حكاية جريمة.. جثة المهندس في «سحارة السرير»

حكاية جريمة.. جثة المهندس في «سحارة السرير»
فى شهر مايو عام 2015.. وقعت جريمة قتل مروعة في منطقة إمبابة شمال محافظة الجيزة، جاء في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، أنه تم العثور على جثة «مهندس»، مدفونة في «سحارة السرير»، داخل غرفة نومه، وكل الأدلة تشير إلى أن الزوجة متورطة في ارتكاب الجريمة، فماذا حدث وكيف نفذت الزوجة المتهمة جريمتها ودفنت زوجها فى سحارة السرير.. وماذا عن دافع الجريمة؟
تفاصيل كثيرة في تحريات وتحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية، وجاءت كالتالي:
بلاغ باختفاء مهندس كهربائي في إمبابة
كانت السابعة صباح يوم الخامس عشر من شهر مايو عام 2015.. استقبل رئيس مباحث إمبابة، سيدة في العقد الثامن من عمرها، وطلبت تحرير محضر باختفاء ابنائها، مهندس كهربائي، منذ 3 أيام، مؤكدة أثناء مناقشتها أمام رئيس المباحث أن ابنها المتغيب لم يرد على هاتفه، وباب شقته مغلق ولم يشاهده أحد من الجيران أو زملائه، منذ 72 ساعة، موضحة أن ابنها 38 سنة، وأن متزوج ولديه طفلين.
وأشارت إلى أن زوجته مختفية هي وأبنائه في توقيت معاصر لاختفاء، ولم تتهم أحدا بالتسبب في اختفائه، بمجرد الانتهاء من تحرير المحضر، ومناقشة والد المهندس المتغيب، أجرى رئيس المباحث اتصالا هاتفيا بمدير مباحث الجيزة، شرح له تفاصيل البلاغ، وأكد أنه سيتوجه بصحبة فريق من النيابة العامة إلى منزل المتغيب لفحصه.
جثة في سحارة السرير
وصل فريق من المباحث، بصحبة محقق النيابة، والأدلة الجنائية، إلى مكان إقامة المهندس المتغيب:
«عقار سكني مكون من 4 طوابق، الشقة تقع فى الطايق الثاني».. صعدوا إلى الشقة وطرقوا على الباب فترة زمنية كبيرة، ولم يرد أحد، ما دفع القوات، لكسر الباب، وتبين الآتي، أن هناك رائحة كريهة، من داخل غرفة النوم، عثرت أيضا القوات والأدلة الجنائية، ومحقق النيابة على بقايا طعام، وتبين أنه منذ قرابة 3 أو 4 أيام في مطبخ الشقة المكونة من غرفتين وصالة وحمام.
وبدأ المحقق فى فحص مسرح الجريمة، وتبين أن هناك بعثرة فى غرفة النوم، وبجوار السرير سكينا يبدو عليه وجود آثار دماء، وهنا تحدث المحقق مع رئيس المباحث عن اشتباه كبير أن هناك جريمة قتل وقعت، لكن أين الجثمان؟ وأثناء فحص السرير، عثرت القوات على سحارة، كسروها ليكتشفوا وجود جثمان ملفوف بملاية وبالمناظرة تبين:
أن الجثة لشاب فى العقد الرابع من عمره، مصاب بطعنة سكنيا فى القلب، وأن الطعنة نافذة، أودت بحياته فى الحال، وأن الجثة مدفونة منذ اكثر 48 ساعة.. بينما كان المحقق يناظر الجثمان، كان رئيس المباحث أرسل قوة إلى صاحبة بلاغ التغيب، وحضرت وتعرفت على الجثة، وأكدت أن الجثمان لابنها.. واتهمت زوجته بقتله وهروبها من الشقة.
بعد 9 سنوات.. مات بطعنة فى القلب «نصيبه كده»
قرر محقق النيابة، عرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، وأصدر قرارا بضبط وإحضار الزوجة، المشتبه فيها، لمناقشتها حول اتهام والدة الضحية لها بارتكاب الجريمة، وأيضا اختفائها من شقة الزوجية -مسرح الجريمة- في وقت معاصر لارتكاب الواقعة.
وانطلقت 3 مأموريات من قوة مباحث قسم شرطة إمبابة، وإدارة البحث الجنائي بالمديرية، إلى الأماكن التي تترد عليها الزوجة المشتبه فيها، وأجرت القوات تتبع لهاتف الزوجة، وتمكنت من تحديد مكانها في مدينة 6 أكتوبر، وتم ضبطها، وتبين هروبها لدى أحد أقاربها، وتم اقتيادها إلى قسم شرطة إمبابة.
وبكل هدوء اعترفت الزوجة المشتبه فيها بارتكاب الجريمة، وأكدت في محضر الشرطة: «أنها متزوجة منذ 9 سنوات من زوجها الضحية -مهندس- وكانت دائما على خلافات معاه، وطلبت منه الانفصال أكثر من مرة، وأنها يوم الواقعة، وقعت بينهما مشادة كلامية، ما دفعها إلى دخولها المطبخ، واستلت سكينا وسددت له طعنة في القلب أودت بحياته».
وأضافت في محضر الشرطة قائلة: «بعد كده لفيت الجثة في ملاية السرير وحطيتها في السحارة.. وأخدت أولادي وهربت.. وفضلت هربانة لحد ما الشرطة جت قبضت عليا.. نصيبه كده»، عقب الانتهاء من مناقشة الزوجة، تمت إحالتها للنيابة العامة، واعترفت ومثلت الجريمة، وتم توثيقها بالصوت والصورة، وإحالتها للمحاكمة الجنائية، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات، أصدرت المحكمة حكما بإعدامها.