السيسي: ندعم صمود القدس.. ونرفض أي إجراء أحادي يغير وضع الأراضي المقدسة

كتب: محمد أبو عمرة

السيسي: ندعم صمود القدس.. ونرفض أي إجراء أحادي يغير وضع الأراضي المقدسة

السيسي: ندعم صمود القدس.. ونرفض أي إجراء أحادي يغير وضع الأراضي المقدسة

شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، في فعاليات مؤتمر القدس رفيع المستوى، الذي انعقد بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، بمشاركة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين، والملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، وأحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء في الجامعة.

وقال الرئيس في كلمته: «يشرفني ويسعدني أن أتواجد معكم اليوم في جامعة الدول العربية، بيت العرب، لنؤكد سويا دعمنا لصمود القدس، عصب القضية الفلسطينية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية، مدينة السلام ومهد الأديان، التي يستدعي ذكرها صور التعايش والتسامح، صور الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك مختلطة بمشاهد الحج بكنيسة القيامة، المدينة التي امتزج فيها طريق إسراء النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم مع درب  المسيح عليه السلام».

وتابع الرئيس: «لقد كانت القدس عبر التاريخ عنوانا للصمود الذي يحمله اسم مؤتمر اليوم، وإنّه لمن المؤسف أنّ هذا الصمود أصبح وكأنّه قدر تلك المدينة فهي كما عانت في الماضي، ما زالت تعاني في الحاضر».

وأضاف الرئيس: «اختص القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، الوضع القانوني لمدينة القدس، بدءا من تأكيد مجلس الأمن أنّه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأنّ جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذت من قبل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، قد تغيّر معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكا صارخا لاتفاقية جنيف الرابعة، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأي تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، بما في ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض».

وأكمل الرئيس: «في هذا السياق، تؤكد مصر مجددا موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة أي إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم لمدينة القدس ومقدساتها،  كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس، بما في ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصا للمسلمين».

وأوضح الرئيس: «تعيد مصر التحذير من العواقب الوخيمة التي قد تترتب على الإخلال بذلك أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلبا على أفق مفاوضات الوضع النهائي بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».

وقال الرئيس: «بادرت مصر منذ أكثر من 4 عقود بمد يد السلام لإسرائيل سلام قائم على العدل وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة، تعيد للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وأؤكد هنا أنّ عاصمة الدولة التي يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطيني والشعوب العربية ستظل هي القدس الشرقية».

وأضاف: «لمن المؤسف أن يأتي اجتماعنا اليوم على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية وظروف تهدد الأمن الإقليمي وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة المفهوم الذي سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضي، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلا عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة».

وأكد الرئيس: «أغتنم هذه المناسبة لتجديد دعوتي للمجتمع الدولي وشركاء السلام لضرورة العمل سويا على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمي والاستقرار والتعايش السلمي، كما أدعو الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسي، الذي يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية في المستقبل».

وتابع الرئيس: «مصر ستستمر في الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة في الاحتلال، ولن تألوا جهدا في الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الذي طالت معاناته، وستواصل - من أجل هذا الهدف - العمل مع طرفي الصراع لإعادة إحياء المسار السياسي، كما سنواصل جهودنا للتعامل مع التحديات الآنية وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة، وستستمر الجهود في دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولي لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة».

وأتمّ الرئيس كلمته، قائلا: «أختتم كلمتي برسالتين، أقول للشعب الفلسطيني في بقاع الأرض كافة، نعم لقد طالت معاناتكم وتأخرت حقوقكم، وزادت أزمات المنطقة، إلا أنّ قضيتكم لا زالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكونا رئيسيا لعملنا المشترك، وجزءا لا يتجزأ في وجدان الشخصية العربية، وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع في إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، نظل داعمين لصمودكم بالقدس وبجميع أركان فلسطين، كما أتوجه لإسرائيل حكومة وشعبا وأقول لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل والاندماج بين شعوب المنطقة، ولهذا الغرض، فقد مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التي تضمن تحقيق ذلك وفقا لسياق عادل وشامل فدعونا نضعها سوياً موضع التنفيذ، ولنطوي صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة،الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء».


مواضيع متعلقة