مختار مختار بطل جائزة «اليونيسكو» للروح الرياضية عن التعصب: «شر أعمى»

كتب: على سمير

مختار مختار بطل جائزة «اليونيسكو» للروح الرياضية عن التعصب: «شر أعمى»

مختار مختار بطل جائزة «اليونيسكو» للروح الرياضية عن التعصب: «شر أعمى»

فى الروح الرياضية يظهر نموذج قدمه مختار مختار، كابتن مصر والأهلى، مع من تسبب فى اعتزاله الكرة، حيث تعود القصة إلى تعرض نجم الأهلى السابق للإصابة فى مباراة المقاولون العرب، خلال افتتاحية دورى 1984، بعد تدخل عنيف من سعيد الشيشينى فأصيب فى ركبته وأجرى عدة عمليات، لم تفلح فى إعادته للملاعب وقرر بعدها اعتزال الكرة.

كابتن مختار نتحدث عن الروح الرياضية فهل تتذكر واقعة سعيد الشيشينى؟

مختار مختار: واقعتي مع الشيشيني رسالة للجيل الحالي من اللاعبين والجمهور

- قطعاً أتذكر تفاصيلها، إنها واقعة لا تُنسى، وأنا من تعمدت فعلها، بسبب قيام البعض بتحميل الشيشينى مسئولية اعتزالى كرة القدم بسبب هذه الإصابة، فكان الموقف منى نوعاً من تخفيف الموقف على الشيشينى وأنه ليس السبب فى ذلك، وبالفعل اتجهت نحوه وأمسكت بيده وتبادلنا التحية مع الجماهير لتخفيف حدة الغضب والتعصب تجاه الشيشينى.

ماذا عن ردود الفعل من الجماهير والشيشينى بعد الواقعة؟

- لم أكن أتخيلها فى الحقيقة، فقد لاقت الواقعة ردود فعل واسعة من الجمهور الذى أزال أى رواسب تجاه الشيشينى، كما كان سعيد الشيشينى نفسه غاية فى السعادة، وما زالت العلاقة مع الشيشينى ممتازة جداً، كما كان لها ردود فعل عالمية، حيث تم منحى جائزة «أفضل روح رياضية» من اللجنة الدولية للعب النظيف المنبثقة عن هيئة اليونيسكو، وهى رسالة للجيل الحالى من اللاعبين والجمهور.

كيف ترى التعصب فى كرة القدم خلال الفترة الحالية؟

- التعصب حاجة سيئة جداً وأسوأ ما فى كرة القدم حالياً، ولا نجنى من ورائها إلا كل شر، بالتأكيد كلنا نشجع كرة القدم، ولا يمكن أن نضعها فى أكبر من حجمها، الرياضة أخلاق قبل أى شىء وعلينا احترام بعضنا البعض، هذه هى كرة القدم التى تربينا عليها قبل عشر السنوات ولا بد أن تعرفها الأجيال الجديدة، والسبب الرئيسى فى هذه الأزمة هو التباعد الاجتماعى.

الرياضة وكرة القدم كانت في جيلنا محبة وتواصلاً وأخوة

حدثنى عن الرياضة فى فترتكم وما الذى تغير فيها؟

- الرياضة وكرة القدم كانت فى جيلنا محبة وتواصلاً وأخوة، وكل المعانى السامية، والتعصب شر أعمى، لا يمكن أن تعطينى الحق بانتقاد الآخرين بتجريح، فى مرات كثيرة أجلس مع أصحابى وجيرانى وأرى تعصباً غريباً جداً علينا فى كرة القدم وتخطى مرحلة الكلام، ووصل إلى التشكيك فى التحكيم، وأنصحهم دائماً بضرورة التحلى بالأخلاق، ولا يمكن الظن فى المنافس أو الحكم.

الكرة عمرها ما كانت كده، لا يمكن الظن فى الحكام واللاعبين المنافسين بتفويت المباريات، هذا أمر غير مقبول وانتشر بشكل كبير خلال الفترة الحالية، ولم يكن موجوداً عندما كنا نلعب الكرة قبل 30 عاماً.

كيف يمكن علاج التعصب؟

- لحل أزمة التعصب لا بد من تضافر كل الجهود بشكل كبير جداً جداً، وأهم شىء فى هذا الأمر هو الوعى الشديد من جانب الجميع، لأن الناس لا بد أن يكون لديها وعى حتى تكون معاملتها سليمة، وأن تواجه الأمور بشكل صحيح، بمعنى ألا نتحدث عن الناس بطريقة غير جيدة، لا نتهمهم دون أى دليل، ولا بد من توصيل ذلك المفهوم للشباب كأول فئة.

كذلك ضرورة استغلال كل وسائل الإعلام المختلفة ونجوم الرياضة لحل أزمة التعصب، وكل وسائل الإعلام مهمة للغاية فى نشر هذه الحملة، والتكثيف بشكل متكرر للقضاء على هذه الأزمة فى أقرب وقت.

كيف ترى مبادرات الدولة لحل أزمة التعصب بين الجماهير؟

- مبادرات جيدة للغاية وتحرك مكثف بالفعل على أرض الواقع، واستغلال مباريات الأهلى والزمالك، ووزارة الرياضة وتحركاتها فى كل مكان شىء أكثر من رائع، ولا بد أن تزيد هذه المبادرات خلال الفترة المقبلة، ويكون هناك تركيز بشكل أكبر عليها، وأهم شىء هو الاستمرارية فى هذه المبادرات وعدم البدء فيها ثم تركها.

كيف تتعامل أنت على المستوى الشخصى مع التعصب؟

- أتغلب على التعصب على المستوى الشخصى من خلال طريقتى معهم، فعلى سبيل المثال فى الأندية التى توليت مسئوليتها الفنية، كان أغلب اللاعبين يعتبروننى كأب لهم، وهو أمر مهم جداً، وهو أمر يجعلنى أوجه رسالة بها المزيد من الأخلاقيات وعدم التعصب، لأن التعصب أمر سيئ جداً، وكنت أنفذ ذلك على نفسى، بمعنى أننى كنت مديراً فنياً للعديد من اللاعبين فى الفريق وبحكم العمل، كنت فى بعض الأحيان أغضب من لاعب بسبب أخطائه فى المباراة، وأعنفه، ولكن فى اليوم التالى أعود وأعتذر لهذا اللاعب، وأبلغه أنه لا يجوز أن أفعل معك هذا الأمر، والأجيال الجديدة بالطبع عندما تراك تفعل ذلك سيكررونه مع الأجيال الجديدة.

لا لمواقع التواصل

لا أمتلك أى حساب على مواقع التواصل الاجتماعى، لأنى لا أهواها على الإطلاق، وسائل التواصل المنتشرة بكثرة تعمل على تحفيز الأشخاص بصورة غير طبيعية، وما نعانيه حالياً هو أن أغلب وسائل التواصل الاجتماعى بدون صاحب.

 

 


مواضيع متعلقة