وائل فايز يكتب: مجدي الطيب.. هذا المُبدع أُحبه

وائل فايز يكتب: مجدي الطيب.. هذا المُبدع أُحبه
- وائل فايز
- الصحافة الفنية
- مجدى الطيب
- جريدة نهضة مصر
- وائل فايز
- الصحافة الفنية
- مجدى الطيب
- جريدة نهضة مصر
صدمني خبر رحيل الكاتب والناقد الفنى الكبير الأستاذ مجدى الطيب مثلما صدم كل محبيه وتلاميذه، فقد كان ـ رحمه الله ـ من جيل المبدعين الكبار، لا يكتب إلا ما يُمليه عليه ضميره.. جاد فى أداء عمله.. لا يقبل أنصاف الحلول ويحترم الوقت ويقدسه، ملامح وجهه الهادئة لا تعكس صرامته في المواقف الجادة، وكل من عرفه عن قُرب لمس طيبته وإخلاصه الشديد لمهنته.
لم يحالفني الحظ بالعمل في الصحافة الفنية تحت رئاسة الأستاذ الكبير، لكني تعرفت عليه عن قرب وعرفت كثيرا من صفاته الطيبة أثناء عملي في جريدة نهضة مصر، التي كان يشرف فيها على القسم الفني قبل سنوات.
وهنا لابد أن أسجل جانبا من أدبه الجم مع تلاميذه وزملائه، فرغم أنني كنت أخطو أولى خطواتي في العمل الصحفي إلا أنه لم يكن ينادي أى زميل له إلا بلقب أستاذ.
وأتذكر من تلك الفترة التي اقتربت فيها من الأستاذ مجدي الطيب موقفين راسخين في الذاكرة، لا أنساهما أبدا.. الأول عندما طلب منى الراحل بكل أدب وتواضع حضور مؤتمر صحفي للفنان خالد النبوى بدلا عنه للتغطية الصحفية وإنقاذ الموقف، والموقف الثاني عندما طلب مني الحضور بدلا منه، ندوة للناقد الكبير الراحل سمير فريد، لتغطيتها أيضا للجريدة، ولم أتردد فى قبول الطلب في كل مرة، وأتذكر أنه بعد نهاية ندوة الأستاذ سمير فريد، أهداني مجموعتين من الكتب المتميزة عن السينما بمجرد علمه أننى حاضر نيابة عن الأستاذ مجدى الطيب، وعندما عدت للأستاذ مجدى ورويت له ما جرى في الندوة، أخجلني أدبه الشديد في توجيه الشكر لى على إنجاز المهمة، وأهداني إحدى المجموعتين اللتين حصلت عليهما من الناقد سمير فريد، وكانت هذه أول مرة أقرا فيها كتابات متخصصة عن السينما والنقد الفني.
أثرى الراحل الكبير بكتاباته النقدية في السينما والفن عموما العديد من الصحف والمجلات والدوريات العربية وكان يصدح برأيه فى كل الأعمال الفنية بجرأة دون مواربة أو مجاملة لأحد فى الوسط الفنى، فعندما يكتب مجدي الطيب فإن الجميع يضبط البوصلة على ما يقول كأحد ألمع النقاد فى مجاله.
زاد حبى لمجدي الطيب عندما عرفت مصادفة أنه من أبناء أسوان وما أدراك ما أسوان بلد السحر والجمال والنبتة الطيبة، ومما علمت عنه أنه كان شديد الإخلاص والوفاء لزوجته الراحلة التي توفيت قبل أكثر من عام، وحينما حالت ظروفه الصحية زيارتها فى ذكراها السنوية كتب تدوينه مؤثرة على صفحته بموقع فيس بوك، مفادها أن حالته الصحية حالت دون زيارة قبرها فى أسوان ليفتح معها دفتر أحوال العائلة متمنيا أن يهرول إلى قبرها فى أسرع وقت ليبوح لها بما فى قلبه، وشاءت إرادة الله ان تفيض روحه بعد هذا الحديث الشفاف والراقي مع زوجته الراحلة، بأقل من شهرين ليدفن مع رفيقة العمر.
كلمات الرثاء لاتكفيك يا طيب، وعزاؤنا في رحيلك سيرتك النبيلة وكما طلبت أنت من المُحبين الدعاء لزوجتك الراحلة رجائي ممن يقرأ هذه الكلمات الدعاء لكما بالرحمة والمغفرة..
ربنا يرحمك أستاذنا.