أين يقيم نائب الرئيس الأمريكي ومتى يمكنه الانتقال للبيت الأبيض؟

كتب: محمود العيسوي

أين يقيم نائب الرئيس الأمريكي ومتى يمكنه الانتقال للبيت الأبيض؟

أين يقيم نائب الرئيس الأمريكي ومتى يمكنه الانتقال للبيت الأبيض؟

في الوقت الذي يحتدم فيه الصراع بين الديمقراطيين والجمهوريين، ضمن سباق انتخابات الرئاسة الأمريكية، المقرر إجراؤها العام المقبل، على خلفية أزمة الوثائق السرية، التي تم اكتشافها في مكاتب وعقارات تابعة لأبرز المرشحين لخوض الانتخابات الرئاسية من كلا الجانبين، ارتبطت أسماء عدد ممن شغلوا موقع نائب الرئيس الأمريكي بوقائع هذه الأزمة، التي مازالت تتكشف يوماً بعد يوم.

ووسط الجدل المحتدم حول طبيعة عشرات الوثائق، التي تم العثور عليها في منزل خاص بالرئيس الديمقراطي الحالي، جو بايدن، وسلفه دونالد ترامب، بدأ فاصل جديد من هذه الأزمة يلاحق نائب الرئيس السابق، مايك بنس، الذي يسعى بقوة للحصول على دعم الجمهوريين، ليكون الرئيس رقم 47 في تاريخ الولايات المتحدة، وينتقل للإقامة في البيت الأبيض لأول مرة.

وعلى مدار سلسلة الوقائع التي أحاطت بأزمة الوثائق السرية، بل وحتى أثناء مراحل الاستعدادات للانتخابات الرئاسية، كانت الأنظار تتوجه عادةً إلى البيت الأبيض، مقر إقامة الرئيس وعائلته، في الوقت الذي لا تتوافر فيه كثير من المعلومات حول مقر إقامة نائب الرئيس، كما تغفل التقارير، في غالبيتها، الحديث عن طبيعة مهام نائب رئيس الولايات المتحدة، ومتى يمكنه الانتقال للبيت الأبيض.

ترصد «الوطن» في هذا التقرير أبرز المعلومات عن مقر إقامة نائب الرئيس الأمريكي، وكم تبلغ تكلفة إنشائه، كما تستعرض عدداً من أبرز المهام التي يمكن لنائب الرئيس القيام بها، سواء في حالة غياب الرئيس أو أثناء تواجده على رأس السلطة في الولايات المتحدة.

«المبنى رقم 1» بمجمع المرصد البحري

في فترة تولي الرئيس الديمقراطي جيمي كارتر السلطة في الولايات المتحدة، بين عامي 1977 و1981، انتقل نائبه والتر مونديل وعائلته للإقامة في «المبنى رقم 1»، ضمن مجمع المرصد البحري الأمريكي، شمال غرب العاصمة واشنطن، ويبعد عن البيت الأبيض بـ 4 كيلومترات فقط، ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا المبنى هو المقر الدائم لنائب الرئيس الأمريكي.

ووفق تقرير لصحيفة «ذا صن» البريطانية، فإن تاريخ إنشاء المبنى يعود إلى عام 1893، بتكلفة بلغت 20 ألف دولار، أي ما يعادل 570 ألف دولار بالأسعار الحالية، وتم إنشاؤه على طراز «الملكة آن»، أحد الطرز المعمارية التي كانت شائعة في أواخر القرن الـ 19، وهو عبارة عن عقار مكون من ثلاثة طوابق، تضم عدداً من المكاتب وغرف النوم والمعيشة.

يضم الطابق الأول من المبنى رقم 1، غرفة طعام، وغرفة تطل على حديقة المبنى، وغرفة معيشة، وعدد من صالات وقاعات الاستقبال، ومطبخ صغير، بينما يحتوي الطابق الثاني على جناح رئيسي، وغرفة نوم، ومكتب نائب الرئيس الأمريكي وفريق عمله، فيما يضم الطابق الثالث والأخير 4 غرف نوم، ويوجد المطبخ الرئيسي في الطابق الأرضي.

بعد انتهاء فترة كارتر، غادر مونديل مجمع المرصد البحري، لحساب جورج بوش الأب، الذي كان نائباً للرئيس رونالد ريجان، ثم غادره بوش لنائبه دان كويل، قبل أن ينتقل إليه آل جور، نائباً للرئيس بيل كلينتون، ثم ديك تشيني، الذي كان نائباً لجورج بوش الابن، وصولاً إلى جو بايدن، نائباً لباراك أوباما، ثم مايك بنس، نائب ترامب، وأخيراً كامالا هاريس، أول سيدة تتولى المنصب، نائباً للرئيس بايدن.

ما هي أبرز مهام نائب الرئيس الأمريكي؟

بموجب الدستور الأمريكي، يتولى نائب الرئيس منصب رئيس مجلس الشيوخ، ويكون صوته فاصلاً في حالة تعادل الأصوات داخل المجلس المكون من 100 عضو، كما أن دوره يعتمد بشكل أساسي على ما يكلفه به الرئيس من مهام ومسؤوليات، ويمكن إسناد بعض التكليفات له في مجال السياسة الداخلية، أو تكليفه بمهام خارجية، استناداً إلى مواقف محددة من رجل البيت الأبيض.

ويتوجب على نائب الرئيس، الذي يتم انتخابه مع الرئيس من قبل الهيئة الانتخابية، أن يكون مستعداً لتولي أمور الرئاسة في حالة إذا لم يتمكن الرئيس من القيام بواجباته، ومنها وفاة الرئيس، أو استقالته، أو إصابته بعجز مؤقت، أو خضوعه لعملية يغيب فيها عن الوعي، وفي هذه الحالة يمكنه الانتقال للإقامة في البيت الأبيض بصفة مؤقتة، وقد سبق لنائب الرئيس السابق، ديك تشيني، أن تولى سلطات الرئاسة عندما خضع الرئيس بوش الابن لفحص طبي في عام 2002.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن نائب الرئيس الأمريكي يحصل على راتب سنوي يبلغ 235 ألف دولار، كما يحصل على بدلات خاضعة للضريبة، تبلغ قيمتها نحو 10 آلاف دولار، بينما يبلغ راتب الرئيس الأمريكي 400 ألف دولار، وفق بيانات معلنة من قبل البيت الأبيض، ويعادل هذا الراتب حوالي 10 أضعاف متوسط دخل العامل العادي في الولايات المتحدة، الذي يبلغ حوالي 44.5 ألف دولار سنوياً.


مواضيع متعلقة