باحث في العلاقات الدولية: «القاهرة- الرياض» تحالف عربي يصنع التوازن الإقليمي

كتب: محمد حسن عامر

باحث في العلاقات الدولية: «القاهرة- الرياض» تحالف عربي يصنع التوازن الإقليمي

باحث في العلاقات الدولية: «القاهرة- الرياض» تحالف عربي يصنع التوازن الإقليمي

أشاد محمد عبادى، الباحث فى العلاقات الدولية، بمسار العلاقات المصرية السعودية التى اعتبر أنها تحالف يصنع التوازن الإقليمى فى منطقة الشرق الأوسط، وقال، فى حوار لـ«الوطن»، إن مواقف السعودية ومصر موحدة تجاه المخاطر التى تهدد الدول العربية مثل الإرهاب والتدخلات الخارجية وكذلك التعامل مع القضية الفلسطينية قضية العرب المركزية، كما أن مصر لديها قناعة بأن أمنها من أمن الخليج وفى القلب منه المملكة.. وإلى نص الحوار:

محمد عبادى: مواقف السعودية لدعم مصر لا تُنسى.. والعلاقات تاريخية عميقة على المستوى الشعبى

ما قراءتك لأهم ملامح العلاقات المصرية - السعودية؟

- العلاقات المصرية السعودية علاقات راسخة وممتدة، إذ تمثل مصر الثقل الأمنى والسكانى للمنطقة العربية، وتمثل المملكة العربية السعودية الثقل الاقتصادى والدينى، لذا هذا التحالف يصنع التوازن فى الإقليم، خاصة مع وجود مشاريع متباينة ترغب فى التدخل فى شئون الإقليم.

وتتوج هذه العلاقات الراسخة الأخوة العربية والإسلامية، ومستوى التفاهم والتعاون بين القيادة المصرية والسعودية باستمرار، مدفوعين بأن المصلحة الشعبية والرسمية تصب فى اتجاه واحد.

وينبغى التأكيد على أن العلاقات المصرية السعودية أكبر من تأثير عابر، وهى علاقات عابرة لحالة التصيد أو تعكير الأجواء عبر تجاذب هنا أو هناك.

ما أبرز المواقف برأيك التى تعبر عن هذه الملامح التى ذكرتها؟

- إذا عدنا للتاريخ القريب، فموقف الملك الراحل فيصل بن عبدالعزيز من دعم القيادة والشعب المصرى فى حرب أكتوبر حاضر فى أذهان الأجيال المتعاقبة، ويدلل على الأخوة والترابط العميق. وكذلك الموقف السعودى من دعم القيادة المصرية فى المواقف المصيرية، والحضور بجانب القيادة المصرية دولياً، لدعم موقفها فى حرب الإرهاب، أو حقوقها التاريخية العادلة فى مياه النيل.

كما أن القيادة المصريّة تسارع على الفور لدعم المملكة العربية السعودية ضد أى تهديد خارجى، وعبر عن ذلك تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مناسبات عدة أن أمن مصر من أمن الخليج العربى والأشقاء فى المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج.

الرئيس «السيسى» أكد فى عدة مناسبات أن أمن مصر من أمن الخليج العربى والأشقاء فى المملكة

ما أهمية العلاقات فى دعم القضايا العربية؟

- على مدار عقد كامل شهدت المنطقة العربية توترات بالجملة، متعلقة بحرب الإرهاب المدعوم من أطراف خارجية، أو محاولة التدخل فى الشئون الداخلية العربية سياسياً وعسكرياً، لذا تطلب الأمر جبهة عربية موحدة، لمواجهة هذه التحديات، مثل القضية العربية المركزية وهى القضية الفلسطينية، أو التدخلات التى تقوم بها بعض الدول الإقليمية فى الشئون العربية، وكذلك الانقسام الليبى، وكذلك ما يتعلق بحقوق مصر فى مياه النيل، وغيرها من القضايا الأمنية والسياسية فى العالم العربى، وكذلك أى تهديدات لميليشيات فى المنطقة لأمن الطاقة، فالموقف المصرى السعودى موحد فى مواجهة هذه المخاطر.

كما أن وجود شراكة مصرية - سعودية ساعد على اتخاذ موقف عربى سريع وحاسم إزاء عدد من هذه القضايا، مع التطلع إلى مزيد من تعاضد المواقف فى المستقبل، خاصة فيما يتعلق بالموقف العربى من القضايا الدولية، مثل الأزمة الروسية الأوكرانية، التى رفضت الدول العربية التورط فيها مع أحد طرفى الصراع، بل اتخذت موقفاً محايداً، مطالبة بإنهاء الحرب وإيجاد حل عبر الحوار والدبلوماسية.

العلاقات على المستوى الشعبى، ما الذى يمكن أن تقوله عنها؟

- دعنى هنا أضرب مثالاً قريباً من الأذهان، هى مباريات المملكة العربية السعودية فى كأس العالم بقطر، ولقد شاهدنا حباً شعبياً جارفاً للمملكة من الجمهور المصرى الذى كان ينتظر هذه المباريات كما لو كانت للمنتخب المصرى، لقد أصبحت حالة الاحتفاء والفرح المصرى بالفوز السعودى حالة عربية عامة، استحقت الاحتفاء من قبل الجميع. هذا مثال يدلل على عمق العلاقات المصرية السعودية الشعبية وترابط أواصر المحبة بين الشعبين العربيين.

كيف جاءت ثورة 30 يونيو كاشفة عن مسار العلاقات بين البلدين؟

- للمملكة العربية موقف لا ينسى تمثل فى دعم القيادة المصرية والشعب المصرى، خاصة فى وقت شلت الأزمة الاقتصادية مناحى الحياة فى البلاد، وبلغ الانقسام المجتمعى مداه، مع تربص دولى بالدولة المصرية، فى هذا الوقت سارعت المملكة بتقديم الدعم الكامل للمسار الجديد الذى قررته مصر جيشاً وشعباً، ثم ساهمت بشكل كبير فى توضيح الصورة الحقيقية لما يجرى فى الشارع المصرى دولياً، فضلاً عن الدعم الاقتصادى المباشر الذى ساهم فى حلحلة الأزمة الاقتصادية فى البلاد، ومواجهة الإرهاب والوقوف حائط صد متيناً إزاء تحديات الأمن والاقتصاد.

الأزمة الروسية الأوكرانية

الموقف المصرى السعودى من الأزمة متسق، والدول العربية نأت بنفسها عن الوقوف مع طرف ضد طرف. ثم المملكة العربية السعودية كدولة نفطية هى إحدى الدول التى استفادت من الأزمة الروسية الأوكرانية، بسبب ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، ومصر إحدى الدول التى تأثرت سلباً بسبب هذه الأزمة، لذا الدعم السعودى حاضر فى ملف الطاقة وكذلك ملف الاستثمارات السعودية فى السوق المصرية الواعدة.


مواضيع متعلقة