وزير الثقافة الأسبق: معرض الكتاب نقلة حضارية وكرنفال للوعي وتبادل للثقافات

كتب: سحر عزازى

وزير الثقافة الأسبق: معرض الكتاب نقلة حضارية وكرنفال للوعي وتبادل للثقافات

وزير الثقافة الأسبق: معرض الكتاب نقلة حضارية وكرنفال للوعي وتبادل للثقافات

أكد د. محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق، أن الدورة 54 لمعرض القاهرة الدولى للكتاب نقلة لوجيستية سهّلت على الناشرين العرض فى بيئة صحية وآمنة، وأوضح فى حوار لـ«الوطن» أن المعرض نقلة حضارية وكرنفال للوعى وتبادل للثقافات يجب مساندته وأن هيئة الكتاب تبيع الإصدارات بسعر أقل من التكلفة وسور الأزبكية يوفر كتباً قيمة بأسعار فى متناول الجميع.. وإلى نص الحوار:

د. صابر عرب: الدورة الـ54 نقلة لوجيستية سهّلت على الناشرين العرض فى بيئة صحية وآمنة

تشارك فى اللقاء الفكرى على هامش فعاليات المعرض.. ما أهم الجوانب التى ستتحدث عنها؟

- سعدت بدعوتى للمشاركة فى اللقاء الفكرى ضمن عدد من الشخصيات للحديث عن تجربتى، سواء المهنية أو الأكاديمية، ورحبت جداً لأننى مرتبط وجدانياً بالمعرض وأريده أن ينجح وكلنا داعمون ومساندون له، وأستعد للحديث عن مسارين فى حياتى، سواء الشق الأكاديمى ودراساتى وأبحاثى ومسيرتى المهنية فى الوظيفة العامة داخل الدولة وبخاصة وزارة الثقافة من 1999 وحتى عام 2015 بداية من دار الوثائق إلى هيئة الكتاب حتى تولى حقبة وزارة الثقافة فى أحلك الظروف التى مرت بها البلاد.

مر معرض الكتاب بعدة مراحل منذ انطلاقه.. كيف ترى التطور الأخير الذى شهده وانتقاله لمكانه الجديد؟

- المعرض وضعه اختلف وأدعو لدعمه ومساندته من الجميع وبخاصة وسائل الإعلام، فهو يمثل نقلة حضارية ولوجيستية سهّلت على الناشرين العرض فى بيئة صحية وآمنة، ويعد كرنفالاً وعيداً ثقافياً يجمع المصريين من كل المحافظات والضيوف من كل الدول لتبادل الثقافات والكتب والجلوس للاستمتاع بأجوائه المتميزة، وتبادل الأفكار والرؤى والحوار والمناقشة. وأصبح يمثل بهجة لكل أسرة مصرية، مكاناً يليق بأقدم معرض فى أفريقيا والشرق الأوسط، منظماً وواسعاً يتيح الفرصة للزوار التنقل والتصفح بكل سهولة، والأهم أنه حامى الكتب مقارنة بمكانه القديم الذى لم تكن به وسائل لحماية الكتب من الأمطار، ورغم أن أدوات الطباعة أصبحت غالية وأسعار الشحن مرتفعة، إلا أن الهيئة العامة للكتاب تبيع الكتب بسعر أقل من التكلفة، بجانب سور الأزبكية الذى يوفر كتباً قيمة بأسعار رخيصة وفى متناول الجميع.

وفى رأيك.. كيف يمكن بناء مجتمع واعٍ؟

- أولاً أن تكون الثقافة مشروعاً أساسياً متداخلاً مع التعليم «مش متخيل مدرسة بدون ثقافة، أين الفن التشكيلى وملاعب الكرة والحرف والروايات وغيرها من الفنون والمهارات؟» يمكن تخريج شخص مُتعلم من الطب أو الصيدلة والهندسة وغيرها، ولكن ليس بالضرورة أن يكون بنى آدم جيداً، الثقافة هى جوهر وروح التنمية، وهى العنوان الأكبر ولا يجوز وضعها على الهامش: «قضية كبرى للحكومة والمجتمع المدنى وجميع المؤسسات والهيئات».

فى أوائل القرن العشرين وقبل 50 عاماً من الآن كانت المدرسة تضم الرياضة والأدب والهوايات، وكانت مؤسسة مجتمعية متكاملة تربوية وتعليمية وثقافية فيها الكتاب والمقررات التعليمية والأكاديمية بجانب جميع الأنشطة والمهارات، لأنى بابنى بنى آدم من الوجدان وليس الحجر، جميل أن نقدم مهرجانات للسينما والمسرح ومعرضاً للكتاب وندوات للشعر والأدب، ولكن ليس كافياً، محتاجين نبنى مجتمع مثقف بالمعنى الإنسانى والسلوكى.

نظمت الدورة 43 لمعرض الكتاب عام 2011 بصفتك رئيس الهيئة العامة للكتاب وقتها، لكنها لم تقم رغم حضور الضيوف.. كيف عشت تلك اللحظات؟

- كانت أصعب دورة مرت فى تاريخ المعرض، حيث كنت مسئولاً عنها فى أرض المعارض بمدينة نصر، وبالفعل حضر الضيوف، وكانت الصين ضيف الشرف آنذاك، لكن تأجلت الدورة ثلاث مرات وفى المرة الرابعة أعلنت استقالتى، لأن الضيوف كانوا مرتبطين بمعارض أخرى، وقد تأجل المعرض وقتها 10 أيام وجاء يوم الافتتاح فى 28 يناير «جمعة الغضب» وذهبت الساعة 6 صباحاً لمكان المعرض لكنى لم أجد أحداً، لا الأمن ولا الوزير فاروق حسنى ولا أى شىء. هاتفته وقتها فأخبرنى بأن الحكومة قدمت استقالتها، ولم يُقم المعرض، ووقتها رأيت تعب سنة كاملة من التحضيرات يتبخر فكانت أصعب تجربة مررت بها فى حياتى.

الإعلام وتنمية الوعى

الإعلام له دور كبير ولا بد أن ينتبه لتقديم محتوى ثقافى يبرز الفن الحقيقى، فلابد أن يتذوق المشاهد التراث الفنى والمعمارى فى وطنه وأطالب بإنتاج برامج تُبرز هذا الدور وتتيح الفرصة لاكتشاف مهارات الشباب وتنظيم مسابقات لهم لتشجيعهم، بالإضافة لاستضافة مفكرين ومهتمين بالفلسفة والموسيقى والشهر والتاريخ الوطنى، لأن هذا جزء من دورنا الأساسى فى تشكيل الوعى، وتوجيه الدراما للحديث عن تاريخنا العظيم والنماذج الملهمة والبعد عن العنف والقصص السلبية. أريد أيضاً أن أوجّه رسالة للآباء والأمهات، بالاهتمام بالطفل وتشجيعه على القراءة وإبعاده عن أدوات التكنولوجيا الحديثة فى سن مبكرة التى أثرت عليه سلباً وحرمته من اكتشاف مواهبه وهواياته وسرقة وقته دون فائدة.


مواضيع متعلقة