علاقة «المنشاوي» بـ«عبد الصمد».. بدأت بالقراءة في مولد الحجاج ووصلا للعالمية

كتب: صفية النجار

علاقة «المنشاوي» بـ«عبد الصمد».. بدأت بالقراءة في مولد الحجاج ووصلا للعالمية

علاقة «المنشاوي» بـ«عبد الصمد».. بدأت بالقراءة في مولد الحجاج ووصلا للعالمية

طفل صغير أتم حفظ القرآن في الثامنة من عمره، صوته عذب ظل يتجول مع أبيه وعمه في السهرات يتلو القرآن فيخطف قلوب مستمعيه، إلى أن سنحت الفرصة يقرأ منفردا 1952، بمحافظة سوهاج مسقط رأسه، ومنذ هذه اللحظة صار اسمه يتردد في الأنحاء، حتى أصبح أحد أهم أعلام دولة القراءة حول العالم.

قرأ الشيخ محمد صديق المنشاوي الذي يوافق اليوم ذكرى ميلاده 103، القرآن الكريم في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي بالمسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، وذاع صيته لعذوبة صوته وجماله وإتقانه لمقامات القراءة وتفرده حتى أصبح مدرسة في القراءة لقدرته على الإيصال العميق لآيات الذكر الحكيم بنبرة صوته المتوافقة مع طبيعة الآيات التي يتلوها، وحصل على أوسمة عدة من دول مختلفة مثل إندونيسيا وسوريا وباكستان ولبنان.

بساطة الشيخ محمد صديق المنشاوي

لم يكتب لـ«قيثارة السماء» القارئ الشيخ محمد صديق المنشاوي العمر الطويل، حيث توفي مبكرًا إثر مرض في الـ49 من عمره، لكنه كتب له الذكر الطويل وأثناء الحسن، فقد عاش إنسانا بسيطاً لا تغيره الشهرة ولا يعرف الاستعلاء طريقة ولا يترفع لأحد سوى القرآن الكريم الذي وضعه في مقدمة كل شيء فارتقى به القرآن مقاماً وشأنا، وخلَّد ذكره الحسن. 

علاقة المنشاوي بالشيخ عبد الباسط عبد الصمد

جمع الشيخ محمد صديق المنشاوي علاقة طيبة بالشيخ عبدالباسط عبدالصمد، بدأت مبكرًا في محافظة الأقصر جنوب صعيد مصر، وشكل الشيخان أهم مدرستين في القراءة المصرية والتي ما زال يقلدها ويسير على نهجها الكثيرون وهي «الطريقة المنشاوية» ومدرسة «عبد الباسط عبد الصمد» حيث يقول الكاتب محمود السعدني في كتابه «ألحان من السماء» إن الشيخ المنشاوي ذاع صيته في صعيد مصر، وكانت أشهر قراءاته بمولد «أبي الحجاج بالأقصر» في نفس التوقيت الذي يقرأ فيه الشيخ عبدالباسط عبدالصمد.

الشيخ عبد الباسط يقرأ القرآن في عزاء «المنشاوي»

ومن محافظة الأقصر التي جمعت «عبد الباسط» و«المنشاوي» في قراءة القرآن، أصبح كل منهما من أكبر وأشهر قراء مصر والعالم الإسلامي، فانطلقا معاً إلى العالمية وسافرا العديد من الدول، تلبيةً لدعوة الرؤساء والحكام، لتلاوة القرآن، واستمرت العلاقة بين الشيخين الكبيرين حتى بعد وفاة المنشاوي، إذ قرأ عبدالباسط عبدالصمد في عزائه عام 1974.


مواضيع متعلقة