ناشطون في حماية الحيوانات: الوعي بأهمية وجودها في حياتنا ضرورة

ناشطون في حماية الحيوانات: الوعي بأهمية وجودها في حياتنا ضرورة
- حيوانات الشوارع
- ناشطون فى حماية الحيوانات
- قتل وتعذيب الحيوانات جرائم
- التوازن البيئى
- حيوانات الشوارع
- ناشطون فى حماية الحيوانات
- قتل وتعذيب الحيوانات جرائم
- التوازن البيئى
يستطيع المتابع لقضايا الحيوانات أو غير المهتم أن يلتمس حالات العنف التى تمارس على الحيوانات، إذ يلجأ البعض إلى تعذيبها أو قتلها أو إلحاق الضرر بها نفسياً وجسدياً أو يجعلها فريسة لحيوان آخر، وهى ميول عدوانية وولع بهذه الأفعال السيئة التى تصنّفها الدراسات على أنها سلوك عدوانى ومعادٍ للمجتمع مكتسب من البيئة المحيطة، وهى قضية أساسية يسعى الناشطون فى حقوق الحيوان إلى تسليط الضوء عليها والحد منها من خلال الحملات الفردية أو عن طريق مؤسسات معنية بمجابهة هذه الظاهرة.
لدى هؤلاء الذين يستغلون الكائنات المستضعفة لتعذيبها الكثير من الأسباب لممارسة العنف ضدها، حسب عفاف محمد الناشطة فى حقوق الحيوان، فمشاهدتها هذه الظاهرة قبل سنوات كانت بداية توجّهها لهذا المجال، إذ ترى أن حالة الجهل والفراغ تدفع عدداً كبيراً من الناس لتسلية أوقاتهم بتعذيب الحيوانات الأليفة أو الانتقام منها بقتلها من خلال استعمالهم طرقاً وحشية، وبالتالى يجب محاسبة هؤلاء واعتبارهم مجرمين يمارسون القوة على مخلوقات ضعيفة لا تستطيع الشكوى أو الدفاع عن نفسها بأى شكل.
السيدة المسئولة عن إطعام عدد من الحيوانات الأليفة، سواء القطط أو الكلاب فى منزلها ترى أن هذه الظاهرة تحتاج إلى الكثير من الوقت حتى لا نراها فى مجتمعاتنا، لكنها من وجهة نظرها تعود إلى التنشئة الخاطئة منذ الصغر والضغوط والاضطرابات النفسية التى تصيب مرتكبى أعمال العنف ضد الحيوانات، لا سيما أن الحيوان لا يملك حق الشكوى، وهو سبب كافٍ للمناداة بوقف هذه الجرائم: «رغم أننا نتدخل بشكل مؤسسى أو فردى لمواجهة الظاهرة دى لكن برضه بتزيد، سواء من الأطفال أو الكبار.. وخلال حملات التوعية اللى خُضناها برعاية جمعيات الرفق بالحيوان كان بيقابلنا بعض الأشخاص عندهم وجهة نظر داعمة وأغلبية غير مهتمة».
وتصف علاقتها بالحيوانات الأليفة، سواء فى الشارع أو فى منزلها بأنها علاقة تشبه الأمومة: «سواء القطط الـ4 التى أقوم بتربيتها فى منزلى أو كلاب الشارع التى أقوم بإطعامها من حين إلى آخر، جميعها تعبّر عن شوق بالغ حين أغيب عنها، وأحياناً تعاتبنى وترفض اللعب معى إن أغضبتها، كلها تعبيرات ودلائل عن كيف يشعر هذا الحيوان ويعاتب ويحب ويغضب ويحزن، وهذا يكفى لاحترام مشاعرهم والتعاطف معهم وإظهار مشاعر الحب، أو على الأقل لا نُلحق بها الضرر إن لم نوفر لها الأمان».
واستطردت بأن هناك حلولاً سهلة لمواجهة السلوكيات المعادية للحيوانات، أهمها التعريف بأنها تشعر، والدليل على ذلك محاولاتها للاحتكاك بنا والملامسة، ولا فرق بيننا وبينها فى المشاعر فهذه الكائنات لها رغباتها، والجدير بالذكر أن حياتها تعنى لها الشىء الكثير، وتتعذب كثيراً فى حال أنها واجهت العنف والضرب، مطالبة بتشريع قوانين أكثر صرامة تجاه من يقوم بقتل أو تعذيب الحيوانات وتفعيل القانون الخاص بالرّفق بالحيوان ووقف حملات بعض المجتمعات السكنية الجديدة التى غالباً ما نجد لها على مواقع التواصل الاجتماعى مطالبات بالتخلص من الكلاب الضالة والقطط، وفى بعض المجتمعات الأكثر تهميشاً تصبح أفعال العنف تجاه الحيوانات شيئاً عادياً.
طبيبة بيطرية: «تعذيب وقتل الحيوانات جرائم لا تهاون معها.. وعبث بالتوازن البيئى»
بدورها تقول الطبيبة البيطرية والناشطة فى مجال حقوق الحيوان سمر عبدالرحمن إن تعذيب وقتل الحيوانات جرائم لا يمكن التهاون معها وعبث بعملية التوازن البيئى ونوع من فرد عضلاتهم على الحيوانات، سواء كانت أليفة أو مفترسة، بل وصل أذاهم للحيوانات الأليفة إلى انتهاك صارخ لحقوقها، خاصة من الفئة متوسطة العمر ورأينا هذه المشاهد فى مقاطع مصورة عبر مواقع التواصل وبعض هؤلاء يفعل ذلك بحثاً عن الشهرة والإثارة فى ما يقدمونه لمتابعيهم، وأبرزها واقعة المطرية فى عام 2019 عندما أقدم 4 أشخاص على قتل كلب بعدما انهالوا عليه بأسلحة بيضاء أمام أعين الجميع، وغيرها الكثير من المشاهد التى رصدتها الكاميرات.
وحذّرت خلال تصريحات خاصة لـ«الوطن» من تزايد ظاهرة العنف ضد الحيوانات، مؤكدة أن الحل يتمثل فى الوعى المجتمعى ومواجهة الانتهاكات بحق الحيوانات والتعريف بأبعاد تاريخية واجتماعية بأن تلك الكائنات كان لها وجودها المؤثر فى حياتنا، فمنذ الإلهة باستيت (القطة) على سبيل المثال كان لها حق كبير فى القدسية لما تقدمه للمصرى القديم، بدءاً من حماية المحصول من القوارض، إلى فكرة الارتباط بالمكان، فالمعروف أن الحيوانات الأليفة غالباً ما ترتبط بالأماكن أكثر من الأشخاص، وترى أن الأماكن جزء لا يتجزأ منها، ويمكن تقديم الحماية لها من خلال التفاعل وتقديم البلاغات للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من ارتكب التعذيب وحث المجتمع على ضبط النفس فى التعامل مع الحيوانات وضرورة التوعية بأنها شريكة فى البيئة التى نعيش فيها.
وتؤكد الطبيبة الناشطة فى مجال إنقاذ الحيوانات أن المصريين القدماء اعتبروا أن لهذه الكائنات أدواراً مهمة ومثّلت عاملاً مهماً فى حياتهم، وهم أول من عرفوا الطب البيطرى قبل حضارات أخرى كالإغريق، مشيرة إلى أن الطب البيطرى ذُكر فى البرديات الطبية، منها بردية كاهون التى وصفت الأنشطة البيطرية فى أرض مصر سنة «1900 ق.م»، ووصفت تشخيص عدد من الأمراض التى تصيب الحيوانات وطرق علاجها من كسور وجروح وأمراض جلدية، وكانوا يقيمون الاحتفالات لها فى عصر الأسرة الـ22، خاصة القطة التى أطلقوا على يوم الاحتفال بها «باستيت» نسبة إلى الإلهة المصرية التى نُقشت رسوماتها على جدران معابد مصر القديمة، وقصة عيد القطط التى ذكرها المؤرخ اليونانى هيرودوت فى كتابه الشهير «هيرودوت فى مصر»، الذى ذكر أن قرابة 700 ألف مصرى كانوا يحتفلون بأعياد الحيوانات فى مدينة تل بسطة فى محافظة الشرقية، لذلك كان أجدادنا المصريون مهتمين بتحنيط هذه الحيوانات الأليفة، وكذلك الطيور والزواحف كائنات اعتبرها المصريون أنيسة لهم فى الحياة.