بروفايل| مديحة كامل.. قطة السينما "الإسكندرانية"

كتب: سارة سعيد

بروفايل| مديحة كامل.. قطة السينما "الإسكندرانية"

بروفايل| مديحة كامل.. قطة السينما "الإسكندرانية"

جميلة من جميلات الشاشة، جرأة وموهبة ومثابرة جعلتها كما يراها جمهورها "قطة السينما"، ظهرت في الستينيات ولمعت في السبعينيات، من الجامعة للسينما، اختصرت أميال مشوارها الفني، رغم الرفض الذي قوبلت به طموحاتها، إلا أنها رغم الضغوط التي تعرضت لها في حياتها، استطاعت أن تعيش الحياة طولًا وعرضًا، لتخطو كل خطواتها كما أرادت رغم التخبط التي عانت منه. مديحة كامل، قطة إسكندرية الجريئة التي كللت مشوارها بالحجاب ضاربة بكل الظروف عرض الحائط. عدة أدوار بسيطة قدمتها مديحة كامل، الإسكندرانية التي ولدت في 3 أغسطس 1948، بعد انتقالها إلى القاهرة وتزوجت من رجل الأعمال محمود الريس، في سن صغيرة قبل أن تنهي دراستها الثانوية، وهو من سمح لها بالعمل في الفن بعدما رفضت أسرتها، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة ميرهان، وانفصلت عنه بعدها، في فترة دراستها للآداب بجامعة عين شمس، كانت طالبة شقية في الجامعة، حصلت حينها في السينما والمسرح على أدوار ثانوية، وتدريجيًا ظفرت بدور البطولة أمام وحش الشاشة فريد شوقي، في فيلم "30 يوم سجن". وبعدما خطت خطواتها الأولى في عالم الشهرة، وأنجبت ابنتها الوحيدة ميرهان، زادت ضغوط زوجها عليها، خاصة غيرته مع كثرة الشائعات التي كانت تزداد كلما لمع نجمها، لتقرر حينها الاكتفاء بعائلتها والدراسة، والابتعاد عن التمثيل برهة والإختفاء عن الأضواء لما يقرب من عامين، حتى قررت الانفصال عن زوجها، لتعود بعدها ثانية بأدوار عززت تواجدها ثانية على الساحة الفنية. "الصعود إلى الهاوية"، كان فرصة البطولة المطلقة التي انتظرتها مديحة كامل طيلة مشوارها، مع المخرج كمال الشيخ، لينفتح أمامها طريق النجومية، فكانت نجمة ذاع صيتها في السينما حيث قدمت ما يقرب من 75 فيلما خلال 12 عامًا، واجتهدت كثيرًا حتى أثبتت أنها فنانة مجتهدة، فكانت تقول إنها لا تستطيع النوم طوال أيام سوى لساعات قليلة، فشاركت في عام واحد بثماني أفلام سينمائية. ورغم أنها كثيرًا ما أعلنت عن حبها للسينما أكثر من المسرح والتليفزيون، إلا أن نجومية مديحة كامل امتدت للتليفزيون والمسرح أيضًا، لتقدم مزيجًا فنيًا أثرت به جمهورها، أشهرهم في السينما "مطاردة غرامية" و"المعلمة سماح" و"درب الهوى"، و"العفاريت"، وفي التليفزيون "الغشاش" و"العنكبوت" و"الأفعى"، أما المسرح فتألقت عليه بـ"هاللو شلبي" و"يوم عاصف جدًا" و"حلو الكلام"، وغيرهم. وكرهت قطة السينما سطوع الأضواء على حياتها الشخصية، فكانت كعرين الأسد غير مسموح بالدخول فيه، فبعيدًا عن نجوميتها، تزوجت مديحة كامل مرتين ثانيتين، فبعد رجل الأعمال والد ابنتها، تزوجت من المخرج السينمائي شريف حمودة، ولم يستمر زواجهما سوى ثلاثة أشهر، وكانت آخر زيجاتها من المحامي جلال الديب، الذي أحب ابنتها كثيرا، وربطته بها علاقة طيبة. بينما كانت تمثل فيلم "بوابة إبليس" عام 1993، قررت قطة السينما المصرية ارتداء الحجاب واعتزال الفن، رغم تبقى عدد محدود من المشاهد لها، إلا انها أصرت على قرارها ورفضت استكمال المشاهد، فكانت الدوبليرة هي الحل الوحيد لهذا المأزق، حتى خروج الفيلم للنور وتحقيقه نجاحًا سينمائيا واسعًا. ولأن المرض دائمًا ما يلاحق الجميلات، عانت مديحة كامل طوال حياتها من مرض القلب، وأصيبت بجلطة عام 1975، وقبل وفاتها تدهورت حالتها بعد أن ضعفت عضلة قلبها وتراكمت المياه على الرئة، لتظل طريحة الفراش لمدة لا تقل عن 10 أشهر، وبينما استقبلت مع ابنتها وزوج ابنتها شهر رمضان المبارك، أدت صلاة الفجر اليوم الرابع من الشهر الكريم معهما وخلدت للنوم، لتنتقل روحها في اليوم الموافق 13 يناير عام 1997، كالملائكة في سريرها ولم تستيقظ بعدها، بل سكنت حيث الراحة.