سوريا بعد الزلزال.. «كل الجروح لها دوا»

سوريا بعد الزلزال.. «كل الجروح لها دوا»
يستحق الشعب السورى مشاعر الشفقة بلا شك، يعيش لأكثر من عقد واحداً من أعنف الصراعات الإنسانية والمسلحة فى المنطقة، أراد أن يتنفس قليلاً من هواء الهدوء الحذر الذى يخيم على البلاد، ليس هناك استقرار، ولكنه أفضل من الحرب، لكن القدر لم يمهله، وفجأة ضرب الزلزال مناطق واسعة من سوريا، امتداداً من تركيا.
آلاف الضحايا بين قتلى وجرحى، وعشرات آلاف آخرين باتوا مشرّدين، لا يعلمون أين يذهبون، والأرض تهتز تحت أقدامهم، والبرد القارس يكاد يفتك بأجسادهم، كابوس يطارد الجميع من تلك اللحظات التى توقفت فيها عقارب الساعة وتوقف معها الزمان والمكان فى الرابعة فجراً و17 دقيقة، وهو التوقيت الذى لن ينساه سكان سوريا وتركيا للأبد.
اهتزت الأرض وأخرجت غضبها وما فعلته من دمار وموت وقصص لم تروَ تفاصيلها من بين أنقاض الأبنية المنهارة، حملت من الوجع والصبر والمحبة الكثير لعائلات حضنت محبيها وودعتهم، ونساء بادرن بالوقوف أمام الكارثة فى عمليات الإنقاذ منذ الدقائق الأولى.
عيون السوريين لم تجف بعد من الدموع، فدمار الزلزال جاء ليفاقم أوجاع سنوات الحرب والصراع الأهلى، الحرب التى أتت بالأخضر واليابس.
تكلفة الإعمار تفاقمت، وأضافت ثقلاً كبيراً على كاهل السوريين، فكانوا مطالبين بإعمار ما خلفته سنوات الصراع، والآن يضاف إليها ما أحدثه الزلزال، الذى ربما تصل خسائره إلى أكثر من 7 مليارات دولار أمريكى فى هذه المناطق وحدها. لكن أزمة الزلزال كانت فرصة مهمة لإظهار حالة التضامن العربى الكبيرة مع الشعب السورى، فلا عالم عربى بدون سوريا، ولا سوريا بدون عالم عربى.