شريف إسماعيل.. رحيل مُهندس إصلاح اقتصاد مصر (بروفايل)

كتب: محمد مجدي

شريف إسماعيل.. رحيل مُهندس إصلاح اقتصاد مصر (بروفايل)

شريف إسماعيل.. رحيل مُهندس إصلاح اقتصاد مصر (بروفايل)

«لم يكن يبتغي أي شيء إلا مصلحة وطنه وشعبه»، بتلك الكلمات نعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، مساعده لشئون المشروعات القومية والاستراتيجية ورئيس الوزراء السابق المهندس شريف إسماعيل، الذي وافته المنية اليوم السبت بعد صراع مع المرض عن عمر ناهز 67 عامًا.

شريف إسماعيل.. رئيس وزراء واجه تحديات اقتصادية جسيمة

تولى المهندس شريف إسماعيل، مسئولية رئيس الوزراء الأسبق في وقت شديد الصعوبة، بعد عام من تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي، مقاليد حكم البلاد، وذلك بعد فترة من الاضطرابات التي مرت بمصر في أعقاب «أحداث 2011»، وما تلاها من أحداث واضطرابات كثيرة مرت بها الدولة المصرية، إلا أنه نجح في قيادة الحكومة بتوجيهات مباشرة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، لعبور الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها البلاد.

وقبيل تكليفه بمنصب رئيس الوزراء، كان «شريف إسماعيل»، وزير البترول والثروة المعدنية، ليبدأ في عهده دراسات وبحوث مكثفة للكشف عن الاحتياطات الغازية والبترولية، رغم التحديات المرتبطة بمديونيات الحكومة للشركاء الأجانب، ليظهر باكورة أمل، والتي أدت الأعمال والبحوث لاكتشاف احتياطات غازية كبيرة، وصولاً لاستكمال الدولة المصرية المسيرة حتى تحقق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي بحلول عام 2020.

خطة إصلاح ودعم الاقتصاد المصري

لدى تكليفه بمنصب رئيس الوزراء، وجد «إسماعيل»، أن الأمور الاقتصادية في البلاد صعبة، ليبدأ في وضع خطة اقتصادية طموحة لتحسين الاقتصاد المصري، ليبدأ في تقويته، حتى وصل الأمر إلى إشادة المؤسسات الدولية بقوة ومرونة الاقتصاد المصري، وقدرته على مواجهة أزمات ضخمة عصفت باقتصادات عدة حول العالم، مثل أزمة انتشار فيروس كورونا المستجد والحرب «الروسية الأوكرانية»، بفضل عمليات الإصلاح الاقتصادي، التي بدأت في عهده.

وقادت تحركات «الإصلاح الاقتصادي» التي بدأها «إسماعيل» الاقتصاد الوطني، لزيادة احتياطي النقد الأجنبي، وتوفير كميات كبيرة منه، وبدء العمل في المشروعات القومية والاستراتيجية بكثافة.

وبدأت الدولة في عهد رئيس الوزراء الراحل أيضًا، مسيرة إصلاح العملية التعليمية، وبناء وتطوير المنظومة الصحية، وتحديدًا العمل على مشروع قانون التأمين الصحي الشامل، والذي تعرقل لسنوات قبل أن يخرج للنور.

وقاد شريف إسماعيل أيضًا تحركات حل أزمة انقطاعات التيار الكهربي المتتالية، وصولاً لتأمين احتياجات الدولة، ووجود فائض استراتيجي كبير من الطاقة الكهربائية.

مسيرة طويلة في قطاع البترول

الراحل ولد في يوم 6 يوليو 1955، وتخرج في كلية الهندسة بجامعة عين شمس في عام 1978، ثم عمل في شركة «إنبي» منذ عام 1979، حتى عام 2000، ثم كلف بمنصب وكيل وزارة البترول للمتابعة لمدة 5 سنوات، حتى تولى منصب رئيس مجلس إدارة شركة «إيجاس» لمدة عامين، قبل أن يتولى رئاسة شركة جنوب الوادي القابضة للبترول لمدة 5 سنوات.

وفي 16 يوليو 2013، كلف بمنصب وزير البترول والثروة المعدنية، وفي 12 سبتمبر 2015، كلفه الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتشكيل الحكومة، وفي 14 يونيو 2018 عين مساعدًا لرئيس الجمهورية لشئون المشروعات القومية والاستراتيجية.

الإشراف على المشروعات الاستراتيجية والقومية

وعقب تكليفه بمنصب مساعد رئيس الجمهورية، قاد «إسماعيل» جهود الدولة لاسترداد الأراضي ومواجهة التعديات على أراضي الدولة، كما أشرف بنفسه على المشروعات القومية والاستراتيجية للدولة المصرية، بالتعاون مع كافة الجهات المسئولة بالدولة.

صراعه مع المرض

ويصارع الراحل المرض منذ فترة، تمتد لأكثر من 7 سنوات، وسافر «إسماعيل» للعلاج خارج البلاد في يونيو 2015، ما اضطر رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، لتكليف المهندس هاني ضاحي، بأعمال وزير البترول إضافة لعمله وزيرًا للنقل، حتى عاد لعمله بعدها بأيام.

وفي 22 نوفمبر 2017، وأثناء عمله رئيسًا للوزراء، توجه «إسماعيل» إلى ألمانيا لإجراء عملية جراحية، وتولى الدكتور مصطفى مدبولي، مهمة القائم بأعمال رئيس الوزراء، ليعود بالفعل ليستلم عمله، قبل أن يُكلف «مدبولي» بمنصب رئيس الوزراء.


مواضيع متعلقة