حامد فارس: «القاهرة» تعود لأفريقيا من باب واسع.. والسيسي وضع رؤية لتوطيد العلاقات منذ 2014

حامد فارس: «القاهرة» تعود لأفريقيا من باب واسع.. والسيسي وضع رؤية لتوطيد العلاقات منذ 2014
- حامد فارس
- السيسي
- العلاقات المصرية الأفريقية
- الخارجية المصرية
- الأمن القومي
- القارة الأفريقية
- الدول الأفريقية
- حامد فارس
- السيسي
- العلاقات المصرية الأفريقية
- الخارجية المصرية
- الأمن القومي
- القارة الأفريقية
- الدول الأفريقية
يرى الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية أن دول القارة الأفريقية تتأثر كغيرها من دول العالم بظروف دولية استثنائية بالغة التعقيد والتشابك فى ظل تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، التى تدرك مصر خطورتها على القارة السمراء.
أستاذ علاقات دولية: مصر القلب النابض لأفريقيا وصوتها فى المحافل الدولية
وقال «فارس»، فى حوار لـ«الوطن»، إن هناك 3 ملفات رئيسية فرضت نفسها على القارة فى الفترة الأخيرة هى تسريع تنفيذ اتفاقية التجارة الحرة القارية فى إطار مواجهة تأثيرات الأزمة الروسية الأوكرانية، ومواجهة اتساع حركات التمرد المسلح، وثالثاً العمل على إخراج أكثر من 50 مليون أفريقى من الفقر.
وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن مصر هى صوت أفريقيا فى المحافل الدولية.
اتفاقية التجارة الحرة القارية طوق نجاة لأفريقيا.. وتخدم أبناء القارة السمراء
كيف تابعت ظروف انعقاد القمة الأفريقية الـ36 فى أديس أبابا؟
- عقدت القمة الأفريقية الـ36 فى ظروف استثنائية وبالغة التعقيد والتشابك فى ظل ما يموج به العالم من أزمات وزيادة وتيرة التحديات التى تؤثر على كل دول العالم وبالأخص دول القارة السمراء، باعتبارها القارة الأضعف والأفقر فى المنظومة الدولية على الرغم من كونها قارة غنية، ولكن لم تستغل حتى هذه اللحظة مواردها الكبيرة فى تحقيق الرخاء والازدهار لشعوبها.
هنا أتصور أن هناك أهمية كبيرة لاتفاقية التجارة الحرة القارية التى تدعمها مصر بقوة؟
- إن انعقاد هذه القمة تحت شعار تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية له دلالة واضحة أن دول القارة تعانى من أزمات كبيرة متزايدة وتبحث عن حلول لها من خلال هذه القمة باعتبار هذا الشعار أصبح هدفاً استراتيجياً لا بد من تحقيقه فى هذه الاتفاقية، ومن الممكن أن تكون طوق نجاة للقارة الأفريقية خاصة أنها دخلت حيز التنفيذ فى 30 مايو 2019 ووقعت عليها أكثر من 54 دولة.
وصادقت برلمانات 44 دولة عليها، ولذلك فهى تخدم أكثر من 1.3 مليار نسمة بحجم استثمارات 3.4 تريليون دولار مع ضرورة إنشاء سوق قارية واحدة للسلع والخدمات فضلاً عن أنها تعطى حرية حركة لرجال الأعمال والمستثمرين فى التحرك بين الدول، وبالتالى فإنه لا بد من بحث جاهزية الدول لتنفيذ هذه الاتفاقية وغيرها من الاتفاقيات المهمة خاصة أن هذه الاتفاقية لم يف بشروطها إلا 6 دول فقط، وعليه سيكون الدفع بتشريع اندماج اقتصاديات القارة ونموها بما يحقق العوائد والفوائد المشتركة.
أيضاً سيسعى الاتحاد إلى زيادة الاستثمار فى البنية التحتية لتسهيل حركة السلع والخدمات والعمل على الاهتمام بقطاعى الصحة والتغذية، وضرورة تفعيل الوكالة الأفريقية للأدوية.
ماذا عن التحديات السياسية التى تفرض نفسها على القارة؟
- لو تحدثنا عن التحديات السياسية، فإن قارة أفريقيا تواجه تحديات سياسية ضخمة فى ظل تزايد حدة الصراعات السياسية التى ألقت بظلالها وانعكاساتها السلبية على حياة الشعوب، فقد زاد الإرهاب فى كل ربوع القارة الأفريقية، فضلاً عن زيادة وتيرة الاضطرابات السياسية فى عدد من الدول مثل مالى أو بوركينا فاسو وغينيا، بالإضافة إلى القضايا الرئيسية التى يبحث الاتحاد الأفريقى عن حلول لها كالقضية الليبية وضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى أسرع وقت، وأيضاً القضية السودانية والعمل على ضرورة إيجاد حل سياسى سودانى سودانى وإنهاء حالة الانسداد السياسى بها، وصولاً لإتمام الانتخابات واستكمال باقى مؤسسات الدولة السودانية.
إذن، ما الصورة العامة لهذه التحديات التى تواجه القارة؟
- ما سبق يتضح أن هناك 3 أهداف محددة تعمل دول القارة على التعامل معها، الملف الأول العمل على تسريع إقامة منطقة التجارة الحرة على وقع تداعيات الأزمة الروسية الأوكرانية، والتى أثرت بشكل كبير على قضيتين لا يمكن التغلب عليهما إلا من خلال التكاتف وهما قضيتا الأمن الغذائى وأمن الطاقة وهما على رأس الأولويات.
وثانياً: اتساع حركات التمرد المسلح مما يهدد السلم والأمن فى أفريقيا، وثالثاً: العمل على إخراج أكثر من 50 مليون أفريقى من الفقر المدقع ورفع نسبة الدخول فى القارة بنسبة 9% بحلول 2035، حسب ما قرر البنك الدولى خاصة أن أغلب الاقتصاديات الأفريقية أصيبت بهزة شديدة وارتفاع أسعار السلع بعد أزمة أوكرانيا. كل هذه الأزمات تأتى فى ظل رغبة سياسية معلنة ومتزايدة ووجود إرادة سياسية حقيقية للتغلب على هذه الأزمات.
كيف تعاطت مصر مع هذه الملفات المعقدة على صعيد العلاقات مع الدول الأفريقية؟
- بالنظر إلى علاقة مصر بالقارة الأفريقية نجد أنها علاقة القلب بالجسد، فمصر هى القلب النابض للقارة، والمدافع الأول عنها وعن قضاياها وتسعى من خلال قوتها الدبلوماسية إلى إيجاد حل لكثير من القضايا التى تتعرض لها القارة السمراء، من خلال رؤية استراتيجية تتمثل فى بناء وترسيخ أسس تعاون مشترك بين دول القارة سياسياً واقتصادياً وثقافياً وشعبياً وأمنياً.
الرؤية المصرية
مصر وضعت رؤية مبكرة للعلاقات مع أفريقيا منذ عام 2014 بعد أن تولى الرئيس السيسى حكم مصر وعادت مصر إلى أفريقيا من الباب الواسع بعد أن كانت مستبعدة من الاتحاد الأفريقى لترؤسه عام 2019 وتضع الإطار التنفيذى لاتفاقية التجارة القارية الحرة وأيضاً خلال أزمة كورونا كانت مصر أول دولة طالبت بتوفير اللقاحات اللازمة لشعوب القارة.