خبراء: زيارة «شكري» لروسيا تتويج للشراكة وتبادل الرسائل السياسية والاقتصادية

خبراء: زيارة «شكري» لروسيا تتويج للشراكة وتبادل الرسائل السياسية والاقتصادية

خبراء: زيارة «شكري» لروسيا تتويج للشراكة وتبادل الرسائل السياسية والاقتصادية

أكد عدد من المختصين فى الشئون السياسية أن زيارة سامح شكرى، وزير الخارجية، إلى روسيا تحمل الكثير من الدلالات والرسائل المهمة على المستوى الدولى وعلى مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، موضحين أن مصر نجحت فى ترسيخ سياسة متوازنة مكّنتها من التمتع بثقل إقليمى ودولى تتكشف يوماً بعد يوم أهميته على الصعيد العالمى، ووصفوا العلاقات بين «القاهرة وموسكو» بأنها راسخة وتستند لجذور تاريخية وآفاق مستقبلية رحبة، وتحقق تقارباً كبيراً فى وجهات النظر بين البلدين فى القضايا الدولية.

وقال د. بشير عبدالفتاح، الباحث فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن زيارة وزير الخارجية، سامح شكرى، لـ«موسكو» تتزامن مع الوضع الحالى فى الأراضى الفلسطينية، والتقلبات على الساحة الدولية، ومع تميز العلاقات الروسية، تحاول الإدارة الأمريكية الحالية انتهاج سياسة مختلفة تجاه مصر، فى ظل التقارب المصرى مع روسيا والصين، وفتح مجالات للتعاون، حيث أدركت الولايات المتحدة أن عليها تجاوز أسلوب الوصاية فى المنطقة وعدم اتخاذ مواقف تؤدى إلى خلافات بين البلدين، ما يعود بالسلب على الولايات المتحدة ومصالحها، وخاصة فى ظل العلاقات المميزة بين القاهرة وموسكو وبكين.

«عبدالفتاح»: الدبلوماسية الرئاسية جعلت مصر وسيطاً جديراً بالثقة فى حل النزاعات الدولية.. وهناك تقدير روسى لموقف «القاهرة» المتوازن

وأكد «عبدالفتاح» أن مصر انتهجت سياسة متوازنة منذ بداية الأزمة الأوكرانية، ولم تؤيد طرفاً على حساب آخر، ما جعلها موضع ثقة لجميع الأطراف، وانعكس ذلك على علاقاتها المميزة مع الجميع، مضيفاً أن الولايات المتحدة ترى مصر ركيزة استقرار أساسية فى المنطقة، ووسيطاً جديراً بالثقة فى حل النزاعات، وفى المقابل هناك تقدير روسى لموقف القاهرة المتوازن، وهذا ما يفسر تصريحات «لافروف» بأن روسيا حصلت على رسالة من الجانب الأمريكى نقلها الوزير سامح شكرى عقب زيارة وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن للقاهرة، كاشفاً أن الرسالة تضمنت دعوة لروسيا للانسحاب من أوكرانيا.

وأوضح «عبدالفتاح» أن العلاقات المصرية الروسية تسير بشكل جيد، لافتاً إلى أهمية اعتماد البنك المركزى الروسى الجنيه المصرى كعملة رسمية فى التبادل التجارى بين البلدين، حيث تستورد مصر سلعاً من روسيا بقيمة أكثر من 6 مليارات دولار، وهذا القرار يمهد الطريق لتكامل أكثر بين القاهرة وموسكو على المستوى الاقتصادى، وبخاصة أن روسيا مصدر هام بالنسبة لمصر فى سلع، مثل القمح والزيوت، علاوة على التعاون بين البلدين فى مجالات أخرى.

وأضاف «عبدالفتاح» أن هذا القرار يسهم بشكل كبير فى تخفيف الضغوط الدولارية على مصر، ويتيح أسواقاً للمنتجات المصرية، إلى جانب أنه يخلق تبادلاً وفق نظام عالمى اقتصادى بعيداً عن سيطرة الدولار، وترجم ذلك فى قول سامح شكرى خلال المؤتمر بأن حجم التبادل التجارى بين مصر وروسيا فى تزايد، وبالتأكيد سيستمر الاعتماد على سلع يتم تبادلها، ومن المهم أن يعمل الجانبان على الحفاظ عليه بل والتوسع فيه.

«بيومى»: رسالة خفية من واشنطن لموسكو لتقريب وجهات النظر فى الأزمة الأوكرانية

وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة وزير الخارجية المصرى سامح شكرى لروسيا بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكى للقاهرة تحمل رسالة خفية من أمريكا لروسيا، ربما لتقريب وجهات النظر فى الأزمة الروسية الأوكرانية، موضحاً أن الزيارتين دليل على رؤية البلدين لدور مصر الإقليمى والدولى وقدرتها على التأثير العالمى.

وأضاف أن مثل تلك الزيارات تجعلنا نشعر بالفخر، فهى تمثل «برستيج عالمى»، حيث أصبحت مصر فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى تفرد أجنحتها لكل العالم، وحققت مكسباً جديداً بفضل دبلوماسية الرئيس النشطة التى تتخذ قرارات فورية وتسعى للتنفيذ السريع، وهو ما يصب فى مصلحة البلد فى النهاية.

وأوضح أن هذه الزيارة تمثل دليلاً على مدى عمق وقوة العلاقات المصرية الروسية، منذ مساعدة روسيا فى بناء السد العالى بتمويل مصرى، والدعم الذى حصلت عليه خلال حرب 1973، موضحاً أنه حتى السبعينات كان الروس أكبر شريك تجارى لمصر، ولكنهم عارضوا مسيرة السلام فبدأت العلاقات فى الانقطاع بين الطرفين، مضيفاً أن العلاقات بين الجانبين ظهرت بشكل واضح خلال الفترة الأخيرة، بداية من اعتماد البنك المركزى الروسى للجنيه المصرى كإحدى العملات الرسمية للتبادل التجارى بين البلدين، وهو ما يؤكد عمق العلاقات المصرية الروسية، مشدداً على أن هذه الزيارة ستعود بالعديد من الفوائد على مصر، بداية من تشجيع الاستثمار الروسى فى مصر، خاصة فى منطقة قناة السويس، وفتح باب التعاون الثنائى فى التصدير والاستيراد.

«فهمى»: 4 قضايا إقليمية مهمة تتصدر ملفات المباحثات الثنائية بجانب أزمة الغذاء العالمية

وقال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إن زيارة وزير الخارجية سامح شكرى لروسيا جاءت فى توقيت مناسب للغاية.

وأوضح فى تصريحات خاصة لـ«الوطن» أن الدولة المصرية تحرص على إحداث حالة من التوازن فى علاقاتها الخارجية مع الجانب الأمريكى والجانب الروسى، مشيراً إلى أن زيارة الوزير سامح شكرى لروسيا جاءت عقب لقائه بوزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن بالقاهرة بساعات معدودة، ما يؤكد أن مصر تتبع نهج التوازن والحيادية فى علاقاتها الخارجية.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن أهم الملفات المتوقع تناولها على طاولة الحوار بين وزير الخارجية المصرى ونظيره الروسى هى أزمة الغذاء، التى تعد أولوية قصوى لدى الدولة المصرية، خاصة أن مصر تستورد كميات كبيرة من الحبوب الغذائية الروسية التى يتصدرها محصول القمح، إضافة إلى التنسيق والتشاور فيما يخص القضايا الفلسطينية والليبية باعتبار أن مصر محور الاستقرار وركيزة أساسية فى حفظ السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط.


مواضيع متعلقة