السعودية و«الإخوان».. من «تقبيل الأيادى» إلى «إنكار الجميل»

كتب: محمد طارق

السعودية و«الإخوان».. من «تقبيل الأيادى» إلى «إنكار الجميل»

السعودية و«الإخوان».. من «تقبيل الأيادى» إلى «إنكار الجميل»

مرت العلاقة بين جماعة الإخوان والمملكة العربية السعودية بفصول عديدة رصدتها صفحات التاريخ، وتباينت بين «الصداقة» فى عهد مؤسس المملكة العاهل عبدالعزيز آل سعود ثم الملك فيصل، و«الفتور» فى عهد العاهلين فهد وعبدالله، ثم «العداء» بعد عزل محمد مرسى وتصنيف السعودية «الإخوان» كجماعة إرهابية، إلا أن التاريخ سطر هذه الفصول تحت عنوان «إنكار الجميل». «البنا» وعبدالعزيز تمتد جذور العلاقة بين السعودية و«الإخوان» لعقود كثيرة، وبالتحديد لنوفمبر 1928، عندما حضر الشيخ حافظ وهبة، مستشار جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود، إلى القاهرة، للقاء الشيخ محب الدين الخطيب، مؤسس جمعية الشبان المسلمين، طبقاً لرواية «البنا»، وطلب منه ترشيح بعض المدرسين من وزارة المعارف لانتدابهم بـ«الحجاز»، للتدريس فى معاهدها. فاتصل «الخطيب» بالإمام البنا، مؤسس جماعة الإخوان، الذى كان يعمل بإحدى المدارس بالإسماعيلية فى هذه الفترة، وعرض عليه السفر للعمل كمدرس فى المعاهد السعودية، إلا أن «البنا» لم يسافر نتيجة العلاقات السياسية السيئة التى كانت بين «القاهرة» والسعودية على خلفية عدم اعتراف مصر بالحكومة السعودية فى ذلك الوقت بشكل أعاق إجراءات سفره. وفى عام 1936 سافر «البنا» وبصحبته مائة عضو إخوانى إلى السعودية لأداء فريضة الحج لأول مرة، وكان الملك عبدالعزيز اعتاد عقد مؤتمر للوفود الإسلامية القادمة لـ«مكة» لأداء الفريضة، لذلك حرص البنا والوفد المرافق له على حضور المؤتمر، ونجح فى لقاء الملك عبدالعزيز، ذلك اللقاء الذى انتشرت صورة له أثناء تقبيل «البنا» ليد ملك السعودية، ولم يفوت «الإمام» الفرصة وطالب «عبدالعزيز»، طبقاً لرواية محمود عبدالحليم المؤرخ غير الرسمى للإخوان، بإنشاء فرع لجماعة الإخوان المسلمين فى السعودية، فكان جواب الملك عبدالعزيز دبلوماسياً حيث رفض الطلب. عهد «عبدالناصر» وبعد قيام ثورة 23 يوليو وتولى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر مقاليد الحكم بمصر، مرت العلاقة بين السعودية و«جماعة الإخوان» بفصل جديد ومهم فى صفحات التاريخ، نتيجة العلاقة غير المستقرة التى نشأت بين «عبدالناصر» و«الإخوان»، والتى بدأت بمساندة الجماعة للضباط الأحرار فى ثورتهم على الملك فاروق. لذلك عندما تولى مجلس قيادة الثورة الحكم كافأ الإخوان على دعمهم فأصدر قراراً بحل جميع الأحزاب باستثناء جماعة الإخوان على اعتبار أنها جمعية دعوية. ولم يدم شهر العسل بين الإخوان ومجلس قيادة الثورة سوى أشهر قليلة. وصلت حالة العداء بين «الإخوان» و«عبدالناصر» ذروتها فى 26 أكتوبر 1954 عندما تعرض الزعيم الراحل لمحاولة اغتيال. واضطر أعضاء «الجماعة» للهرب إلى السعودية خوفاً من بطش «عبدالناصر»، وبالفعل احتضنت الأسرة الحاكمة بقيادة الملك فيصل بن عبدالعزيز، ملك السعودية فى ذلك الوقت، جماعة الإخوان، وشهدت هذه الفترة، طبقاً لتصريحات أحمد بان الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، تقارباً بين تنظيم الإخوان والسعودية فى عهد الملك فيصل، الأمر الذى وصل لحد وساطة الأخير للعفو عن القيادى الإخوانى سيد قطب. عهد «السادات» بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر، وتولى الرئيس محمد أنوار السادات، استمرت العلاقة الجيدة بين السعودية والإخوان، خصوصاً فى ظل التقارب الذى شهدته العلاقات السعودية المصرية، والذى انعكس على الإخوان بعد السماح لهم بالعودة للحياة السياسية من جديد. واتخذ الإخوان من السعودية فى عهد السادات وبدايات حكم الرئيس الأسبق حسنى مبارك، بحسب سامح عيد «القيادى الإخوانى المنشق والباحث فى شئون الحركات الإسلامية»، وسيلة للترقى الاجتماعى. وأضاف «عيد»، فى تصريحات خاصة، أن العلاقة بين السعودية والإخوان ظلت جيدة فى عهد السادات وبدايات حكم «مبارك» وحتى عام 1990، بعد تلقى الملك فهد البيعة ملكاً على السعودية، وذلك عندما هاجم الإخوان المملكة بحجة الاستعانة بالجيش الأمريكى للتصدى للغزو العراقى للكويت، لتتبدل العلاقة بين التنظيم والسعودية بعد ذلك الحادث لحالة عداء. بعد ثورة 25 يناير وبعد اندلاع ثورة 25 يناير بمصر، ازدادت حالة التوتر فى العلاقة القائمة بين «السعودية» و«الإخوان» نتيجة اكتشاف المملكة، بحسب رؤية يسرى العزباوى الباحث السياسى، بعد ثورات الربيع العربى الدور الذى تؤديه الجماعة فى تفتيت وتقسيم الدول العربية، وبالتالى بدأت تتعامل بحذر وترقب مع «التنظيم». ثورة 30 يونيو وبعد فوز المعزول محمد مرسى بالانتخابات الرئاسية المصرية، ووصوله لكرسى الحكم، شهدت العلاقة بين «الإخوان» و«السعودية» حالة من الفتور، ظهرت ملامحها أثناء الاستقبال الفاتر لـ«مرسى» أثناء زيارته للسعودية. وبعد قيام ثورة 30 يونيو وصل الخلاف بين الإخوان والسعودية إلى ذروته بعد أن بارك خادم الحرمين الثورة الشعبية التى أطاحت بحكم الجماعة. ملف خاص لأول مرة: مصر تعلن الحداد 7 أيام على روح الملك دبلوماسيون: تغييرات «سلمان» لن تثير خلافات عائلية فى الوقت الحالى ملك السعودية ورؤساء مصر.. «أخاً وفياً» استراتيجيون: سيواصل دور السعودية فى دعم مصر ومواجهة الأخطار فى المنطقة فى رثاء «حكيم العرب»: «مات الملك.. عاشت المملكة» بروفايل| الملك سلمان.. حكيم الأسرة الملك عبد الله .. «مات الكبير»