ضربة فأس وراء اكتشاف خبيئة معبد الأقصر.. كيف أخرجت الصدفة 15 تمثالا فرعونيا؟

ضربة فأس وراء اكتشاف خبيئة معبد الأقصر.. كيف أخرجت الصدفة 15 تمثالا فرعونيا؟
- الأقصر
- خبيئة معبد الأقصر
- عالم الآثار محمد الصغير
- اكتشاف القرن
- معبد الكرنك
- معبد الأقصر
- الأقصر
- خبيئة معبد الأقصر
- عالم الآثار محمد الصغير
- اكتشاف القرن
- معبد الكرنك
- معبد الأقصر
تحل هذه الأيام الذكرى 34 لاكتشاف خبيئة معبد الأقصر، والتي تضم 15 تمثالا فرعونيا بحالة جيدة، لذا عُدت من أعظم الاكتشافات الأثرية خلال القرن العشرين، وأصبحت محط أنظار العالم.
يقول الدكتور مصطفى الصغير، مدير عام آثار الكرنك ونجل الدكتور محمد الصغير، مدير آثار مصر العليا السابق ومكتشف الخبيئة بمعبد الأقصر، إن 22 يناير 2023 يوافق الذكرى 34 على اكتشاف خبيئة معبد الأقصر، والتي جرى اكتشافها في مثل هذا اليوم عام 1989 في الساعة 9 صباحا.
وذكر أن هذا اليوم كان يوم عمل عادي في معبد الأقصر، إذ كان يقوم العمال بما هو مطلوب منهم في تسوية التربة تحت إشراف الريس فاروق شارد، وبتعليمات من الدكتور محمد الصغير، رئيس آثار مصر العليا في ذلك الوقت، وخلال قيام أحد العاملين في تسوية الأرض اصطدمت رأس الفأس بحجر مدفون في الأرض، وبالبحث تبين أنها قطعة مصقولة من الجرانيت أو الكوارتز.
الخبيئة تعود لعصر الدولة الحديثة
وأضاف الدكتور مصطفى الصغير لـ«الوطن»، أن هذه الخبيئة تضمنت مجموعة من أروع ما أنتج الفنان المصري القديم داخل معبد الأقصر، موضحا أنه بالحفر حول القطعة الحجرية تبين أنها جزء من قاعدة تمثال، وجرى الاتصال بالدكتور محمد الصغير، والذي جاء إلى المعبد فورا، وأمرهم باستمرار الحفر حول القطعة الحجرية، وبالفعل جرى الكشف عن أول أثر في الخبيئة وكانت في حالة جيدة جدا من الحفظ، وكتب بعدها الدكتور محمد الصغير تقريرا بخط يده صباح اليوم التالي، وأرسله لهيئة الآثار المصرية في ذلك الوقت، وأوصى فيه بعمل حفائر علمية منظمة في هذا المكان.
وبالفعل أجريت الحفائر، وتم استخراج مجموعة من أروع ما أنتج الفنان المصري القديم خاصة في عصر الدولة الحديثة.
اكتشاف تمثال لامنحتب الثالث من حجر الكوارتزيت
وأشار مدير عام آثار الكرنك إلى أن أهم تماثيل الخبيئة على الإطلاق هي تمثال لامنحتب الثالث من حجر الكوارتزيت، وهذا يعتبر من روائع النحت المصري القديم، إضافة إلى تماثيل للملك حور محب والإله آمون من عهد الملك حور محب، وأخرى للملك رمسيس الثاني والملك تحتمس الثالث.
أهم الاكتشافات الأثرية في القرن العشرين
وقال «الصغير»، إن هناك أقاويل كثيرة تفسر قيام المصري القديم بإخفاء التماثيل، منها الخوف من بطش الغزاة وتدميرهم لتلك التماثيل، ولكن الرأي الأرجح والأصوب أن هذه التماثيل كانت تشغل حيزا كبيرا في المعابد التي أراد القائمون عليها في ذلك الوقت تغيير بعض مسارات المعبد أو إضافة بعض المباني، أو حتى إخلاء بعض المسارات الخاصة بالمعبد من أجل إفساح المكان للكهنة وغيرهم.
ويروي «الصغير» ذكرياته مع الكشف فيقول إنه كان صغيرا، ورأى المراحل الأولى من هذا الكشف، «كنت أراقب العمال، وبعدها أنزلوني في تلك الحفرة لرؤية أعمال الحفر، وكان لها وقع كبير جدا وأثر على حياتي كلها، منذ هذه اللحظة اهتممت بعلم الآثار وكانت السبب الرئيسي التي جلعتني أثريا».
ذكريات باحث أثري في اكتشاف خبيئة معبد الأقصر
وأشار الدكتور محمد إمام، الباحث الأثري بالأقصر، إلى أن الصدفة لعبت دورا رئيسيا في اكتشاف خبيئة معبد الأقصر، ففي عام 1989، وأثناء عملية تنظيف أرضية فناء الملك أمنحتب الثالث المفتوح بمعبد الأقصر، لاحظ الأثريون هبوطا في الجانب الغربي من الصالة، ومع بداية أعمال الحفر للتدعيم، برز جزء من حجر جرانيتى في أرضية الصالة، وعلى الفور قاد أعمال التنقب العالم الدكتور محمد الصغير رحمه الله.
اكتشاف 15 تمثالا بالحجم الطبيعي
وبحسب إمام»، أسفرت أعمال التنقيب عن اكتشاف خمسة عشر تمثالا من أحجار الجرانيت والديوريت بالحجم الطبيعي، تميزت بالبهاء الشديد، ودقة الصنعة، محفوظة حاليا بقاعة الخبيئة بمتحف الأقصر، ومنها تماثيل للملك أمنحتب الثالث، حور محب، تمثال على هيئة الكوبرا، ودُفنت التماثيل في أرضية الفناء ربما في العصر المتأخر نتيجة الاضطرابات التي حدثت لتعرض البلاد إلى الاحتلال الأجنبي آنذاك، فخشى الكهنة على هذه التماثيل من الدمار، فدفنوها في أرضية المعبد.