الشرق الأوسط يواصل دفع ثمن الأزمة الروسية-الأوكرانية.. ودعم الصناعة الوطنية الحل

الشرق الأوسط يواصل دفع ثمن الأزمة الروسية-الأوكرانية.. ودعم الصناعة الوطنية الحل
- الشرق الأوسط
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- الأزمات العالمية
- ازمة الطاقة
- الشرق الأوسط
- الأزمة الروسية الأوكرانية
- الأزمات العالمية
- ازمة الطاقة
يُجمع كثيرٌ من المراقبين والعديد من التقارير على أن منطقة الشرق الأوسط ستواصل دفع ثمن الأزمة الروسية الأوكرانية خلال 2023، رغم أنها ليست المتسببة فى الأزمة، لكن جرت العادة أن الدول العربية ومنطقة الشرق الأوسط دائماً هى المتأثر الأكبر بالأزمات الدولية التى شهدتها العقود الماضية.
فى هذا السياق، تقول شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، فى تقرير قبل أيام، إن الحدث الذى سيطر على أجندة الأخبار العالمية فى عام 2022 كان أزمة أوكرانيا وتداعياتها بعيدة المدى، وقد كان تأثيره محسوساً بعمق فى الشرق الأوسط، حيث لعبت إمدادات الطاقة فى المنطقة والممرات المائية الاستراتيجية وحتى صناعات الأسلحة دوراً رئيسياً فى الأزمة.
وأضافت: «شهد العام الماضى قيام خصوم الغرب بتعزيز العلاقات مع دول الشرق الأوسط، وأحياناً على حساب الغرب».
وجدت دول الخليج العربية، التى تحرص على البقاء على الحياد فيما تعتبره نظاماً عالمياً يتجه نحو التعددية القطبية، نفسها فى موقف حرج مع حلفائها التقليديين فى الغرب عندما طُلب منهم اختيار جانب فى حرب أوكرانيا»، وفقاً، لسى إن إن، دفعت الأزمة -ربما عن غير قصد- منتجى النفط العرب إلى الاقتراب من روسيا فى منظمة أوبك للنفط، ما أثار غضب الولايات المتحدة.
تقول «سى إن إن» إنه «حتى مع تذبذب علاقات الشرق الأوسط مع الغرب، ظلت أهميتها كما هى وربما نمت. إذ نظرت أوروبا بشكل متزايد إلى المنطقة من أجل أمن الطاقة»، على صعيد منطقة الشرق الأوسط أيضاً، ترى «سى إن إن» أنه من المتوقع انخفاض قيمة الليرة التركية الذى تواصل منذ أربع سنوات فى 2023، وارتفعت تكلفة المعيشة بشكل كبير.
فى نفس السياق، يقول تقرير سابق لشبكة «دويتشه فيله» الألمانية إن الشرق الأوسط وقارة أفريقيا تأثرا بشكل كبير بالأزمة الروسية الأوكرانية، بل إن الدول الأفريقية بعضها مهدد بالمجاعة خلال 2023 جراء الأزمة، وأضافت فى تقريرها أنه لا بد من تحرك من قبل الدول الكبرى لإنقاذ قارة أفريقيا، والوقوف إلى جانب الدول المتضررة من هذه الأزمة سواء فى الشرق الأوسط وأفريقيا. وترى الشبكة أنه رغم أن الوضع صعب للغاية، فلا بد من أن يكون هناك دور لكل الدول القادرة على المساعدة.
العبيدي: المنطقة تدفع الثمن الأكبر دائما للأزمات العالمية
بدوره، يقول حازم العبيدى، المحلل السياسى العراقى، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إن منطقة الشرق الأوسط عادة ما تكون الأكثر تأثراً بالأحداث العالمية، خصوصاً مع اندلاع الأزمة الروسية الأوكرانية، مضيفاً أن هذه الأزمة انعكست على الأوضاع المعيشية لكثير من الدول العربية والأفريقية، خصوصاً مع ارتفاع تكاليف الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة.
وقال «العبيدى» إن هناك بعض جماعات التخريب تسعى لاستغلال الوضع الاقتصادى العالمى لمحاولة الإيقاع بين بعض شعوب المنطقة العربية وحكوماتهم، محاولين إلصاق الأزمة الاقتصادية بتلك الحكومات، رغم أن تلك الأزمة تطال كل الدول، بما فى ذلك الدول الكبرى ونحن نرى كيف الوضع مثلاً فى دولة مثل بريطانيا. وشدد المحلل السياسى العراقى على ضرورة ألا تستجيب الشعوب لمثل هذه الدعوات التخريبية، خصوصاً أن هذه الدعوات بكل واقعية كلفت المنطقة كثيراً منذ 2011، وعلى الشعوب فى المنطقة أن تنظر إلى الوضع فى فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وأمريكا كذلك، فكلها دول متقدمة لكن لديهم أزمات اقتصادية جراء الأزمة الروسية الأوكرانية.
الشريف: فرصة للبحث عن بدائل اقتصادية ودعم الصناعات الوطنية والاتجاه للطاقة النظيفة
بدوره، يقول محمد فتحى الشريف، المحلل السياسى المتخصص فى الشئون العربية، فى اتصال هاتفى لـ«الوطن»، إنه ربما تكون الأزمة الروسية الأوكرانية وإن كان ضررها جاء كبيراً، فربما تكون فرصة حقيقية أمام كثير من الشعوب العربية، وفى مقدمتها مصر، موضحاً أنه على سبيل المثال مع تلك الأزمة بدأ كثير من الحكومات العربية فى التفكير فى بدائل حقيقية تجعلها قادرة على امتصاص الأزمات العالمية، وقادرة على التعامل معها أو على الأقل الحد من تأثيرها.
وقال «الشريف» إن كثيراً من حكومات الشرق الأوسط لجأت إلى التفكير فى مصادر بديلة للطاقة واتباع سياسات ترشيدية يرى أننا كنا نفتقد إليها، وتابع: «أيضاً جاءت الأزمة لتشكل فرصة حقيقية أمام التفكير فى دعم الصناعات الوطنية والارتقاء بها». وقال الباحث فى الشئون العربية إنه فى الوقت الحالى يبدو الأمر صعباً، وقد كانت هناك، على سبيل المثال، فى مصر مكاشفة ووضوح فى هذا الشأن، لكن حتى وإن كان الوضع صعباً، فإنه يجب أن يُنظر إلى الأمر كفرصة، إذ إنه من رحم تلك الأزمة يحدث تحول كبير يجعل دول الشرق الأوسط أقل ارتباطاً بالقوى الكبرى، خصوصاً فيما يتعلق بالجانب الاقتصادى.
وفى ختام تصريحاته، قال «الشريف» إن منطقة الشرق الأوسط دفعت ثمن الأزمة الروسية الأوكرانية، ومن قبل أزمة جائحة كورونا غالياً، سواء فى ارتفاع تكاليف المعيشة أو فى مشكلات الطاقة، ومشكلات سلاسل التوريد، مؤكداً أن كل هذه الأمور ما كان يُتوقع حدوثها على الإطلاق، وما من دولة تستطيع الصمود بشكل كبير ضد هذه الأزمات حتى لو كانت ضمن الدول الكبرى، التى تعانى بالفعل هى الأخرى جراء تلك الأزمات.