نائب رئيس «المصري للشئون الأفريقية»: نقلة نوعية لعلاقات «القاهرة» والقارة (حوار)

كتب: نوران علام

نائب رئيس «المصري للشئون الأفريقية»: نقلة نوعية لعلاقات «القاهرة» والقارة (حوار)

نائب رئيس «المصري للشئون الأفريقية»: نقلة نوعية لعلاقات «القاهرة» والقارة (حوار)

أشاد السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشئون الأفريقية، بالتطوير الكبير الذى تشهده العلاقات المصرية الأفريقية خلال السنوات الماضية، وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن الرئيس عبدالفتاح السيسى استحدث كثيراً من مجالات التعاون مع أفريقيا لم تكن موجودة من قبل، كما أن القاهرة دائماً لديها حرص على نقل تجارب نجاحها إلى كثير من الدول الأفريقية، مثل تجربة القضاء على فيروس سى، فضلاً عن العمل على تطوير البنية التحتية الأفريقية.

صلاح حليمة: الرئيس السيسى يستحدث مجالات تعاون جديدة مع دول القارة الأفريقية

ولفت مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن الأزمة الروسية - الأوكرانية كانت دافعاً لمزيد من التعاون المصرى - الأفريقى.. وإلى نص الحوار:

ما الخطوط العريضة التى تحكم علاقة مصر بأفريقيا؟

- بالطبع العلاقات بين مصر وأفريقيا علاقات متعدّدة الروافد بحكم الموقع الجغرافى أو ثوابت الجغرافيا، وبحكم أيضاً الحقائق التاريخية ودور مصر التاريخى فى القارة الأفريقية. ثم إن هناك أيضاً مصالح كثيرة، فهناك المتعلقة برابطة مياه النيل على سبيل المثال، وهناك مصالح مشتركة تتعلق بالأمن، خصوصاً فى منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقى.

وهناك أيضاً علاقات تدور فى إطار الأمن بمفهومه العام، وأقصد بذلك مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار والنازحين واللاجئين والهجرة غير الشرعية، وهذا التعاون أيضاً مرتبط بتطور مفهوم الأمن، أو الأمن الحديث، مثل أمن الطاقة وأمن الغاز والأمن الغذائى والأمن المائى، وهى 4 قطاعات أساسية فى ما يتعلق بمجال الأمن. وهذه العلاقات المرتبطة بالأمن لديها مردود فى الإطار الإقليمى والدولى.

ماذا عن مجالات التعاون الأخرى؟

- هناك الكثير من مجالات التعاون، بما فى ذلك المجال الاقتصادى ومجال التعليم ومجال الصحة، باعتبار أن هذه المصالح من شأنها أن تدعم العلاقات، وأن تنقلها إلى مجالات تتنامى وتتعاظم فى ما يتعلق بالملف الاقتصادى.

كيف تعاملت مصر ونظرت إلى عملية تحقيق الاستقرار فى قارة أفريقيا؟

- مسألة الأمن والاستقرار الخاصين ببعض الدول الأفريقية، أو التحديات التى فُرضت على بعض الدول وتتعلق بمسارى الاستقرار والأمن، فإن مصر لعبت دوراً كبيراً لتحقيق الأمن والاستقرار لهذه الدول على نحو أتاح ويتيح آفاقاً أكبر لعمليات التعاون والتطوير، لأنه كلما كانت الدول أكثر أمناً واستقراراً، كانت هناك فرص أكبر للتعاون.

ما المقاربة التى قدّمها الرئيس السيسى فى التعامل مع قضايا قارة أفريقيا؟ وما الذى اختلف عن ذى قبل؟

- الحقيقة أنه فى ما يتعلق بالعلاقات المصرية الأفريقية، فقد شهدت تغيّراً محورياً وجوهرياً منذ قدوم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فقد لعبت القاهرة دوراً محورياً، كما أشرت فى تحقيق أمن واستقرار كثير من الدول الأفريقية، ودعمتها فى مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة وكل ما يتعلق بالوضع الأمنى بصفة عامة.

وهذا الدور المصرى ارتبط بمبادئ تحرص عليها مصر، وهى الحفاظ على الدولة الوطنية وعدم التدخّل فى الشأن الداخلى للدول، ورفض فكرة وجود أى قوات أجنبية، والعمل على دعم مؤسسات الدولة الوطنية.

هل كان التغيير مقتصراً على هذا الجانب؟

- لا، الجانب الاقتصادى كان شاهداً على هذا التغيير المحورى، إذ عملت مصر على دعم بناء البنية الأساسية لكثير من الدول الأفريقية على نحو قوى، والعمل على الاستثمار فى مختلف القطاعات الإنتاجية المختلفة.

وفى هذا الصدد نستطيع أن نقول على سبيل المثال إن اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية مهمة، حيث إنها تعبّر عن شراكة اقتصادية كبيرة بين الدول الأفريقية، ولعبت مصر دوراً كبيراً فى التوصل إليها وإطلاقها، وهى ذات أهمية اقتصادية، سواء على المستوى الثنائى بين الدول أو على مستوى الاتحاد الأفريقى ككل. كما عملت مصر على كثير من المشروعات المرتبطة بتطوير البنية التحتية فى دول أفريقية.

مصر تنقل تجربتها فى القضاء على فيروس سى.. ومقتنعة بأن تنمية القارة تنعكس عليها بشكل مباشر

إلى أى مدى كانت الأزمة الروسية الأوكرانية مدعاة لمزيد من التعاون؟

- بالقطع كانت الأزمة دافعاً لمزيد من التعاون، خصوصاً فى التعامل مع مشكلات الأمن الغذائى وأمن الطاقة وأمن الغاز وأمن المياه، وأيضاً ملف التغيرات المناخية، إلى جانب جائحة كورونا، هذه الأزمات الثلاث أدت إلى زيادة هذا التعاون.

وفى جائحة كورونا بالذات كان لمصر دور إيجابى وبناء ومستحدث فى ما يتعلق بقطاع الصحة، فمصر كانت إحدى الدول التى تم اختيارها لإنتاج اللقاحات وتوزيعها.

ومصر كانت لها أيضاً مبادرة فى توفير التمويل اللازم لمسألة إنتاج اللقاحات، ومصر كانت لها مبادرات خاصة بالصحة فى أفريقيا، مثل 100 مليون صحة، والقضاء على فيروس سى، وهى التجربة التى نجحت فى مصر، لتنقل خبرتها فيها إلى القارة الأفريقية.

وكل هذه الجوانب التى تم الحديث عنها فى التعاون المصرى - الأفريقى، كلها مجالات تعاون مستحدثة، أى ارتبطت بالسنوات الأخيرة وباهتمام الرئيس السيسى بقارة أفريقيا والارتقاء بالتعاون معها فى مختلف المجالات.

مشروعات مصرية

أبرزها مشروعات الربط الكهربائى، التى تعتبر من الأمور المستحدثة خلال السنوات الأخيرة، ودور مصر فى تشييد سد جوليوس نيريرى فى تنزانيا، والمساهمة فى حفر الآبار وتشييد السدود، وغيرها كذلك من مشروعات الربط بين الدول الأفريقية، فى ظل قناعة مصرية بأن التنمية فى أفريقيا هى تنمية لمصر والعكس.


مواضيع متعلقة