زملاؤه: مجدي مهنا كتب للوزير والفقير.. ويجب تدريس مقاله «في الممنوع» لطلبة الإعلام

زملاؤه: مجدي مهنا كتب للوزير والفقير.. ويجب تدريس مقاله «في الممنوع» لطلبة الإعلام
يعد الكاتب الصحفى الراحل مجدى مهنا أحد فرسان الكلمة، سواء فى الصحافة المكتوبة من خلال الصحف، أو الصحافة المرئية من خلال البرامج والحوارات الصحفية التى أجراها وتم بثها على شاشة التليفزيون، وبرحيله قبل 15 عاماً فقد الوسط الصحفى والإعلامى فى 8 فبراير عام 2008 صحفياً وكاتباً نادر التكرار، صاحب التجربة الممتدة لـ30 عاماً من العمل الصحفى منذ تخرجه فى كلية الإعلام عام 1978، وعمله فى عدة إصدارات صحفية «قومية وحزبية ومستقلة» أبرزها روز اليوسف والوفد، فضلاً عن دوره النقابى عضواً فى مجلس نقابة الصحفيين عام 1987.
هنا يتحدث عدد من رفاق رحلته ومَن تأثروا بمدرسته الصحفية الرصينة لـ«الوطن» عن ذكريات لا تُنسى مع الكاتب الراحل، ودروس من مسيرته ما زالت ماثلة للأذهان.
زين: نموذج للصحفي الوطني الشريف الذي يدرك قضايا بلده ويعي قيمته ومكانته
يقول الكاتب الصحفى وجدى زين، رئيس تحرير جريدة الوفد السابق، إن مجدى مهنا كان من الصحفيين العظام الذين ارتبطت بهم المهنة، ويعتبر من المؤسسين لجريدة الوفد مع كل من الكُتاب والصحفيين مصطفى شردى، وجمال بدوى، عباس الطرابيلى، وعبدالنبى عبدالبارى، مشيراً إلى أنه تولى رئاسة تحرير جريدة الوفد لمدة عام عمل فيها رئيس قسم تحت قيادته، وكان له العديد من المواقف المحفورة فى الذاكرة على المستوى الإنسانى، مؤكداً أنه كان يركز دائماً فى دور الصحافة فى مواجهة الفساد بكل أشكاله، فبرز هذا الدور فى مسيرته الصحفية بجلاء، وكان عموده الصحفى الشهير «فى الممنوع» بمثابة صواريخ أطلقها على ما رآه فساداً فى أى مكان.
وأضاف رئيس تحرير الوفد السابق أن الكاتب الصحفى الراحل مجدى مهنا «كان نموذجاً للصحفى الوطنى الشريف، الذى يدرك قضايا وطنه ويسعى لخدمتها، ويعى قيمة ومكانة مصر» بحسب تعبيره، وواصل رئيس تحرير الوفد السابق حديثه عن الكاتب الصحفى الراحل قائلاً: «كان الجميع يترقب العمود الذى يكتبه ليطلعوا على رؤيته فى كافة القضايا الوطنية والاجتماعية التى يتناولها»، موضحاً أنه كان من الشخصيات الهادئة التى تتروّى قبل اتخاذ أى قرار، وكان يربطه بمختلف الصحفيين والمسئولين علاقة ود ومحبة، وكان صديقاً مقرباً له رغم فارق العمر بينهما. ولفت «زين» إلى أن كان يلتقى به دائماً فى النادى النهرى للصحفيين، وتعلم منه الكثير على المستويين المهنى والإنسانى.
«شورى»: تعلمنا منه أصول المهنة
ومن جانبه، تحدث ياسر شورى، مدير تحرير جريدة الوفد ورئيس المركز الإعلامى لحزب الوفد، عن الكاتب الراحل مجدى مهنا، قائلاً إنه علامة فارقة فى تاريخ الصحافة المصرية المعاصرة، وقال: «أعاد مهنا إلى الصحافة هيبة المقال الصحفى، ضمن مسيرة طويلة لكتاب الرأى المشهورين فى المهنة أمثال مصطفى أمين، أحمد بهاء الدين، وإحسان عبدالقدوس، الكتاب المصريين الكبار، لم يلمع أحد من بعدهم ككاتب مقالة مستقلة، كالأستاذ مجدى مهنا»، مشيراً إلى أن نبوغه فى كتابة المقال الصحفى بدءاً من روزاليوسف، ثم بعد ذلك جريدة الوفد بمقال ثابت منذ صدورها، وهو الكاتب الوحيد فى عصره الذى كان القراء يبدأون قراءة جريدة الوفد بمقاله، ومن بعدها «المصرى اليوم»، ولُقب بـ«كاتب الوزراء والفقراء»، فكان الوزراء والبسطاء أيضاً حريصين على قراءة مقاله، بحسب تعبيره.
ويقترح «شورى» أن يتم تدريس مقالات وأسلوب مجدى مهنا لطلبة كليات الصحافة والإعلام، وأن تكون متاحة للصحفيين المبتدئين حتى يتعلموا منها فن كتابة المقال الصحفى من خلال مقالات هذا الكاتب الفريد من نوعه، الذى كان يمتلك من الأدوات المهنية والموهبة ما يجعله مدرسة صحفية متكاملة، وبلا شك فإن مقاله «فى الممنوع» لا بد أن يؤرّخ فى الصحافة المصرية، ومن هذا المنطلق أطلقت نقابة الصحفيين جائزة تحمل اسمه، فهو الصحفى المثال والصحفى الإنسان أيضاً.
وقال الكاتب الصحفى محمد سعد عبدالحفيظ، عضو مجلس نقابة الصحفيين، إن رصيد الكاتب الصحفى الراحل مجدى مهنا كان يتمثل فى مواقفه المهنية والنقابية، فهو من أبرز الأسماء الصحفية التى خاضت معارك فى سبيل حرية الصحافة واستقلال المهنة والكيان النقابى، موضحاً أنه كان خير نموذج للصحفى الوطنى الشريف، الذى يعى قضايا وطنه ويسعى لطرحها فى مختلف المحافل، ويدرك قيمة ومكانة مصر، والجميع سواء أهل المهنة أو القراء كانوا ينتظرون كتاباته الجريئة التى تعبر عن نبض الشارع وتنقل رأى النخبة أيضاً، كما أنه كان قريباً من الجميع، بشكل اجتماعى، ويحترم ديمقراطية القرار ويستمع للآخرين ويستفيد من رؤاهم وينقلها فى كتاباته.