السيسي لـ«الشعب الفلسطيني»: قضيتكم أولوية مصرية وعربية

السيسي لـ«الشعب الفلسطيني»: قضيتكم أولوية مصرية وعربية
- القدس
- استمرار الدفاع عن الحقوق المشروعة
- جامعة الدول العربية
- الشعب الفلسطينى
- القدس
- استمرار الدفاع عن الحقوق المشروعة
- جامعة الدول العربية
- الشعب الفلسطينى
شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى، اليوم، فى فعاليات مؤتمر «القدس» رفيع المستوى، الذى انعقد بمقر جامعة الدول العربية فى القاهرة، بعنوان «القدس.. صمود وتنمية» بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس، والملك عبدالله الثانى، ملك الأردن، وأحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية، إلى جانب عدد من الوفود رفيعة المستوى من الدول الأعضاء فى الجامعة.
وفى كلمته خلال المؤتمر، أكد الرئيس أن مدينة القدس كانت عبر التاريخ عنواناً للصمود، وأن موقف مصر ثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم للمدينة، وأن ما يحدث فى فلسطين من انتهاكات إسرائيلية يهدد التعايش بين شعوب المنطقة.
استمرار الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى
إن مصر ستستمر فى الدعوة لمعالجة جذور الأزمة المتمثلة فى الاحتلال، ولن تألو جهداً فى الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى الذى طالت معاناته، وستواصل - من أجل هذا الهدف - العمل مع طرفى الصراع لإعادة إحياء المسار السياسى.
كما سنواصل جهودنا للتعامل مع التحديات الآنية، وسنعمل مع جميع الأطراف على التهدئة بالضفة الغربية وقطاع غزة.. وستستمر الجهود فى دعم إعادة إعمار القطاع ودعوة المجتمع الدولى لزيادة إسهامه لتخفيف معاناة إخوتنا الفلسطينيين بغزة.
القدس عنوان الصمود عبر التاريخ
يشرفنى ويسعدنى أن أوجد معكم فى جامعة الدول العربية، بيت العرب، لنؤكد سوياً دعمنا لصمود القدس، عصب القضية، والقلب النابض للدولة الفلسطينية، مدينة السلام ومهد الأديان، التى يستدعى ذكرها صور التعايش والتسامح، وصور الصلاة بالمسجد الأقصى، مختلطة بمشاهد الحج بكنيسة القيامة، المدينة التى امتزج فيها طريق إسراء النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع درب السيد المسيح عليه السلام.
لقد كانت القدس عبر التاريخ عنواناً للصمود الذى يحمله اسم مؤتمر اليوم، وإنه لمن المؤسف أن هذا «الصمود» أصبح وكأنه قدر تلك المدينة، فهى كما عانت فى الماضى، ما زالت تعانى فى الحاضر.
الإجراءات التى اتخذتها إسرائيل يمكن أن تغير من معالم المدينة المقدسة وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية «جنيف الرابعة»
ولقد اختص القانون الدولى، وقرارات الأمم المتحدة المحورية، وكما لم يختص مدينة من قبل، الوضع القانونى لمدينة القدس، بدءاً من تأكيد مجلس الأمن «أنه لا يجوز الاستيلاء على الأرض بالقوة، وأن جميع الإجراءات التشريعية والإدارية التى اتُخذت من قبَل إسرائيل باعتبارها قوة احتلال، والتى يمكن أن تغير من معالم أو وضع المدينة المقدسة، ليس لها صلاحية قانونية وتمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقية جنيف الرابعة»، وانتهاءً بتأكيد مجلس الأمن عدم اعترافه بأية تغييرات على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، بما فى ذلك ما يتعلق بالقدس، إلا ما يتم الاتفاق عليه بالتفاوض.
رسائل للشعب الفلسطينى والحكومة الإسرائيلية
وأختتم كلمتى برسالتين، أقول للشعب الفلسطينى فى كل بقاع الأرض، نعم لقد طالت معاناتكم وتأخرت حقوقكم، وزادت أزمات المنطقة، إلا أن قضيتكم ما زالت أولوية لدى مصر والعرب، وتظل مكوناً رئيسياً لعملنا المشترك، وجزءاً لا يتجزأ فى وجدان الشخصية العربية، وإلى أن يتحقق طموحكم المشروع فى إقامة دولتكم بعاصمتها القدس الشرقية، فإننا نظل داعمين لصمودكم بالقدس وبجميع أركان فلسطين.
كما أتوجه لإسرائيل حكومة وشعباً وأقول: لقد حان الوقت لتكريس ثقافة السلام والتعايش، بل والاندماج بين شعوب المنطقة، وإنه لهذا الغرض فقد مددنا أيدينا بالمبادرة العربية للسلام التى تضمن تحقيق ذلك وفقاً لسياق عادل وشامل، فدعونا نضعها سوياً موضع التنفيذ.. ولنطوى صفحة الآلام من أجل الأجيال القادمة الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء.
نرفض محاولات تغيير الوضع التاريخى للمدينة المقدسة
تؤكد مصر مجدداً موقفها الثابت إزاء رفض وإدانة أية إجراءات إسرائيلية لتغيير الوضع التاريخى والقانونى القائم لمدينة القدس ومقدساتها، كما تؤكد على الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية فى القدس، بما فى ذلك المسجد الأقصى بكامل مساحته باعتباره مكان عبادة خالصاً للمسلمين.
نحذر من العواقب الوخيمة لفرض سياسة الأمر الواقع وتأثيرها على مفاوضات الوضع النهائى بين الطرفين
وتعيد مصر التحذير من العواقب الوخيمة التى قد تترتب على الإخلال بذلك، أو على محاولة استباق أو فرض أمر واقع يؤثر سلباً على أفق مفاوضات الوضع النهائى بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى.
القدس ستظل عاصمة الدولة الفلسطينية.. ونرفض الاقتحامات غير الشرعية لـ«الأقصى»
لقد بادرت مصر منذ أكثر من أربعة عقود بمد يد السلام لإسرائيل، سلام قائم على العدل، وعلى أساس العمل على التوصل لتسوية شاملة وعادلة تعيد للشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة، بما فى ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967، وأؤكد هنا أن عاصمة الدولة التى يرتضيها ويتطلع إليها الشعب الفلسطينى والشعوب العربية ستظل هى القدس الشرقية.
ما يحدث فى فلسطين يهدد التعايش بين شعوب المنطقة
إنه لمن المؤسف أن يأتى اجتماعنا على خلفية ظروف طارئة ومتأزمة تواجه القضية الفلسطينية، وظروف تهدد الأمن الإقليمى، وتهدد مفهوم التعايش بين شعوب المنطقة، المفهوم الذى سعينا لتكريسه عبر السنوات الماضية، حيث تستمر الإجراءات أحادية الجانب المخالفة للشرعية الدولية، من استيطان وهدم للمنازل، وتهجير ومصادرة الأراضى، وعمليات تهويد ممنهجة للقدس، واقتحامات غير شرعية للمسجد الأقصى، فضلاً عن الاقتحامات المستمرة للمدن الفلسطينية على نحو يزيد الاحتقان على الأرض ويهدد بانفلات الأوضاع الأمنية، كما يزيد من الأسف أن كل ما تقدم إنما يعوق حل الدولتين، ويضع الطرفين، والشرق الأوسط بأكمله أمام خيارات صعبة وخطيرة.
لذلك، فإننى أغتنم هذه المناسبة لتجديد دعوتى للمجتمع الدولى وشركاء السلام لضرورة العمل سوياً على إنفاذ حل الدولتين، وتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل، باعتباره حجر الزاوية لتطلعات شعوب المنطقة لتحقيق الأمن الإقليمى والاستقرار والتعايش السلمى، كما أدعو الأطراف الدولية لعدم الاستسلام للجمود السياسى الذى يتراكم مع الزمن ويزيد من تعقيد التسوية فى المستقبل.