«مصر وروسيا».. 80 عاما من الدبلوماسية

كتب: نرمين عفيفى

«مصر وروسيا».. 80 عاما من الدبلوماسية

«مصر وروسيا».. 80 عاما من الدبلوماسية

أجرى سامح شكرى وزير الخارجية، أمس، مباحثات مع نظيره الروسى سيرجى لافروف، فى مستهل زيارته إلى موسكو، بالتزامن مع الاحتفال بمرور 80 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الدولية والإقليمية محل الاهتمام المشترك، منها الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وأهمية التهدئة وعدم التصعيد، والحفاظ على الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، وكذلك الأوضاع فى ليبيا وسوريا والأزمة الأوكرانية.

وعقب المباحثات، عقد «شكرى ولافروف» مؤتمراً صحفياً مشتركاً، وقال «شكرى» إنّ اجتماعه مع «لافروف»، شهد التأكيد على أهمية التعاون الوثيق لدعم العلاقات الثنائية، متابعاً: «نحتفل بمرور 80 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، ونستمر فى التنسيق الوثيق والعمل المشترك على أساس من المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل والتاريخ الطويل الذى يُعد أرضية مستقرة لهذه العلاقة التى دائماً تتسم بالإيجابية».

«شكرى»: بحثنا القضايا محل الاهتمام المشترك أبرزها الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية وليبيا وسوريا وأزمة أوكرانيا

وأضاف أنّ الاجتماع تناول الأوضاع فى ليبيا، والجهود التى تبذلها مصر لإيجاد توافق ليبى ليبى، ينهى المرحلة الانتقالية ويقود إلى انتخابات يعبر فيها الشعب الليبى عن إرادته، وحكومة تمثل مصالحه، لافتاً إلى أهمية التوصّل إلى حل يُنهى وجود القوات الأجنبية والميليشيات، ويُعيد مقدّرات الشعب الليبى إليه، ويحافظ على أطر الشرعية المتمثلة فى المؤسسات الليبية واتفاق الصخيرات، وما تلا ذلك من توافقات ليبية ليبية، وعدم تجاوز ذلك من خلال التعامل مع مؤسسات انتهت ولاياتها، وفق ما كان مقرراً ولم تضطلع بمسئوليتها.

مصر مستمرة فى جهودها بليبيا للتوصل إلى التوافق لإنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية

وتابع أنّ مصر ستستمر فى جهودها للتوصل فى ما بين مجلس الدولة ومجلس النواب للتوافق حول الإطار الدستورى الذى يؤهل لإنهاء المرحلة الانتقالية، ويؤتى بالانتخابات التشريعية والرئاسية بالتزامن، مؤكداً أنّ مصر تبذل جهوداً فى إطار التنسيق بين مجموعة 5 و5 العسكرية لتوحيد المؤسسة العسكرية ومنع أى انزلاق نحو استعادة المواجهات العسكرية، ومن الأهمية أن يتم ذلك فى إطار يعتمد على توافق ليبى ليبى لعدم تعدّد وازدواجية الأطر، حتى لا يتم تعقيد الموقف.

وشرح «شكرى» أنّه تناول خلال اجتماعه مع نظيره الروسى الأوضاع فى سوريا، وأهمية الحفاظ على وحدة الأراضى السورية، وعدم التدخّل فى الشأن السورى وعدم انتشار قوات أجنبية وأعمال عسكرية لا تتوافق مع مقررات الشرعية الدولية، وميثاق الأمم المتحدة.

وقال: «سوف نستمر فى التواصل مع المبعوث الأممى من أجل التحقيق والتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن، ونعمل من خلال شركائنا، ومنهم روسيا، على الوصول إلى وضع يحافظ على وحدة الأراضى السورية وسيادتها على كامل أراضيها».

وأوضح أنّه تناول خلال اجتماعه مع نظيره الروسى، الوضع الاقتصادى العالمى وما يفرضه من تحديات كثيرة، ومن الأهمية أن تكون هناك مراعاة للضغوط، التى تواجه الدول النامية بصفة عامة، ومنها مصر، وإيجاد الحلول الملائمة لرفع هذا العبء عن الشعوب التى تتطلع لمزيد من التنمية والوفاء بتطلعات شعوبها.

وأضاف أنّه أجرى مباحثات معمّقة ومثمرة مع وزير الخارجية الروسى سيرجى لافروف، تناولا فيها القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مضيفاً أنّ العلاقات المصرية - الروسية تقوم على أرضية من التاريخ الممتد الطويل، ونحن بصدد الاحتفال بـ80 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وما ينطوى على ذلك من تاريخ مشترك وتضامن، كان السمة السائدة فى إطار العلاقات بين البلدين.

وتابع أنّ الساحة الدولية شهدت اضطرابات وتطورات متلاحقة مؤخراً، والضغوط التى تولدت على ذلك، والأثر الذى وقع على دول كثيرة من دول العالم النامى، وبينها مصر، لافتاً إلى أهمية استمرار التواصل مع الأطراف كافة، فى إطار السعى لإيجاد حلول ملائمة لكل هذه التطورات، بما يحقّق المصالح المشتركة على أرضية من الحفاظ على المصالح المبنية على أساس المبادئ الراسخة فى ميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل.

واستطرد وزير الخارجية أنّ التطورات المتلاحقة تتطلب إقامة العلاقات على أسس من الاحترام والمصلحة المشتركة، كما نتطلع لأن تسهم المباحثات والاتصالات بين مسئولينا على مختلف المجالات فى توحيد الرؤى ودعم العلاقات الثنائية.

«لافروف»: نقدّر عقلانية مصر فى حل القضايا الإقليمية وسعيها الدائم والمستمر لإيجاد حلول سياسية للأزمات.. وجرى الاتفاق على عدد من المشروعات الصناعية وتوريد الأقماح الروسية إلى مصر

من جانبه، قال وزير الخارجية الروسى إنّ لقاءه بـ«شكرى» شهد تبادل الآراء بشأن التعاون فى إطار منظمة الأمم المتحدة، مؤكداً تقديره للموقف العقلانى والمدروس لمصر حيال مختلف القضايا الإقليمية، وسعيها لإيجاد حلول سياسية للأزمات، مضيفاً أنّ العالم يشهد محاولات من قِبل بعض أعضاء المجتمع الدولى لفرض قواعد وبديل لميثاق الأمم المتحدة، لافتاً إلى أنّ الدول الغربية تبذل قصارى جهدها من أجل فرض هذه القواعد على غيرها من الأعضاء المسئولين بالمجتمع الدولى.

وتابع «لافروف» أنّ روسيا ترحب بالشراكة الاستراتيجية بين مصر وروسيا، حيث وقّع الرئيس عبدالفتاح السيسى على اتفاقية شراكة استراتيجية مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وجرى الاتفاق على اتخاذ إجراءات لتطوير العلاقات، وهذا الأمر سيكون فى صالح الشعبين المصرى والروسى، وأنّه جرى الاتفاق على عدد من المشروعات الاستثمارية، وعلى رأسها محطة الضبعة النووية والمنطقة الصناعية الروسية بمصر، والتعاون بعدد من المجالات، وعلى رأسها المجال الصناعى، وكذلك توريد الأقماح الروسية إلى مصر.

وشرح الوزير أنه تم تقديم معلومات مفصّلة عن وضع أوكرانيا بناءً على طلب مصر، وتم التطرّق للحديث عن القوى الغربية التى تغذى هذا الصراع القائم الآن فى أوكرانيا، مشيراً إلى أنه كانت هناك مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، وكان فى صالح الصداقة بيننا، مضيفاً: «نأخذ فى الاعتبار سعى الرئيس التركى لتطبيع العلاقات بين سوريا وتركيا، هاتين الدولتين المتجاورتين، وروسيا وتركيا بلجنة ثلاثية لمتابعة المفاوضات، ونسعى لإدراج إيران فى هذا الاتفاق»، موضحاً أن موقف مصر واضح من الأحداث التى تجرى فى أوكرانيا، ووزير الخارجية الأمريكى تحدث عن مواقف الدول أعضاء المجتمع الدولى بما فيها مصر، مشدداً على أن كييف لا تتمتع بأى استقلالية، ولكن يتدخل بها الغرب، وتساءل: ما الذى تسعى إليه الولايات المتحدة من وراء إيقاف روسيا عن الحرب بأوكرانيا؟!


مواضيع متعلقة