مصر تقهر «كورونا»

مصر تقهر «كورونا»
حصاد 3 سنوات من مواجهة الفيروس منذ انتشاره عالمياً..وضع وبائى مستقر والوفيات «صفر»
بين أوائل ديسمبر عام 2019 و30 يناير عام 2020 كان العالم يقف على أطراف أصابعه مرعوباً من ذلك الشبح المخيف الذى يهدّد بتوقّف الحياة وحركة البشر.. فى ديسمبر أُعلن فى الصين عن تفشى مرض فيروس كورونا «كوفيد 19» للمرة الأولى فى مدينة ووهان، ولم تمر أيام حتى أعلنت منظمة الصحة العالمية رسمياً أواخر يناير 2020 أن تفشى الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولى، ثم دخل العالم حالة الرعب الحقيقى من هذا الفيروس الغامض بعد تحول الوباء إلى جائحة يوم 11 مارس 2020.
فى مصر مثل كل دول العالم، كانت الإجراءات الاحترازية هى الدرع الواقية من هذا الفيروس الغريب، وكان أبرزها حظر الرحلات الجوية من الصين إلى مصر فى 26 يناير 2020، لكن هذه الإجراءات وغيرها لم تمنع من دخول الفيروس البلاد، وأعلنت وزارة الصحة عن أول حالة إصابة بمطار القاهرة الدولى تتعلق بمواطن صينى فى 14 فبراير. وفى 5 مارس 2020 أعلنت السلطات عن اكتشاف أول حالة إصابة بفيروس كورونا بين المواطنين داخل البلاد، وهى لمصرى عائد من الخارج، ثم توالت سلسلة الإصابات بين المواطنين المصريين، ومن خلال وزارة الصحة كان يصدر إحصاء يومى ويتم إبلاغ منظمة الصحة العالمية به، لتنسيق جهود مكافحة الوباء.
وانطلقت مصر فى تنفيذ حزمة إجراءات احترازية تتعلق بحظر تجول المواطنين ومواعيد غلق المحال العامة وغيرها. ودولياً، لم تقف مصر مكتوفة الأيدى أمام هذا الوحش المخيف، فبادرت بالتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة والمجتمع الدولى، للحصول على لقاحات لتحصين المواطنين، فور الإعلان عن إنتاج لقاحات معتمدة عالمياً للوقاية من الفيروس، ثم شرعت مصر فى إنتاج اللقاحات محلياً، بالتعاون مع الصين، وتدشين حملة قومية لتطعيم المواطنين بالمجان، وخلال أقل من عامين، كانت مصر بشهادة منظمة «الصحة العالمية» وجهات دولية أخرى، قد واجهت الجائحة بكفاءة وحمت المواطنين، ومثلت هذه الشهادة حصاد جهد كبير للدولة والأجهزة التنفيذية والجيش الأبيض من الأطباء وهيئات التمريض والفنيين والعاملين بالقطاع الصحى ومنظمات المجتمع المدنى، فضلاً عن بطولات المتطوعين من المواطنين.
«الوطن» ترصد فى هذا الملف جانباً من جهود الدولة على مدار 3 سنوات، للسيطرة على هذه الجائحة، التى طالت تداعياتها مختلف دول العالم، ودمرت اقتصادات كبرى وتسببت فى أزمات عالمية.