«البلابيصا» عادة متوارثة في عيد الغطاس من الجدود إلى الأحفاد

كتب: كيرلس مجدى

«البلابيصا» عادة متوارثة في عيد الغطاس من الجدود إلى الأحفاد

«البلابيصا» عادة متوارثة في عيد الغطاس من الجدود إلى الأحفاد

جيل وراء جيل، يتسلمون عادة «البلامبيصا» أو كما تعرف بمسمى «البلابيصا» للاحتفال بعيد الغطاس المجيد، فمن الجدة «ماتلدا زكي» مرورا بالأم «سوزي جرجس» وصولاً إلى أبنائها «جورجينا، جيوفاني، جونير»، جميعهم يجتمعون لتقطيع البرتقال وتحويله إلى مصباح منير.

العادة القبطية الشهيرة، حرصت تلك الأسرة السكندرية على استمرارها منذ أكثر من نصف قرن، بدأ معها تشجيع جيرانهم وأصدقائهم عليها، ما جعل من منزل الجدة «موطن لصناعة البلامبيصا» استعدادا للسير بها تجاه الكنيسة قبل قداس ليلة عيد الغطاس لأداء طقس «فريحي» على أنغام تراتيل العيد.

نصائح الجدة لصنع البلامبيصا 

الجدة «ماتلدا» اتخذت مقعدا بجوار ابنتها وأحفادها وجيرانهم، وكأنها على مقعد «المدير الفني» لصناعة البلامبيصا، تعطيهم النصائح لتفريغ البرتقال بشكل سلس دون عناء وتخطيط الصليب على القشرة الخارجية، من أجل صنع «البلامبيصا» للأطفال كي يبتهجوا بها: «عادة من زمان بنتوارثها من جيل لجيل وفرحانة بلمة بنتي وولادها وجيراننا معانا كل سنة، حقيقي بتضيف للعيد بهجة».

كيفية صنع البلامبيصا 

واضافت الجدة لـ«الوطن»، أن تصنيع البلامبيصا يحتاج فقط ليوم واحد يسبق ليلة عيد الغطاس، حيث يجرى شراء البرتقال الكبير ذى القشرة السميكة، إلى جانب سلك براويز العسل الذي يعد الأفضل والآمن للأطفال أكثر من الخيط العادي المعرض للقطع وشريط الستان أو سلك السنارة المعرضين للحرق.

«الجدة» رسمت هلال وصليب على البلامبيصا 

وأوضحت أنه يتم قطع الجزء العلوي من البرتقال على أن يتم تفريغه بحرص من مكوناته الداخلية «الفصوص» بالملعقة للحفاظ على قشرته الخارجية دون قطع، ليتم تفريغ جوانبه على شكل صلبان لافتة إلى أنها قديما كانت ترسم على قشرة البرتقال هلال وصليب رمز للوحدة الوطنية وكان جيرانها المسلمون يتشاركون معها في صنعها وقت معيشتها في المنصورة.

ولفتت إلى أنه يوضع من أسفل القشرة شمعة يتم انارتها مع ربط الجزء العلوي بسلك براويز العسل ويتم تشبيكه بالجزء السفلي البرتقال فتصبح «البلامبيصا» جاهزة للسير بها تجاه الكنيسة احتفالا بالعيد.

بجوارها كانت تجلس ابنتها «سوزي جرجس»، 45 سنة، تساعد أطفالها وأصدقاءهم على صنع «البلامبيصا» وتشرح لهم أسباب صنعها، قائلة: «الكنيسة اتعودت تربط الزرع بالأعياد ولأن عيد الغطاس منتشر فيه البرتقال فجربوا زمان يعملوا منه الشورية دي بسبب قوة قشرته وعدم وجود كهرباء في حينها».

سبب مسميات البلامبيصا والبلابيصا

وأشارت إلى أن مسمى «البلامبيصا» هي مشتقة من كلمة قديمة «ليمباصة» أي المصباح المنير، ومع الوقت تحولت إلى «البلامبيصا» وتحورت أيضا إلى مصطلح «البلابيصا» في بعض المدن الريفية، لافتة إلى أنها عادة قبطية يتوارثها الأجيال.

فرحة الأطفال بالملامبيصا في عيد الغطاس 

ولفتت إلى أن عائلتها قد طوعت تلك العادة وربطتها بجانب فني، حيث تزين السلك الممتد من اليد إلى البرتقالة بحبات المكرونة والتي تجعل الأطفال الصغار يلونونها للمشاركة في صنع «البلامبيصا» في حال كانوا صغاراً غير قادرين على تقشير البرتقال أو رسم الصليب عليه بالسكين حرصا على سلامتهم.

بمجرد انتهاء صنع البلامبيصا قبل انطلاق قداس ليلة العيد، يرتدي الجميع ملابسهم الجديدة ويحملون «البلامبيصا» من منزلهم إلى الكنيسة التي يذهبون إليها سيرًا وهم يرددون لحنا كنائسيا يدعى «أجيوس»، من أجل تقديس السيد المسيح أثناء الذهاب للاحتفال بعيد الغطاس أو ما يسمى أيضاً عيد الظهور الإلهي.


مواضيع متعلقة