هل يمكن خداع برامج كشف تزييف الصور بتطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

كتب: بيتر مكرم

هل يمكن خداع برامج كشف تزييف الصور بتطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

هل يمكن خداع برامج كشف تزييف الصور بتطبيقات الذكاء الاصطناعي؟

قال المهندس محمد حنفي، مدير أكاديمية التسويق الرقمي بمعهد تكنولوجيا المعلومات في وزارة الاتصالات، إن الذكاء الاصطناعي للصور AI يمكنه خلق صورة حسب وصف مستخدم البرنامج، أي تحويل النص إلى صورة، مضيفًا أنه يمكن إدخال صورة في البرنامج، وطلب تحويلها إلى شكل قرصان أو تركيب نظارة شمس عليها.

وأضاف «حنفي»، لـ«الوطن»، أن برامج الذكاء الاصطناعي للصور AI تكون مصنوعة بتقنية التعلم العميق، حيث يتم تدريب النماذج المصنعة للصور على صور أشخاص كثيرين وكائنات حية، فيستطيع إنتاجها.

خداع برامج التحقق من الصورة

وتابع أنه يمكن تدريب برامج الذكاء الاصطناعي للصور AI لخداع برامج التحقق، عن طريق إنتاج صور واختبارها، في البرنامج الذي يعرف مواصفات الصورة الصحيحة عدة مرات إلى أن يقر بصحتها.

وأوضح «حنفي» أنه توجد مجموعة خوارزميات، وأوراق بحثية أحدثت طفرة، وجرى البدء في تدريب نماذج كبيرة تستخدم الذكاء الاصطناعي، مثل «جي بي تي 3»، والذي تم تدريبه على 540 جيجا بايت من النص الخالص، والذي تم استخدام في تدريبه التعلم العميق، وهو الذي يحاكي المخ البشري، ويوجد به مجموعة خلايا متصلة مع بعض، وهو يستخدم في تدريب نموذج على بيانات لفهمها، لفهم البيانات المشابهة بعد ذلك عند تقديمها.

وأضاف «حنفي» أنه عن طريق هذه التقنية تم عمل نموذج «جي بي تي شات»، الذي جرى إنشاءه من خلال «جي بي تي 3»، والتي تكون وظيفته إنتاج النصوص، موضحًا بمثال أنه ممكن أمر النموذج بكتابة مقال عن الذكاء الاصطناعي، فيستطيع ذلك، كما يمكنه توقع كلمات الآتية بعد كلمة معينة.

«حنفي»: يمكن الاستغناء عن كتاب المقالات ما عدا المبدع

وتابع أن النموذج يمكنه إعطاء عناصر المقال وهو يكتبه باللغة الإنجليزية بشكل ممتاز، منوهًا أنه بوجود هذه التقنية يمكن الاستغناء عن كتاب المقالات إلا إذا كان الكاتب مبدعًا، ويضيف جزءًا عاطفيًا، موضحًا: «من يستخدم الذكاء الاصطناعي هو من يستمر، ومن لا يستخدمه سيتم استبداله به».

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي يمكنه كتابة السيناريو والشعر باللغة الإنجليزية، وعناوين الإعلانات، ووصف المنتج، وكتابة رسالة بريد إلكتروني، مضيفًا أنه ينتج نصوص إنجليزية جيدة جدًا، ويمكنه إنتاج نصوص بالعربية لكنها ليست بكفاءة كبيرة لعدم تدريبه بشكل كبير على اللغة العربية، متابعًا أنه تم تدريب النموذج على مواقع إخبارية كثيرة إنجليزية، وموقع إخباري عربي واحد.

وأوضح أنه يمكن للذكاء الاصطناعي تلخيص كتاب واستخراج العناصر الأساسية في بحث علمي، واستخراج نقاط القوة والضعف داخل نص ما، أو تفسير نكتة، كتابة قصة.

واستطرد أن الذكاء الاصطناعي يوفر بعض الخدمات المدفوعة، مثل وضع صورة فتاة داخل فيديو إباحي، قائلًا إن وضع صور على فيديوهات تمثيلية تم بدء العمل بها في الإعلانات والتلفزيون، مضيفًا أنه ممكن استخدامه في «الجرافيك» عن طريق وصف الصورة للبرنامج فينتجها، مضيفًا أن ذلك سيساعد المصمم، كما يمكن استخدام حذف عناصر من الصورة، وفي تعديل الفيديو يستطيع الذكاء الاصطناعي استبدال العناصر أو الخلفية، أو الأشخاص داخل الفيديو.

وأضاف أنه يمكن للذكاء الاصطناعي استخدام صوت شخص ما لجعله يقول نص معين، ويمكنه عمل حملات تسويقية كاملة، مستطردًا أنه يمكن دمج أكثر من مقطوعة موسيقىة واستلهام مقطوعة جديدة منهم، مشيرًا إلى أنه توجد منافسة كبرى بين الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي.

مهن مهددة بالانقراض

وأوضح أن أي مهنة يوجد بها عمل متكرر بدون أي إبداع أصبحت مهددة، مثل كتابة المقالات المعلوماتية بدون أي جزء إبداعي، وتحديدًا باللغة الانجليزية، وتلخيص الكتب، مشيرًا إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يهدد المصممين.

وأشار إلى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي انتاج الأكواد البرمجية، أو إعادة كتابة كود بلغة أخرى أو تفسير كود، موضحًا أن ذلك لا يستبدل المطورين لكن يساعدهم، متابعًا أنه يمكنه اكتشاف الثغرات داخل الأكواد بدقة عالية.

وتابع أن «جي بي تي شات» يمكن خلق دردشة وهمية وكأنها تتم مع إنسان، والذي تم إصداره منذ شهر، وتم إصدار، جي بي تي 3» منذ 4 أشهر، وسيتم اصدار «ي بي تي4» بعد شهرين.

«حنفي»: إن لم تبدع في مجالك سيتم استبدالك

ونصح «حنفي» في حديثه مع «الوطن» الممتهنين للمهن التي تنافيها الذكاء الاصطناعي بالإبداع، وبتقوية أنفسهم وباستخدام برامج الذكاء الاصطناعي لمساعدته، قائلًا: «إذا لم تبدع في مجالك سيتم استبدالك»، مضيفًا أن الذين يكتبون مقالات للتسويق الرقمي بشكل بسيط دون إبداع أو جذب للجمهور، وباستخدام عناوين نمطية، لم يكون لهم عمل في المستقبل، مشيرًا إلى أنه في وقت ما كان يجد البعض يستخدم برامج الذكاء الاصطناعي لكتابة المقالات، مؤكدًا أن دورهم هو الإبداع في الكتابة، وعمل ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي عمله، منوهًا أن الإنسان المشابه للآلة، سيتم استبداله بها.

واختتم «حنفي» حديثه بقوله أن الصور الجرافيكية البسيطة التي ليست بها إبداع ممكن أن تُستدعى من المنصات، مؤكدًا أن مهنة التصميم الجرافيكي مستمرة ما دامت بها إبداع ولا يمكن استبدالها.


مواضيع متعلقة