بروفايل| وحيد حامد «مبدع كل الأزمان»

بروفايل| وحيد حامد «مبدع كل الأزمان»
- وحيد حامد
- الكاتب وحيد حامد
- ذكرى رحيل وحيد حامد
- أفلام وحيد حامد
- وحيد حامد
- الكاتب وحيد حامد
- ذكرى رحيل وحيد حامد
- أفلام وحيد حامد
غزل الحياة في سطور كتابته لتخرج قطع فنية، أجاد بقلمه الرصاص التعبير عن المجتمع والسخرية من الواقع اللاذع، غاص في أعماق النفس البشرية وكتب عن المهمشين وأحلامهم ومشاكلهم، سرد الأحداث التاريخية، قرأ المستقبل برؤية مستنيرة، لخص فلسفة الحياة العميقة في عبارات هي الأكثر بساطة، وأجاد تجاوز الخطوط الحمراء ببراعة، لم يحتاج إلى ألقاب تسبق اسمه الذي أصبح مدرسة قائمة بذاتها في عالم الدراما، حتى بعد مرور عامين على الرحيل، سيظل الـ «وحيد» حامد أيقونة خالدة باقية بقاء الفن والسينما.
نفحة ربانية وجدت طريقها إلى الطفل الذي أطلق صرخاته الأولى في يوليو 1944 بأحد مراكز محافظة الشرقية، وبدأت بذرة الكتابة داخله منذ السنوات الأولى تكبر شيئًا فشيئًا، وأصبح صاحب موهبة لا تخطأها عين، واصطدم الشاب القروي القادم من مينا القمح المشبع بالأحلام في المدينة الكبيرة، ولكنه ظل يعافر حتى أصدر مجموعته القصصية الأولى «القمر يقتل عاشقه»، لكن عندما قرأها الكاتب يوسف إدريس، علم بعين الخبير أن الشاب الموهوب أكثر من مجرد كاتب روائي، ولكنه لم يعلم أن بعد سنوات سوف تتحق النبؤة بالفعل، ويصبح وحيد حامد هو الأب الروحي للسيناريو في السينما المصرية، ويخرج من تحت يده عشرات الأفلام التي أصبحت قطع فنية.
لم يذهب وحيد حامد في سيناريوهات أفلامه أو مسلسلاته إلى الأبطال اللامعين، لكن كان انحيازه الواضح للبسطاء والمهمشين ليكتب عنهم، ليكون صوتهم الذي يعبر عن أحلامهم الضئيلة، الجندي «أحمد سبع الليل» الذي يرغب في حماية الوطن من الأعداء في «البرئ»، «أحمد فتح الباب» ورغبته في نقل أبناءه لمدرسة بالقرب من المنزل في «الإرهاب والكباب»، الشاب العاطل «حسن بهنسي بهلول» الذي يحلم بالزواج من حبيبته في «اللعب مع الكبار»، المصوراتي البسيط «سيد غريب» مضحيا بكل شيء لتصبح ابنته «تهاني» طبيبة في «اضحك الصورة تطلع حلوة»، وغيرهم العشرات من الشخصيات التي جعلت سينما «حامد» حية تنبض.
استبصار الحياة السياسية كان من أهم سمات كتابات وحيد حامد، إذ لم يُخفي انحيازه الشديد للوطن والمواطن في أعماله، فكانت السياسة ركنًا أساسيًا في أعماله، التي كرس عددًا منها لمحاربة طيور الظلام، فكانت بمثابة طلقات من الرصاص أصابت هدفها، وكان من أبرز الكتاب الذين تطرقوا في أعمالهم إلى الإسلام السياسي والجماعات الإرهابية والفساد المرتبط بهم، ومحاولتها في الوصول إلى السلطة على مر التاريخ.
تكريمات عديدة اسمتدت قيمتها من اسم وحيد حامد، لكن التكريم الحقيقي كان الجمهور الذي منحه التقدير الذي يستحقه ويليق به طوال سنوات عمله، وحتى بعد وفاته، مازالت أعماله التي تتجاوز الـ80 عملًا، تاركة أثرًا لا يُنسى وتُنبئ عن مرور مبدع من طراز خاص لن يتكرر.