«عبدالغنى» يحتفل بذكرى بناء السد بصورة لـ«ناصر»
«مش هننسى يوم تحويل مجرى النيل، دموع الفرحة غطت وجوهنا، وكان جنبى واحد روسى قاللى النهارده عيد يا مصرى مش عايزين بكاء»، كلمات قالها بوجه بشوش وبابتسامة يملأها الفخر والعزة، عبدالغنى حامد محمود، 68 عاماً، احتفالاً بذكرى بدء بناء وافتتاح السد العالى، والذى تم اعتباره العيد القومى لمحافظة أسوان.
«عبدالغنى»، أحد بناة السد، يروى لـ«الوطن» ذكرياته عن العمل العظيم: «أنا أحد أبناء محافظة قنا، تسلّمت عملى فى الأول من يناير 1963 بالسد العالى، كمساعد كهربائى سيارات النقل الثقيل، كنا بننادى على بعض بأبناء جمال عبدالناصر؛ لأنه بالنسبة لينا كان رمز للصمود، لدرجة إنه فى يوم وفاته، أهالى كل شارع فى أسوان عملوا فراشة وعزاء، والحريم لبست الأسود وسميناه يوم الحزن العظيم».
وأضاف «عبدالغنى»: «خفنا على السد وخليناه بيتنا الأول، وكنا بنلم المسامير والحاجات الصغيرة حتى الفايض، ونشتغل بيها تانى عشان نحافظ على أموال بلدنا، وعمرى ما هانسى يوم لما انفجر أحد الألغام ومات عدد كبير من أصحابنا وأصدقائنا، وفى نفس اليوم وصل الزعيم عبدالناصر لأسوان وترك كل شىء ليطمئن علينا».
من أجمل أيام «عبدالغنى» كان يوم الانتهاء من بناء السد العالى وتحويل مجرى النيل، حيث كان الناس تتوافد على السد العالى بالقطارات، وكان الزعيم عبدالناصر حاضراً للافتتاح وبجواره العديد من رؤساء وزعماء العالم، ويلوح لهم أنهم فى قلبه. «عبدالغنى» يتمنى أن يحافظ شباب اليوم على مصر، كما يتمنى أن يتذكره المسئولون بتعيين أحد أبنائه فى محطة الكهرباء.