالى، فهو قصة نجاح ملهمة تحتاجها الأجيال الشابة وتتشوق إلى مثلها، كى تتعلم معنى الكفاح وتدرك لذة النجاح.رحم الله الدكتور نبيل فاروق.