«البحر الأحمر» على موعد مع «حياة كريمة»

«البحر الأحمر» على موعد مع «حياة كريمة»
- "البحر الأحمر"
- حياة كريمة
- "شدوان"
- مشروعات التنمية
- "البحر الأحمر"
- حياة كريمة
- "شدوان"
- مشروعات التنمية
تمثل محافظة البحر الأحمر حالة فريدة بين ربوع مصر، إذ تضرب بجذورها الجنوبية لتلامس العمق الأفريقى، فيما تلامس أطرافها الشمالية مستقبل هذا الوطن المتمثل فى مصادر الطاقة التقليدية من البترول والغاز، إضافة لامتلاكها أهم وأكبر محطة لطاقة الرياح فى العالم، بينما يجسد وسط المحافظة القلب النابض بتنوع طبيعى وسياحى وثقافى وتاريخى، يستقطب ملايين السائحين من جنسيات مختلفة، يقصدون الغردقة بحثاً عن متعة الاستجمام فى أحضان طبيعة بكر فى جمالها وروعتها.
تُعد «البحر الأحمر»، من حيث الطبيعة، قطعة من جنة هذا الوطن، بما تمتلكه من شواطئ ومحميات طبيعية لا مثيل لها فى أى مكان، ومن حيث توليد الطاقة والتصنيع والتعدين هى مستقبل مصر الواعد، بمشروعات تنموية ثمارها تحقق النفع لدول المنطقة، بل وتصل إلى أعتاب أوروبا المتعطشة للطاقة الجديدة والمتجددة، ومن حيث التاريخ كانت «البحر الأحمر» صفحة مهمة من نضال هذا الشعب فى معركة جزيرة «شدوان» التى صمدت فى مواجهة العدوان الإسرائيلى فى عام 1970، وسطرت خلال حرب الاستنزاف ملحمة فى تاريخ معارك الكرامة المصرية.
وفى احتفالات الذكرى 53 لمعركة «شدوان» التى اتخذتها المحافظة عيداً قومياً لها، تشهد «البحر الأحمر» معركة جديدة للبناء وتوفير حياة كريمة لأبنائها، فى ملحمة جديدة للتنمية.
مشروعات التنمية تغير وجه المحافظة.. سياحة وبوابة للتجارة مع العالم
شهدت محافظة البحر الأحمر طفرة تنمية كبرى، بالتزامن مع احتفالات الذكرى الـ53 لمعركة جزيرة شدوان، التى اتخذت المحافظة من ذكراها عيداً قومياً لها، وأولت الدولة اهتماماً كبيراً بـ«البحر الأحمر» وشملتها بالمشروعات القومية الكبرى، فى إطار توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتنمية الصعيد، والارتقاء بالخدمات المقدمة للأهالى، من أجل توفير حياة كريمة لهم.
إنشاء أكبر محطة لتوليد الطاقة من الرياح فى «رأس غارب»
ونفّذت الدولة عدداً من مشروعات التطوير، ومشرعات بديلة العشوائيات، ومشروعات الصرف الصحى، فى مدن المحافظة، بداية من رأس غارب شمالاً، مروراً بالغردقة وسفاجا والقصير ومرسى علم، وصولاً إلى حلايب وشلاتين جنوباً، كما حظيت بالكثير من المشروعات الخدمية فى مجالات الصحة والتعليم والطرق والإسكان، ومنها مشروع «مساكن الروضة» بمدن محافظة البحر الأحمر، وهى مساكن بديلة للعشوائيات، ضمن جهود الدولة فى ملف تطوير المناطق غير الآمنة، حيث تم تنفيذ 6678 وحدة سكنية، مما أسهم بشكل كبير فى القضاء على المناطق العشوائية بالبحر الأحمر.
ونفّذت وزارة النقل 10 مشروعات فى مجال الطرق بالمحافظة، بإجمالى تكلفة 3.4 مليار جنيه، إلى جانب ازدواج طريق سفاجا القصير مرسى علم بطول 200 كيلومتر، والذى افتتحه الرئيس السيسى، ويُعد من أهم طرق البحر الأحمر، وشريان السياحة والتنمية للمدينة.
وحول المشروعات القومية التى تم تنفيذها بالمحافظة، قال المهندس إسلام العطار، مدير محطة طاقة الرياح بجبل الزيت فى مدينة رأس غارب، إن المحطة تقع بمنطقة جبل الزيت، وتعد أكبر محطة فى العالم من حيث المساحة وعدد التوربينات والقدرات المولدة من المحطة.
وتبلغ التكلفة الإجمالية للمشروع نحو 12 مليار جنيه، وقدرتها الإجمالية نحو 580 ميجاوات من طاقة الرياح، وتتميز التوربينات الموجودة فى المحطة بأنها الأحدث فى العالم، وهى الأولى من نوعها فى مصر والشرق الأوسط، كما تحتوى المحطة على منظومة مراقبة الطيور المهاجرة عبر الرادار، لوقف التوربينات عند مرورها، وإعادة تشغيلها بعد ذلك، وهى منظومة تُستخدم لأول مرة فى العالم.
«سفاجا» قلعة للتعدين والفوسفات وسبيل الحجاج إلى الحرمين
وتمتلك مدينة سفاجا، التى تمتد بطول 60 كيلومتراً على شواطئ البحر الأحمر، واحداً من أكبر موانئ مصر للصادرات والواردات مع الدول العربية، وأكبر ميناء لاستقبال وسفر الحجاج إلى المملكة العربية السعودية، كما توجد بها شركة «النصر للتعدين»، أقدم شركة تعدين فى مصر، وقرية أم الحويطات، المحاطة بمناجم الفوسفات.
وقال اللواء ياسر شعبان، رئيس المدينة، إن «سفاجا» تعد أهم موانئ البحر الأحمر، فهى من أكبر موانئ الحاويات فى مصر، ومنفذ رئيسى للصادرات والواردات، وسفر الحجاج، نظراً لقرب المدينة من سواحل السعودية، كما يتميز الميناء بقربه من المناطق الساحلية والآثار الإسلامية والمسيحية والفرعونية، ما يسهم فى تنشيط حركة السياحة العربية والعالمية.
وتُعد مدن محافظة البحر الأحمر واجهة سياحية مميزة، يقصدها الملايين من حول العالم سنوياً، وقال سامح جمعة، الخبير السياحى، إن الغردقة بوابة مصر للعالم، حيث تستقبل ملايين السياح سنوياً، لما تملكه من مقومات طبيعية وسياحية هائلة جعلتها محط أنظار العالم.
فيما كشف أبوالمجد على، نائب رئيس غرفة شركات السياحة والسفر بالبحر الأحمر، عن أن الغردقة استقبلت ما يقرب من 5 ملايين سائح من 25 جنسية العام الماضى، فى ظل ما تملكه من مقومات طبيعية وسياحية، منها الشواطئ الخلابة والمياه الفيروزية والرمال الناعمة وعدد من المزارات، مثل متحف الغردقة ومتحف الأكواريوم ومتحف الرمال ومارينا السياحى ومناطق الغوص الفريدة.
وتتمتع المحافظة بمجموعة من الشواطئ الأجمل على مستوى العالم، يقول عاطف عثمان، الخبير السياحى بالبحر الأحمر، إن مدينة مرسى علم لُقّبت بمالديف مصر، لأنها تمتلك شواطئ هى الأجمل عالمياً، إذ يصفها الكثيرون من السياح بأنها قطعة من الجنة، ومنها شاطئ «شرم اللولى»، والذى يأتى ضمن أفضل 10 شواطئ فى العالم، طبقاً لموقع «تريب أدفايزر».
وتضم محافظة البحر الأحمر أقدم أديرة العالم، وهو دير الأنبا أنطونيوس ويقع على بُعد 85 كيلومتراً شمال مدينة رأس غارب فى عمق الصحراء.
كما تزخر بعدد من المحميات الطبيعية، أبرزها محمية جبل علبة، ووفقاً للدكتور تامر كمال، مدير المحميات الطبيعية بالمحافظة، فهى واحدة من أجمل وأكبر المحميات الطبيعية فى مصر، ومساحتها نحو 35 ألف كيلومتر مربع، ويعمل سكانها من قبائل شلاتين من البشارية والعبابدة، فى الرعى، وهى المهنة الأساسية لسكان قبائل جنوب البحر الأحمر، حيث المراعى الخضراء ومياه الأمطار والآبار والعيون التى تشكل لوحة جمالية طبيعية وخلابة، وتمتاز بالتنوع البيولوجى فى الأشجار والطيور النادرة، فحتى الجبال تكتسى بالألوان وتتزين الصحارى بمياه العيون والآبار العذبة.