وحدة السكتة الدماغية بجامعة أسيوط.. صرح طبي عملاق في صعيد مصر

كتب: هاجر عمر

وحدة السكتة الدماغية بجامعة أسيوط.. صرح طبي عملاق في صعيد مصر

وحدة السكتة الدماغية بجامعة أسيوط.. صرح طبي عملاق في صعيد مصر

دفعه أستاذه لتسجيل موضوع جديد من نوعه للحصول على رسالة الدكتوراة، فحصل على الرسالة عن موضوع «السكتة الدماغية»، وهي الدراسة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط، لتكون تلك الدراسة هي اللبنة الأولى لتأسيس وحدة السكتة الدماغية في جامعة أسيوط.

الدكتور محمد عبد الرحمن أحمد مواليد 1966، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية الطب جامعة أسيوط، تخرج من كلية طب أسيوط بتقدير جيد جدًا، وحصل على درجتي الماجيستير والدكتوراة بالأمراض العصبية والطب النفسي، وحصل على العديد من الجوائز العلمية بالعديد من المؤتمرات العلمية، من بينها جائزة أفضل بحث علمي، ويشغل منصب نائب مدير مستشفى الأمراض العصبية منذ 7 سنوات، ورئيس وحدة الأمراض العصبية منذ 3 سنوات، ورئيس وحدة السكتة الدماغية منذ 5 سنوات.

ويروي الدكتور محمد عبد الرحمن لـ «الوطن»، خلال جولة بأروقة وحدة السكتة الدماغية بجامعة أسيوط، أن «السكتة الدماغية»، كان مصطلح جديد حين قدمه بموضوع رسالة الدكتوراة، وهي دراسة الأولى من نوعها بالشرق الأوسط.

 بعثة علمية لنقل العلم الجديد

وأكمل أن الجامعة أرسلته في بعثة خاصة على حساب قسم الأمراض العصبية لألمانيا لمدة 50 يوما تقريبًا، لهدف واحد فقط وهو تجميع معلومات عن السكتة الدماغية، كونه في ذلك الوقت لم يكن هناك إنترنت والحصول السهل على المعلومات: «عدت حاملا الأوراق التي كانت اللبنة الأولى لإنشاء أول وحدة للسكتة الدماغية، وصممنا أول عناية كانت تتكون من 6 أسِرة بدأنا بها، وكانت أول عناية بجامعة أسيوط متخصصة في الأمراض العصبية»، كاشفًا أن موضوع الرسالة كان يتضمن العلاج الجديد الحالي الذي ظهر حاليًا، وأصبح حديث الوسط العملي والبحثي، رغم أن رسالة الدكتوراة كانت منذ ما يقرب من 15 عاما.

السكتة الدماغية

وأوضح رئيس وحدة السكتة الدماغية أن كلمة سكتة بمصطلح السكتة الدماغية تأتي من كلمة السكون، فالسكتة الدماغية هي سكون جزء من المخ، وهذا السكون يؤدي إلى سكون جزء من أعضاء الجسم، مشيرًا إلى أن مصطلح السكتة الدماغية مصطلح صعب على الناس.

وتتمثل أبرز أعراض السكتة الدماغية في التنميل المفاجئ وصعوبة الكلام أو الصداع الشديد المفاجئ، أو الشعور المفاجئ بدوخة، مشددًا على ضرورة توجه المريض فورًا لأقرب مستشفى بها وحدة سكتة دماغية، أو الاتصال بالإسعاف فورًا، إذ أن الوقت مهم جدًا في علاج السكتة الدماغية ولابد من حصول المريض على العلاج خلال 4 ساعات على الأكثر، وكلما وصل المريض مبكرًا كلما كانت النتائج أفضل.

وأكمل أن الوقاية من السكتة الدماغية تتطلب التصدي لما يسمى بمرسبات للجلطة الدماغية أو مرسبات للسكتة الدماغية، سواء جلطة مخية أو نزيف، فهناك بعض المأكولات الغنية بالدهون والمليئة بالأملاح ينتج عنها هذه الترسبات، لافتًا إلى خطورة التدخين سواء كان المريض مدخن أو مدخن سلبي، وضرورة التحكم في الضغط والسكر، مشددًا على ضرورة ممارسة الرياضة بصفة مستمرة للتقليل من نسبة حدوث السكتة الدماغية.

ولفت إلى أن المتعافين من السكتة الدماغية يصابون بها مرات أخرى عديدة، خاصة أن عودة الإصابة بها مرة أخرى بعد 40 يوما من التعافي كثيرة جدًا، بداية من مرور أسبوع، منوهًا عن وجود ما يسمى تحذير بحدوث جلطة.   

وقال إن دواء مذيب الجلطة كان يعطى بداية الأمر موضعيًا، وكان دواء مذيب الجلطة عن طريق الوريد كان يعطى للمرضى بالقلب فقط لا غير، ولم تكن قد تكونت بعد فكرة أن يعطى بالسكتة الدماغية المخية، مشيرًا إلى أنه كان غالي الثمن، إذ بلغ تكلفة الأمبول الواحد 4000 جنيه، أما الآن تجاوز ثمنه 10 الاف جنيه، وتم التجربة على مريضين بعد موافقتهم وحدث لهم تحسن كبير، غير أن الظروف الاقتصادية أعاقت البحث في هذا المجال.

وأوضح رئيس وحدة السكتة الدماغية أن العلاج كان يتم إعطائه للمريض عن طريق قسطرة حتى الشريان ويتم حقنه بالدواء، وهو عبارة عن دواء يتم استيراده من المانيا، بالمجهود الذاتي من الأطباء، إذ أنه لم يكن موجود في دول الشرق الأوسط بعد، وهو من ضمن أدوية مذيبات الجلطات، وقام فريق بحثي بإجراء التجارب البحثية ليكون البحث هو الأول من نوعه بالشرق الأوسط، والذي تضمن علاج السكتات الدماغية بمذيبات الجلطة الموضوعية بمكان الجلطة نفسها، وتم نشره بمجلة جمعية الأمراض العصبية والنفسية وجراحة المخ والأعصاب، لافتًا إلى أنه لم يكن هناك اهتمام بالنشر الدولي، غير أنه تم عرض نتائج البحث بالخارج من خلال أستاذ المخ والأعصاب ومشرف البحث الدكتور محمود رأفت.

وكشف عبد الرحمن عن تميز قسم الأمراض العصبية بجامعة أسيوط على مستوى الجمهورية، إذ ان جامعة أسيوط هي الجامعة الوحيدة التي لديها مستشفى خاصة بالأمراض العصبية، فكل جامعة تتميز بنوع بحثي معين، وعلى الرغم من أن تعداد الإصابة بالأمراض من الأمور التي لا تحظى باهتمام كبير من الجامعات المصرية والمصريين عمومًا، إلا أن الأمراض العصبية خاصة تضم أبحاثا هامة عن تعداد المصابين بالأمراض العصبية بمصر، وتبنت هذه النقطة البحثية جامعة أسيوط، فتم نشر العديد من الأبحاث عن أعداد المصابين بالأمراض العصبية ومن بينها المصابين بالسكتة الدماغية بأبحاث عالمية.

 وتم القيام بإجراء العديد من الأبحاث داخل الوحدة، إضافة إلى الأبحاث الميدانية، للتعرف على مدى انتشار هذا المرض، فتبين أنه ينتشر بنسبة 960 مريضا لكل 100 ألف مصري، كاشفًا أن النسبة تعد كبيرة جدًا مقارنة بنسبة الإصابات بالوطن العربي.

وأكد رئيس وحدة السكتة الدماغية على أن الوحدة تستهدف رفع التوعية لدى الجمهور، مشيرًا إلى أن جامعة أسيوط هي الجامعة الوحيدة التي استهدفت التوسع في إنشاء وحدات للسكتة الدماغية بالوحدات الصحية، تحت إشراف طبي من الجامعة، ومن بينها وحدة للسكتة الدماغية بمستشفى أسيوط العام، ووحدة سكتة دماغية بمركز يبعد عن محافظة أسيوط بنحو 40 كيلو، حتى يسهل الإشراف عليها من قبل الأساتذة وفي نفس الوقت الحفاظ على المواطنين، كون مذيبات الجلطة لابد أن يتم إعطائها للمريض على الأكثر خلال 4 ساعات ونصف.

وحدة السكتة الدماغية

وأكد الدكتور محمد عبد الرحمن، إن وحدة السكتة الدماغية تضم نخبة من الأطباء المدربين على مستوى عالي، بداية بإذابة الجلطة، والعمل على إزالة الخسرة أو الجلطة ميكانيكيًا، إضافة إلى أن المكان مجهز على أعلى مستوى، ومساحته كبيرة متوفر بها عدد كبير من الأجهزة، مشيرًا إلى أن أساتذة القسم نشروا العديد من الأبحاث العلمية بموضوع السكتة الدماغية، فيما يقارب من 15 بحث علمي منشور.

وتابع أن وحدة السكتة الدماغية بأسيوط تقوم برعاية المرضى بالصعيد ومصر العليا بأكملها، من بني سويف وحتى أسوان، إذ يأتي لأسيوط أعدادا كبيرة جدًا من المرضى من مختلف محافظات الصعيد، وتبلغ أعداد المرضي بالسكتة الدماغية الحادة فقط، التي يأتي فيها المريض خلال 24 ساعة، أكثر من 1500 مريض بالعام، منهم 1300 حالة يعاني من سكتة دماغية نتيجة جلطة مخية، وحوالي 300 حالة تأتي للوحدة بنزيف بالمخ، أي ماي يقارب 125 حالة جلطة مخية من 30 إلى 50 حالة بالنسبة لنزيف المخ، غير حالات الإصابة بالجلطة الدماغية غير الحرجة.

وأعرب رئيس وحدة السكتة الدماغية عن آماله بتوفير جهاز قسطرة مخية حديث خاص بالوحدة، إذ أن الجهاز المستخدم للقسطرة هو جهاز واحد لجميع التخصصات الموجودة بمستشفيات جامعة أسيوط، وهي مستشفى كبيرة جدًا، وهو ما ينتج عنه صعوبة باستخدام القسطرة بإزالة الجلطة، لافتًا إلى أن تكلفة الجهاز الآن تقارب 15 مليون جنيه، وأن الفترة الماضية شهدت العديد من المحاولات لجمع التبرعات من الأطباء لإحضار الجهاز، غير أن كل هذه المحاولات لم تكلل بالنجاح لوجود بعض الصعوبات، منوهًا عن أنه بالفعل تم عمل وحدة للقسطرة بمستشفى الأمراض العصبية بجامعة أسيوط، غير أنه لم نتمكن حتى الآن من إحضار الجهاز.


مواضيع متعلقة