العدد الجديد لـ«شارلى إيبدو» يحول المسلمين من متعاطفين.. إلى مهاجمين

العدد الجديد لـ«شارلى إيبدو» يحول المسلمين من متعاطفين.. إلى مهاجمين
3 أعوام قضاها «ياسر محمد نصر» فى فرنسا، مع زوجته وطفله الصغير، لم يشعر خلالها بما ينغص عليه عيشته، فلا عنصرية مقيتة، كالتى يعانيها المصريون فى أمريكا على سبيل المثال، ولا تمييز بين البشر باسم الدين أو الجنس، بلد يحترم معنى الحريات ويقدّسها، المحاسب بإحدى شركات الكمبيوتر هاله ذلك التكدّس الكبير الذى لاحظه حول أكشاك بيع الصحف فى العاصمة الفرنسية باريس، ليُفاجأ بنفاد العدد الجديد من مجلة «شارلى إيبدو» لمجرد أنه حمل رسماً جديداً للرسول محمد، إذ استغلت الصحيفة الحادث الإرهابى الذى تعرّضت له، بطباعة أكثر من 5 ملايين نسخة، فى سابقة تاريخية لم تشهدها الصحيفة الفرنسية، مما أثار حفيظة الشاب المسلم، الذى لم يهتم يوماً بإبراز هويته الدينية، لكنه اليوم قرر «لن أصمت على إهانة رسولى، ويجب أن يعلم الجميع أن مجرد رسمه إهانة له».
على خُطى المجلة الفرنسية سار الشاب، فكما طبعت نسختها الأخيرة بـ10 لغات مختلفة، قرر وأصدقاؤه العرب والمسلمون إطلاق حملة مضادة حملت شعار «سنحمى رسولنا» تهدف إلى «هنعمل ثورة على (الفيس بوك) بسبع لغات لمقاطعة الدول الأوروبية التى تساعد على الإساءة إلى الرسول».
يرى الشاب الثلاثينى أن التعاطف الذى استحوذت عليه الجريدة من العالم ستفقده بعد صدور عددها الأخير، فيؤكد «ياسر» أن أبلغ رد على الصحيفة والدول الأوروبية التى تدعم الإساءة إلى الرسول هى المقاطعة الاقتصادية «وكمسلمين فى فرنسا هنقاطع كل المجلات والصحف الفرنسية اللى اشتغلت على الرسوم المسيئة وتاجرت بها وروّجت لـ(شارلى إيبدو)». حملة الرفض والمقاطعة ستبدأ بالتبرّؤ من الأفعال التى يرتكبها البعض باسم الإسلام، فى إشارة إلى تنظيم داعش الإرهابى، يؤكد «ياسر»: «هم أيضاً أساءوا إلى الرسول بأفعالهم، ربما أكثر مما أساءت إليه المجلة الفرنسية برسوماتها، ونحن نرفض كل أنواع الإساءات، سواء صدرت من مسلمين أو غيرهم».