ياسين «أصغر شيف في مصر» يتحدى ضعف السمع بـ«تكاته وحركاته»

كتب: ريهام مصطفى

ياسين «أصغر شيف في مصر» يتحدى ضعف السمع بـ«تكاته وحركاته»

ياسين «أصغر شيف في مصر» يتحدى ضعف السمع بـ«تكاته وحركاته»

ياسين محمود السقا، ابن مدينة المنصورة، البالغ من العمر 12 عاما، الذي عشق هواية الطبخ منذ الصغر، بمساعدة والديه متحديين مشكلة ضعف السمع التي يعاني منها ياسين، ولم تكن عائقا أمامهم للنهوض بابنهما ومساندته لتحقيق حلمه لقب بـ «أصغر شيف في مصر»، وحصل على العديد من الجوائز والشهادات التقديرية لمهارته في الطبخ.

تعود «منى شكري» والدة ياسين بالذاكرة للوراء لتسرد لـ «الوطن»، قصتها مع ضعف سمع ابنها، عندما بلغ طفلها العامين قررت أن تقيم حفل عيد ميلاد كبير لياسين داعية الأهل والأصدقاء ليشاركوها الاحتفال بأول فرحتها.

معاناة ياسين من ضعف السمع

ولم تكن تعلم «منى» بأن هناك فاجعة في انتظارها، أثناء الاحتفال بعيد الميلاد، نام ياسين ومعه عدد من الأطفال ولكن بسبب ضجيج الحفل وأصوات الموسيقى الصاخبة استيقظ جميع الأطفال إلا ياسين، انتاب الأم القلق لتذهب مسرعة لتطمئن على ياسين لتكتشف أنه يعاني من ضعف السمع، تقول منى شكري والدة ياسين.

وتتابع «منى» حديثها بنبرة حزينة يسودها الهدوء، لم استطع تمالك أعصابي وقتها وأصيبت بالإنهيار، تمنيت أن كل مايحدث يكون مجرد حلم ولكنها الحقيقة، ويجب أن أتقبلها حتى أنقذ ما يمكن إنقاذه، ركضنا إلى عدة أطباء مؤكدين لنا أن ياسين يعاني من ضعف السمع ولابد من زراعة القوقعة في أسرع وقت ممكن.

زرع قوقعة لـ«ياسين»

تواصل منى حديثها قررت أنا وزوجي عدم الاستسلام وأن نرضى بالأمر الواقع من أجل فلذة كبدي، ليصدمنا الأطباء بخبر أن نسبة نجاح عملية زرع القوقعة هي 1% بسبب مشكلة في المخ شعرت بالخوف في البداية ولكن كان عندي إيمان كبير بأن ياسين سينجو وستنجح العملية وقررنا المجازفة لإجراء عملية زرع القوقعة لياسين.

رحلة علاج ياسين

ليكون «ياسين» أول طفل يجري عملية زراعة القوقعة بمستشفى جامعة المنصورة، ولم تكن الإمكانيات في هذا الوقت متاحة أو مطورة وتكلفة الأجهزة مايقرب الربع مليون جنيه وأكثر، لم تستسلم منى لتحقيق أمنية حياتها وهي سماع كلمة «ماما» من ولدها كحلم أي أم.

كانت إرادة الله فوق كل شيء، وتنجح عملية زراعة القوقعة لياسين بنسبة 100%، لتنهمر دموع الأم من شدة الفرحة لتحقيق حلمها لتسمع كلمة «ماما وبابا» من نجلها، لتبدأ مرحلة جديدة وهو تعليم ياسين نطق الحروف والكلمات.

 

تكمل «منى» تخرجت من كلية الحاسبات والمعلومات، ولكن من أجل نجلي قررت الذهاب إلى مراكز التخاطب، وزيارة المتخصصين حتى أتعلم كيفية التعامل مع حالة ابني بشكل صحيح ومحترف، تخليت عن دراسة هندسة البرمجيات وحصلت على درجة الماجستير في التربية الخاصة بعنوان «التلعثم وأثره على مزروع القوقعة وضعاف السمع وطرق علاجه» كان بطلها ابني ياسين.

 هواية ياسين للطبخ 

وعن سر هواية ياسين للطبخ، تقول «منى» كنت أعد الطعام ووجدت ياسين لديه إصرار على مساعدتي والوقوف بجانبي في المطبخ، وفكرت أن أنمي فكرة الطبخ لديه كنت أتولى المهمات الصعبة كإشعال نار البوتاجاز وأترك تحضير الطعام له، حتى أتقن صناعة الخبر والمعجنات والبيتزا.

 

جاءت لي فكرة تصوير ياسين وهو يعد الطعام وقمت برفعها على مواقع التواصل الاجتماعي ووجدت تفاعل كبير جدا ومشاهدات بالآلاف البعض منهم شجع ياسين وآخرين انتقدوني ظنا منهم أنني اتاجر بولدي، وشارك في عدد من برامج الطبخ وحصد على العديد من الجوائز والتكريمات .

 كان حلم ياسين أن يقابل الشيف «حسن» حتى أنه يستخدم كلماته الشهيرة «حركاته وتكاته» ليحقق الشيف حسن حلم ياسين وبالفعل تواصل معنا وقابل ابني وشجعه على إكمال المسيرة، بالإضافة إلى أن الشيف الشربيني أرسل رسالة إلى ابني «أحلى شيف ياسين في الدنيا»، كان هناك دعم كبير من عدد كبير من مشاهير الطبخ لنجلي، وأطلقوا عليه لقب «أصغر شيف في مصر»، حسب ما تقوله منى شكري والدة ياسين.

 

وتوجه والدة ياسين رسالة لكل أم تعاني نفس مشكلتها «الأبناء هم نعمة عظيمة من نعم الله عز وجل، وإذا كان أم لديها طفل أو طفلة تعاني من ضعف سمع أو مشكلة أخرى تعاملي معها بكل صبر وروية وعلينا أن نرضى بالمكتوب لأنك ستكتشفين بأن المشكلة لم تكن محنة بل منحة من الله.


مواضيع متعلقة