«علقام».. الموت على ضفتى الرياح البحيرى

كتب: إبراهيم رشوان وأحمد حفنى

«علقام».. الموت على ضفتى الرياح البحيرى

«علقام».. الموت على ضفتى الرياح البحيرى

ينعى أكثر من 10 آلاف مواطن بقرية «علقام» التابعة لقرية «البريجات» مركز كوم حمادة، حظهم العاثر، ويتحسرون على حالهم المؤلم وواقعهم الملىء بالمشاكل والأزمات، التى تصل إلى ذروتها بإزهاق الأرواح وحالات الوفاة غرقاً فى مياه الريّاح البحيرى الذى شاء قدرهم أن يخترق قريتهم ويشطرها إلى قسمين شرقاً وغرباً، مما جعل حياتهم عذاباً وجحيماً فى ظل اضطرارهم إلى استخدام «معديات الموت» المتهالكة وغير المطابقة للمواصفات والاشتراطات الفنية للأمان والسلامة، مما يؤدى إلى وقوع كوارث مؤلمة بصورة شبه مستمرة فى الرياح البحيرى، فى ظل عدم توافر الكبارى اللازمة لتسهيل الانتقال، علاوة على مشاكل أخرى تتعلق بالمرافق والخدمات الأساسية المحروم منها المواطنون.[Image_2] الكارثة الأخيرة التى شهدتها القرية منذ أيام كانت غرق 12 عاملاً زراعياً، بعد أن سقطت بهم السيارة الأجرة التى كانوا يستقلونها من أعلى معدية «علقام» فى مياه الرياح البحيرى أثناء عودتهم من العمل بإحدى مزارع مركز بدر فى طريقهم إلى محال إقامتهم بالمنوفية، وهو ما أشعل نيران الغضب فى قلوب وعقول الأهالى، وجعلهم ينتفضون للمطالبة بتنفيذ حقهم فى ضرورة وسرعة إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى للحد من تلك الكوارث التى تشهدها القرية باستمرار. «الوطن» رصدت مأساة قرية «علقام» التابعة لمركز كوم حمادة، حيث قال رضا الفقى، أحد الأهالى: أقطع رحلة شاقة وطويلة منذ سنوات مضت فى عهد الرئيس المخلوع حتى الآن، أملاً فى تحقيق حلم ومطلب أهالى القرية الأساسى والمهم بإقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى، يحميهم من الموت الذى يطاردهم ويحاصرهم باستمرار، بسبب اضطرارهم إلى استخدام معديات الموت فى انتقالاتهم بين ضفتى الرياح يومياً. وقال ساخراً إن أهل قريتى المنكوبة طلبوا منى تقديم عريضة باسمهم لجلالة الملك المعظم فاروق الأول ملك مصر والسودان، أو لمعالى وزير الحقانية بوزارة على باشا ماهر للموافقة على إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى أسوة بالقرى المجاورة التابعة لمحافظة المنوفية. ويستطرد فى حديثه الساخر والغاضب بقوله: حاولت أن أفهم أهل قريتى أن الملك مات، وعلى ماهر مات، والثورة قامت منذ سنوات طويلة، لكنهم لم يصدقونى، ولا أدرى إن كانوا يجهلون ذلك أو ينكرونه، فقد كفروا بكل الثورات ابتداء من الثورة الصناعية ومرورا بالثورة الفرنسية وانتهاء بثورة يوليو وثورة الفاتح والطالع البائس، وحاولت العثور على إنجاز واحد للثورة فى قريتنا فلم أجد إلا الصراف الذى يأتى إلينا بصحبة الخفير النظامى، لتوقيع الحجز على ممتلكاتنا البسيطة لتأخرنا فى سداد القيمة الإيجارية لمنازلنا المقامة على أرض أملاك دولة.[Image_3] وأضاف: «طلبت من أهل قريتى مشاهدة مسلسلات التليفزيون كى يتأكدوا أننا نتبع دولة اسمها جمهورية مصر العربية كان يحكمها الحزب الوطنى المنحل والآن تحكمها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة والرئيس محمد مرسى»، مبدياً اندهاشه من تعدد الكبارى بمحافظة المنوفية بلد الرئيس المخلوع وأحمد عز إمبراطور الحديد وأمين التنظيم المخلوع بالوطنى المنحل، فى الوقت الذى يحلمون فيه بكوبرى واحد فقط يحميهم من الموت. رضا صادق شاهين -تاجر-، وياسر عبدالله - سائق - قالا إن الأهالى يكابدون المعاناة ويواجهون متاعب ومشاق مستمرة وحصار الموت لهم منذ عام 2002 مع المسئولين الذين يتجاهلون مطالبهم فى إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى، مشيراً إلى أن الغرب يوجد به مدرسة ابتدائية وإعدادية ومستودع الغاز وخط السكة الحديد «المناشى» ونادى علقام الرياضى، وإحدى الشركات التى يعمل بها عمالة كثيفة من منطقة الشرق، وفى الشرق توجد المقابر ومدرسة ابتدائية وإعدادية والجمعية الزراعية وجمعية تنمية المجتمع، فى الوقت الذى لا توجد فيه وسيلة مواصلات وانتقالات بين ضفتى الرياح سوى المعديات، ولك أن تتخيل أننا حينما ننقل متوفى من الغرب لدفنه فى الشرق، حيث المقابر نضع أيدينا على قلوبنا خشية حدوث كارثة أثناء نقل المتوفى عن طريق المعدية عبر مياه الرياح البحيرى. وأكد محمد إسماعيل الفقى -تاجر- حاجة القرية الملحة إلى إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى، ليس فقط للحد من كوارث الموت والغرق التى يشهدها الرياح البحيرى بسبب معديات الموت، وإنما لتوزيع الكثافة الطلابية بين مدرستى القرية فى الغرب والشرق، حيث إن مدرسة الشرق بها كثافة عالية جداً تصل إلى 60 تلميذاً فى الفصل الواحد وتعمل بنظام الفترتين، بعكس مدرسة الغرب فالكثافة بها أقل. أكرم البلكيمى -مؤذن- أكد أن المعديات معظمها غير مطابق للمواصفات والاشتراطات الفنية والسلامة المهنية اللازمة لتأمين الركاب والسيارات، وأن الرقابة عليها من جانب موظفى الوحدة المحلية تكاد تكون منعدمة، علما بأن تلك معدية «علقام» يستخدمها آلاف من العمالة الزراعية يومياً من محافظات البحيرة والمنوفية والغربية والجيزة، للانتقال إلى الضفة الأخرى من الرياح البحيرى حيث المزارع والشركات الزراعية بمركز بدر ومنطقة مديرية التحرير، إضافة إلى أهالى القرية ومواطنى مركز كوم حمادة، مما يستوجب ضرورة إنشاء كوبرى علوى بالمنطقة على الرياح البحيرى. وأشار رضا البلكيمى -موظف- إلى أن ترعة الرياح البحيرى لا يوجد عليها لمسافة 15 كيلومتراً سوى كوبرى مشاة واحد بقرية أبوالخاوى لا يحقق الغرض منه فى تسهيل انتقال المواطنين بين جانبى الرياح البحيرى، ويضطر الأهالى إلى استخدام معديات الموت، ولا بد من الإسراع فى إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى لخدمة المنطقة والربط بين محافظتى البحيرة والمنوفية والحد من الكوارث. محمود يوسف -صياد- قال إن المصالح الشخصية للبعض تقف وراء عدم البدء فى إجراءات إقامة كوبرى علوى على الرياح البحيرى لخدمة المنطقة، حيث تم عمل مقايسة للكوبرى أكثر من مرة منذ عام 2002 إلا أن شيئاً لم يحدث حتى الآن، وأصحاب معديات الموت يربحون أموالاً طائلة من ورائها حيث إن تعريفة الركوب للمواطن 25 قرشاً علماً بأن التعريفة الرسمية عشرة قروش. من جانبه، أعلن المهندس مختار الحملاوى، محافظ البحيرة، عن مخاطبة الدكتور هشام قنديل رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل لإنشاء كوبرى علوى أعلى الرياح البحيرى لخدمة المواطنين والسيارات وحركة الاستثمار الزراعى والربط بين جانبى الرياح بقرى علقام والبريجات ودمشلى بمركز كوم حمادة. وصرح الحملاوى بأنه تقرر أيضاً مخاطبة وزير الموارد المائية والرى لاستعجال تنفيذ كوبرى المشاة العلوى أمام قرية علقام.