ماسح أحذية: "فلوس الفاسدين يجب أن تدخل جيب الحكومة"

كتب: إسلام زكريا

ماسح أحذية: "فلوس الفاسدين يجب أن تدخل جيب الحكومة"

ماسح أحذية: "فلوس الفاسدين يجب أن تدخل جيب الحكومة"

يجلس على كرسيه الخشبي الصغير وبجانبه قصاري الورد والريحان، من يعبر بجانبه ينظر إليه ويبتسم، طريقة حاول "سيد محمد حافظ"، ماسح أحذية، واستطاع أن يجذب بها زبونه، بالإضافة إلى الحافظ على نظافة المكان الذي يجلس فيه، وعدم إزعاج الآخرين من أصحاب المحلات. فهو شاب ثلاثيني من منطقة روض الفرج بشبرا تضم بعض الباعة الجائلين والمناطق العشوائية، تمنى منذ سنوات أن تستفيد الحكومة والحي من الباعة الجائلين، وعدم استغلالهم من فارضي الإتوات، وخلال ممارسة عملة طالع سيد إحدى الصحف، فوجد تصريح لوزيرة البيئة ليلى إسكندر، يشير إلى الاستفادة بالتجربة اليابانية في تحويل الاقتصاد غير الرسمي إلى رسمي، ما دفعه للفرحة والأمل من جديد، قائلًا: "الكلام ده أنا قولته قبل الوزيرة". سيد متزوج منذ عامين ابنة عمه، ولم يرزق حتى الآن بأطفال لكنه يطمح أن يصبح صاحب محل، ليكون لديه سجل تجاري وبطاقة ضريبية، ويقول "عايز ابقى محترم ويكون عندي محل يلمني"، مشيرًا إلى أن ما يدفعه شهريًا سواء لموظفي الحي أو فارضي الإتوات من بعض المحسوبين على أجهزة الأمن مئات الجنيهات، حسب وصفه "موافق أحافظ على مكاني وندفع فلوس للحكومة باليمين بدل ما تاخدها رشاوي بالشمال". تزينيه للمكان الذي يجلس فيه بجوار محطة روض الفرج جعلته محط إعجاب للكثيرين من أصحاب المحلات والورش بجواره، معلقًا: "فيها أيه لو كل بياع أخد مكان وحافظ عليه، ودفعنا ضرايب ونبقى محترمين". وعلى الرغم من أن سيد لم يحصل على الشهادة الإعدادية إلا أنه يهتم بالأحداث وقراءة الجرائد اليومية، ويفسر ويحلل ما بها من أخبار، فيقول "لما لقيت وزارة البيئة بتقول هانستعين بالتجربة اليابانية في تطوير العشوائيات فرحت وتفائلت"، سمع سيد عن بعض مايدور في اليابان، قائلًا: "الحكومة اليابانية بتهتم بالإنسان ومعندهومش رشاوي ولا محسوبية"، مؤكدًا أنه يعتبر سبب من أسباب نجاح الدولة وتقدمها هو توفير وتحويل الاقتصاد غير الرسمي إلى رسمي، "شوف كام بياع بيدفع فلوس للفساد لو الفلوس دي تروح للدولة كلنا هانستفاد ونقضي على الفساد".