خبراء تراث: «الوثائقية» تحفظ الذاكرة الشعبية وتحافظ على الهوية
خبراء تراث: «الوثائقية» تحفظ الذاكرة الشعبية وتحافظ على الهوية
أكد خبراء تراث وفنون شعبية أهمية القناة الوثائقية الجديدة، لأنها ستؤدى دوراً فى حفظ الذاكرة الشعبية وإعادة إنتاج التراث الحضارى والفنون الشعبية مرة أخرى.
وقال الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالى للفنون الشعبية، وخبير التراث الثقافى غير المادى باليونيسكو، إن إطلاق القناة الوثائقية خطوة شديدة الأهمية على المستوى الوطنى، وسيكون لها دور مهم فيما يطلق عليه خبراء التراث والمثقفون «حفظ الذاكرة الشعبية فى مصر»، والمقصود بها كل ما يرتبط بالعادات والتقاليد الشعبية والمعارف والمعتقدات وفنون الأداء الشعبى، والحرف والصناعات الشعبية.
ننتظر توثيق الاحتفالات الشعبية والعادات والتقاليد المصرية بتقنيات حديثة وتدوينها بشكل علمي لائق
وأضاف «جاد» أن التوثيق يجب أن يرتبط بالسياق الشعبى لهذه الممارسات الشعبية، ولذلك يجب على القناة التعرف على الكثير من الدراسات العلمية الرصينة التى يقوم بها الأساتذة والخبراء فى التراث الشعبى فى المعهد العالى للفنون الشعبية ومتحف الفنون الشعبية ومركز دراسته بأكاديمية الفنون، حيث يتم توثيق التراث الشعبى ميدانياً فى مختلف البيئات المصرية، سواء الخاصة بفلكلور البحر أو البدو أو الريف أو الحضر بما يشمله من مئات الممارسات الشعبية. وتابع: «دور القناة سيمثل طفرة فى توثيق هذا التراث، حيث إن الإمكانيات التقنية للقناة ستسهم فى تكوين أرشيف وطنى للتراث الشعبى شديد الثراء، مثل الأزياء الشعبية المصرية، إذ يمكن للقناة عمل سلسلة من الأفلام حول العناصر الجمالية للأزياء الشعبية، خاصة المرتبطة بالنساء ومكملات الزى من حلى، سواء للعنق أو القدم أو اليد، لأنها تعكس الكثير من المهارات الشعبية فى أكثر من بيئة».
وأشار إلى أنه يُنتظر من القناة توثيق الاحتفالات الشعبية المصرية بتقنيات حديثة، وهى كثيرة فى المجتمع الشعبى، مثل موالد الأولياء والقديسين الموزعة على مدار العام فى مصر، لأنها تضم الكثير من الفنون والإبداع الشعبى المصرى، فضلاً عن احتفالات تتميز بها مناطق بعينها، مثل المصالحة فى واحة سيوة، والمحمل فى القصير، واللمبى فى شم النسيم ببورسعيد، واحتفالية أبوالحجاج بالأقصر، وجميعها تمثل الكثير من الذاكرة الشعبية المصرية التى يجب الحفاظ عليها وتسجيلها وتدوينها بالشكل العلمى اللائق بها.
وأشادت الدكتورة ريهام عرام، خبيرة التراث الثقافى، بخطوة الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى تدشين قطاع للإنتاج الوثائقى، وإطلاق أول قناة وثائقية مصرية، مؤكدة أنها خطوة فى غاية الأهمية فيما يتعلق بالحفاظ على التراث المصرى وهويتنا المصرية وإعادة إنتاج التراث والهوية للنور.
وقالت «عرام» إن إطلاق قناة وثائقية جديدة خطوة مهمة جداً وكانت مصر فى انتظارها منذ وقت طويل، خاصة فى حالة الزخم من الأحداث المتسارعة التى تغير من تاريخ المنطقة والبلد، ولذلك مصر كانت فى احتياج لتوثيق كل هذا.
