«رئيسة» أول سيدة لتنجيد السيارات والدراجات النارية بسوهاج: «فرضت نفسي بشطارتي»

كتب: شيماء دراز

«رئيسة» أول سيدة لتنجيد السيارات والدراجات النارية بسوهاج: «فرضت نفسي بشطارتي»

«رئيسة» أول سيدة لتنجيد السيارات والدراجات النارية بسوهاج: «فرضت نفسي بشطارتي»

وكأن لها نصيب من اسمها، هي «رئيسة» التي لم تقبل أن تكون مجرد ربة منزل، تكتفي بالأعمال المنزلية، أو تسعي لكسب المال من خلال الأعمال اليدوية البسيطة في منزلها، بل خرجت إلى عالم الرجال، وقررت أن تصبح أول سيدة صعيدية تقتحم مجال تنجيد السيارات والدراجات البخارية، لتصبح رئيسة بالفعل في عمل يحكم الرجال قبضتهم عليه، بلا أدني إحساس بالخوف أو القلق من رأي الناس، بل تقبل على عملها بشغف وابتسامة رقيقة لا تفارق وجهها.

تعيش رئيسة محمد عيسى، صاحبة الـ27 عاما، في قرية أولاد الشيخ بمركز جهينة بمحافظة سوهاج، وكان أساس انطلاقها في مجال تنجيد السيارات والدراجات البخارية، حبها لغزل الصوف منذ أن كانت في التاسعة من عمرها، إذ تحكي لـ«الوطن»: «كنت أصنع الملابس للعرائس، ثم تحولت إلى صنع المفارش وملابس الأطفال، وكنت دوما أجد التشجيع لموهبتي من قبل أهلي، حتى عندما أخبرتهم بتفكيري في صناعة فرش السيارات من الصوف».

بداية العمل بتنجيد السيارات والدراجات النارية

لم تتردد «رئيسة» ثانية واحدة في إبهار والدها وأشقائها بما تصنعه من فرش وتنجيد لوسائل المواصلات، ليقرروا دعمها بكل قوة، رغم أنها تخصصت في صناعة لا يعمل بها سوى الرجال: «والدى كان سعيد جدا بما أصنعه، خصوصا أنه يرى أننىي أعمل شيء أحبه وشغوفة به، وعبر أكثر من مرة عن أمنيته بأن أكبر في عملي، ودعمنى هو وأخوتي».

دمجت الفتاة الصعيدية، فن التريكو والصوف بالتنجيد لصناعة «فرش» مختلف ومميز للسيارات والدراجات البخارية، إذ تصنعها بيدها تماما دون أي تدخل للماكينات، لتغزل كل غرزة بها بحب وإتقان، ما جعلها مقصدا للسائقين وأصحاب السيارات والدراجات النارية.

فرضت نفسها على السائقين وأصحاب السيارات بموهبتها

بعد انتشار مشغولات «رئيسة» بين السائقين والورش، استطاعت فرض الاحترام والتقدير لموهبتها، مؤكدة أن السائقين دعموها أيضا، عندما أبهرتهم نتيجة التنجيد والفرش بالصوف: «أصبح الزبائن من أصحاب السيارات يأتون لى على السمعة والشطارة،  وأصبح لي اسم في مجال كان مغلقا على الرجال فقط».

الانتهاء من تنجيد السيارات خلال أيام

تلتزم «رئيسة» بعدة خطوات أساسية في عملها، فهي تتسلم طلب السائق وتأخذ مقاسات السيارة أو الدراجة النارية، وتحدد الخامات المستخدمة والألوان وفقا للعميل، ثم تبدأ عملها بالغزل، ليكون العمل يدويا تماما، فتأخذ بعض القطع ما بين يومين أو 3 أيام، وقد تمتد لأسبوع في بعض الأحيان: «أعمل بحب ومزاج، لأنه بالنسبة لي فن، وكل قطعة بتغزل فيها جزء منك، فلا أحدد وقتا ثابتا، ودائما أعطي وقت زيادة، ممكن قطعة أنهيها في يوم، وأحيانا أخرى أحتاج أسبوعا كاملا، على حسب عملي فيها وحالتي النفسية وقت البدء فيها».

أسعار تنجيد السيارات

تعتمد «رئيسية» في تحديد سعر تنجيد السيارات والدراجات النارية على أسعار المواد الخام، موضحة أن تنجيد الدراجة النارية يبدأ من 800 جنيه، بينما تنجيد السيارة يبدأ من 2000 جنيه، ويتوقف إجمالي التكلفة على نوع الخيوط والصبغة المستخدمة والتصميم والمقاسات المطلوبة.

تحلم بورشة خاصة بها 

تتمنى «رئيسة» أن يزدهر عملها، لتفتتح ورشتها الخاصة بتنجيد السيارات والدراجات النارية، وأن تحقق  حلمها وحلم أهلها بأن تتطور في عملها ويكون لها مكان عمل ثابت، عوضا عن العمل أمام المنزل وداخل ورش الآخرين، خاصة أن حلم العمل بالغزل وصناعة الكورشية مشروعها منذ الصغر، فتتذكر أن أول مشروع افتتحتة كان بيع مفارش الأنتريه والسفرة والتسريحة للعرائس في عمر 12 عاما، ليتحول الكروشية منذ ذلك الوقت إلى مصدر دخلها.


مواضيع متعلقة