«التوب والحبرة» زي تراثي لنساء إسنا بالأقصر يصمد أمام الموضة.. يصنع في 3 أيام

«التوب والحبرة» زي تراثي لنساء إسنا بالأقصر يصمد أمام الموضة.. يصنع في 3 أيام
- الأقصر
- التوب والحبرة
- أزياء نساء إسنا التراثية
- إسنا
- الفرخة
- الأقصر
- التوب والحبرة
- أزياء نساء إسنا التراثية
- إسنا
- الفرخة
إذا كانت الدبلة التي تلبسها الفتاة تدل على ارتباطها أو زواجها في أي مكان، فإن الحال يختلف كثيرا في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، حيث تستطيع أن تميز الفتاة المتزوجة حديثا عن غيرها وكذلك السيدات الكبيرات، دون أن تسأل، فقط من خلال النظر إلى ملابسها.
أزياء تراثية في إسنا
تقول زينب حيدر، إحدى فتيات إسنا جنوب الأقصر، إن الحبرة والفرخة والتوب هي أزياء تتميز بها مدينة إسنا التراثية، ولن تجد هذا الزي في أي مكان آخر، وأهم ما يميز هذا الزي أنه لا يظهر السيدة الطويلة أو القصيرة أو الرفيعة أو السمينة، فله مقاس واحد نحو ثلاثة أمتار طولا وحوالي متر وربع عرضا، فهو زي الحشمة والوقار، كما أن يتميز بأنه دافئ شتاء ورطب صيفا، لأن مصنوع من الحرير.
وتضيف «حيدر»، أن الفرخة والحبرة لها علامات مميزة، فمثلا السيدة المتزوجة حديثا تكون الحبرة واقفة ومحاطه بخط من اللون «الموف»، وعادة ما تهديها لها والدة العريس، أما السيدة الأكبر قليلا فتلبس الفرخة وهي تكون سوداء تماما دليل على الوقار، كما أن الفرخة تلبس لأداء واجب العزاء، ولا يصح لبس الحبرة الملونة، والتي تصلح أكثر للأفراح والمناسبات السعيدة.
الحبرة أساسية لدى فتيات إسنا
بينما تشير كريمة مختار صقر، إحدى فتيات إسنا، إلى حفاظهن على زي الحبرة والفرخة حتى الآن، فهو شيء أساسي في «دولاب» أي سيدة إسناوية، والفرخة والحبرة مرتفعة الثمن نوعا ما لأنها تحاك يدويا على النول في ورش مخصصة، كما أنها من مصنوعة من الحرير، فالحبرة أو الفرخة المصنوعة من الحرير السوري يصل ثمنها إلى نحو 600 جنيه، أما الحبرة البيروتي يتراوح ثمنها من 8 إلى 12 ألف جنيه، لأن الحرير البيروتي غال جدا ويباع بالوزن.
ويوضح منصور الفولي، أحد أبناء إسنا، أن السيدة لا تعتبر سيدة إلا إذا ارتدت التوب والحبرة، حتى إذا أقدمت أي عروس على الزواج أول ما تفعله هو شراء حبرة وتوب، مضيفا أنه تزوج من القاهرة، وأول ما فعله هو شراء حبرة وتوب لزوجته لتصبح مثل باقي النساء في إسنا.
الفرخة والحبرة، أزياء تراثية في إسنا والتي تميز المدينة عن غيرها من البلدان بالأقصر، وتعبر عن الحشمة، فالحبرة هي للسيدة المتزوجة منذ فترة كبيرة وكذلك السيدات الكبيرات، وتكون عبارة عن وشاح باللون الأسود وليس به أي نقوش أو ألوان أخرى، ويبلغ طوله حوالي 3 أمتار، أما الفرخة فهي للفتيات المتزوجات حديثا أو الآنسات، ويكون عبارة عن وشاح بالألوان الزاهية، كما أن الفرخة هي زي أساسي ضمن جهاز العروس المقبلة على الزواج.
حياكة الحبرة تواجه تحديات
وتواجه مهنة صناعة الحبرة تحديات كبيرة لاستمرارها، بحسب ما ذكره يني جادالله، أقدم صانع للحبرة بالمدينة، فلم يعد الزي التراثي الذي يميز نساء إسنا يلقى إقبالا مثل السابق، عدا السيدات كبار السن والعرائس الجدد، وتتمثل أكبر التحديات في قلة صانعيها، فالحبرة والفرخة تحاك يدويا من الحرير على النول.
ولم يعد في إسنا سوى مشغل وحيد، قامت شركة تكوين للمجتمعات العمرانية بترميمه، وهو الذي أعمل فيه أنا وعادل عبده من كبار السن، ولم يرث أبنائنا المهنة بسبب صعوبتها وقلة الإقبال عليها بسبب الموضة والحداثة، فضلا عن تكلفتها العالية التي تصل في بعض الأحيان إلى 8 آلاف جنيه للفرخة أو الحبرة الواحدة إذا كانت من النوع البيروتي، لافتا إلى أن حياكة حبرة واحدة يستغرق 3 أيام وتتكلف نحو 600 جنيه، بحسب «جادالله».