الرئيس الفلسطيني: القدس تحتاج إلى تكاتف الأمة وسنتوجه للأمم المتحدة

الرئيس الفلسطيني: القدس تحتاج إلى تكاتف الأمة وسنتوجه للأمم المتحدة
وجّه الرئيس الفلسطينى، محمود عباس أبومازن، الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، والحكومة، والشعب المصرى، على الدعم المتواصل للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى فى جميع مراحل النضال، ورعايته للمصالح الوطنية ودعم إعادة إعمار غزة.
وأعرب «أبومازن» عن شكره للعاهل الأردنى عبدالله الثانى، ملك الأردن، على مواقفه ودعمه للشعب الفلسطينى دفاعاً ونصرة لقضيته العادلة ودولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، بجانب الجهود المبذولة فى إطار الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فى القدس.
الوطن القومى لليهود مؤامرة غربية
«المعركة فى القدس لم تبدأ يوم احتلال المدينة المقدسة عام 1967، بل بدأت قبل عقود بعد تآمر الدول الاستعمارية، وعلى رأسها المملكة المتحدة والولايات المتحدة، للتخلص من اليهود فى أوروبا من جانب، وإقامة ما سُمى بـ«وطن قومى» لهم فى فلسطين، وهذه الدول لم تكن تهدف مما فعلته إلا لحماية مصالحها فى المنطقة.
«تم التصدى لموجات الهجرة اليهودية التى دفعها الغرب نحو فلسطين، وهو ما بدأ عن طريق المقاومة والثورات منذ الأيام الأولى للاحتلال، لوقف تنفيذ وعد بلفور المشؤوم، وفلسطين تثق فى أنّ تنظيم مؤتمر لقضية القدس سيكون على مستوى القضية الكبيرة، وعلى قدر التحديات الجسام التى تواجهها القدس بفعل الاحتلال الإسرائيلى المتواصل لفلسطين منذ 55 عاماً، وبفعل مخططات الاحتلال التى تستهدف تاريخ المدينة ومقدساتها وأهلها وهويتها الحضارية والفلسطينية والإسلامية والمسيحية».
«انتفاضة أبريل 1920، وثورة البراق 1929، والثورة الفلسطينية الكبرى 1936، ومعها الإضراب العام الكبير الذى استمر 6 أشهر، وغيرها كانت ضد الاستعمار البريطانى والهجرة اليهودية والاعتداءات اليهودية على المقدسات الإسلامية فى مدينة القدس، وخاصة حائط البراق، ونغتنم فرصة انعقاد مؤتمر القدس اليوم لنقدم رواية حقيقية موثقة حول المسجد الأقصى المبارك بما فيه حائط البراق، لأننا نحن أصحاب الحق فى فلسطين والقدس والمسجد الأقصى، وأصحاب الحق الدينى والتاريخى والقانونى الحصرى فى حائط البراق».
استفزازات يهودية وادعاءات بملكية حائط البراق
«حائط البراق جزء من المسجد الأقصى ووقف إسلامى صحيح، وحقنا هذا أقره القرآن الكريم الذى أعطى للمكان اسمه وهويته (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله) وحائط البراق حق أقرته الشرعية الدولية، ممثلة فى «عصبة الأمم»، فى أعقاب ثورة البراق 1929، إذ إنه قبل وجود الأمم المتحدة كانت هناك عصبة الأمم، وحائط البراق حق أقره رجال الدين اليهودى آنذاك الذين شهدوا بملكية المسلمين الحصرية للحرم القدسى الشريف بما فى ذلك الحائط، وبسبب ثورة البراق أرسل مجلس عصبة الأمم لجنة خاصة مكونة من 3 دول أوروبية غربية هى السويد وهولندا وسويسرا للبحث فى خلفيات وأسباب اندفاع الثورة لتحديد الحقوق فى حائط البراق، وهذه اللجنة عقدت 23 اجتماعاً، وتم الاستماع خلالها إلى شهادات العشرات من المسلمين واليهود والشخصيات الدولية».
«52 شاهداً أدلوا بشهادتهم أمام اللجنة، منهم 21 من اليهود و30 من المسلمين، وشاهد واحد من سلطة الانتداب البريطانى، واللجنة اطلعت على عشرات الوثائق المقدمة من الطرفين قبل أن تُصدر قرارها فى شهر ديسمبر فى 1939، وخلصت إلى أن السبب الرئيسى فى اندلاع ثورة البراق كان الاستفزازات اليهودية عند الحائط وادعاء ملكيته، كما أن الحائط الغربى الذى يمثل حائط البراق جزءاً منه تعود ملكيته للمسلمين وحدهم».
مخططات الاحتلال عنصرية ومتطرفة
«اللجنة قررت أن الرصيف الكائن أمام الحائط تعود ملكيته للمسلمين، وذكرت فى تقريرها أن الجانب اليهودى لم يدّع فى أى مرحلة من مراحل التحقيق أن له أى حق ملكية لا فى حائط البراق ولا فى حى المغاربة، ولا يطالب بأى حق فى ملكية هذا، لذلك نضع أمامكم قرار عصبة الأمم كوثيقة تاريخية وقانونية، ونشهد كل يوم اعتداءات من قبَل اليهود فى المسجد الأقصى بحجة أن لهم حقاً فيه، وكما رفض الشعب وعد بلفور ونتائجه فقد رفض أيضاً كل محاولات تصفية القضية أو اختزالها أو تزييف وطمس حقائقها، ورفض صفقة القرن التى أطلقها الرئيس ترامب وأعطى كل القدس لليهود، وما زال يرفض نقل السفارة الأمريكية وأى سفارة أخرى للقدس».
«رفضنا محاولات إسرائيل لوضع بوابات إلكترونية تتحكم فى الدخول والخروج من الأقصى، وسنظل متمسكين بثوابتنا الوطنية مدافعين عن حقوقنا مهما كانت الظروف، وسنتصدى كل يوم لمخططات الاحتلال الإسرائيلى الأكثر عنصرية وتطرفاً والتى تستهدف المسجد الأقصى ومقدساتنا كافة، ولا يمكن نسيان جريمة حرق المسجد الأقصى فى عام 1969، ولا مذبحة المسجد الإبراهيمى وغيرها من الاعتداءات على المساجد والكنائس حتى الآن».
200 مليون دولار لتمويل المشاريع فى القدس
«تعرضنا فى الماضى، وما زلنا نتعرض، لأكبر عملية تزوير لتاريخنا، لأنهم قالوا فى بداية احتلالهم لفلسطين إنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض لذلك فهى ملك لنا، فهل كانت فلسطين أرضاً بلا شعب عبر التاريخ كما يزعمون؟ وهناك مخرج إسرائيلى ومؤلف إسرائيلى أنتجا فيلماً يسجل شهادات حية عن واحدة من هذه المذابح التى ارتكبتها إسرائيل وهى مذبحة الطنطورة التى قامت قوات الاحتلال فيها بإعدام ما يقرب من 200 فلسطينى، إلى جانب تهجير مواطنى القرية قبل تدميرها، كما أن الفيلم يوثق شهادات عدد من الجنود الإسرائيليين الذين شاركوا فى ارتكاب المذبحة».
«القدس بحاجة إلى أمتها العربية والإسلامية، وسوف نتوجه فى الأيام القليلة القادمة إلى الأمم المتحدة، صحيح أننا ذهبنا إلى الأمم المتحدة من قبل ولكن لا يوجد من نشكو إليه سوى الله سبحانه وتعالى، والأمم المتحدة أخذت أكثر من 1000 قرار من الجمعية العامة ومجلس الأمن وحقوق الإنسان وعصبة الأمم، ولم ينفذ منها قرار، ويجب إصدار قرار يؤكد حماية حل الدولتين».
«فلسطين تحتفظ بحقها، وستواصل الذهاب إلى المحاكم والمنظمات الدولية لحماية حقوق الشعب الفلسطينى، وفلسطين ستلجأ إلى المحكمة الجنائية الدولية لأننا كل يوم نشهد أكثر من جريمة، فالحكومات الإسرائيلية كلها متطرفة، لكن الحالية لم يسبق لها مثيل، مؤسسة «قدسنا» أطلقت مبادرة برعاية الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالرحمن الثانى وعدة صناديق مثل صندوق تمكين القدس الذى حجز تمويلاً بقيمة 70 مليون دولار أمريكى وتنوى رفعها إلى 200 مليون دولار خلال السنوات الخمس القادمة لتمويل المشاريع فى القدس، ويجب تعزيز هذه المبادرة المهمة لدعم أهل فلسطين، لأن القدس فى العيون وستبقى فى العيون».