«مجرى العيون».. كومباوند على الطراز الإسلامى: 79 «عمارة» بـ«مشربيات وأشجار ولاند سكيب»

«مجرى العيون».. كومباوند على الطراز الإسلامى: 79 «عمارة» بـ«مشربيات وأشجار ولاند سكيب»
بمجرد أن تخطو بقدميك منطقة سور مجرى العيون اليوم، لن يخطر ببالك لوهلة واحدة أن هذه هى منطقة «المدابغ»، التى عانت كثيراً من العشوائية.. العمال منتشرون فى أرجاء المكان، وآخرون أعلى السقالات، منغمسون فى عملهم، يتحدون كل الصعوبات وملتزمون بملابس الوقاية «فست، خوذة، وحزام الأمان»، إذ يعد المشروع فى مراحله الأخيرة، وقارب على الانتهاء.
اختلفت صورة مجرى العيون عن سابق عهدها تماماً، لتصبح «كومباوند متكاملاً»، يضم عمارات سكنية على الطراز المعمارى الإسلامى، وأعمال «اللاند سكيب»، والمول التجارى، حيث تضم المنطقة 79 عمارة سكنية، تظهر منها المشربية، ويمتزج لونها بين البنى الداكن والفاتح، وتتراص بجوار بعضها البعض، وتتوسط العمارات السكنية أعمال اللاند سكيب والتشجير، بالإضافة إلى أماكن انتظار السيارات.
«سور مجرى العيون» أو «قناطر قلعة القاهرة» أو «قناطر المماليك»، أحد الآثار المهمة التى تقع فى منطقة مصر القديمة، ويعود تاريخه إلى العصر الأيوبى، ويبدأ من فم الخليج امتداداً إلى باب القرافة بالسيدة عائشة، وبمرور السنوات جار الزمان على منطقة سور مجرى العيون، وتبدلت من أثر إلى منطقة «المدابغ»، حيث استقر بها عدد من العاملين فى مجال دباغة الجلود، لتصبح منطقة لم يستطع أحد المرور بجوارها، من قبح الروائح الصادرة منها.
وفى عام 2020، كتب للمنطقة تاريخ ميلاد جديد، حينما كلف الرئيس عبدالفتاح السيسى بأن تكون منطقة سور مجرى العيون، على قائمة خطة التطوير، ومن ثم تم وضع خطة وتوفير مناطق ومحال بديلة للموجودين بالمنطقة قبل التطوير، والبداية فى المشروع.
«الوطن» تجولت داخل منطقة سور مجرى العيون، قبل افتتاح المشروع خلال الفترة المقبلة، والتقت مع عدد من مهندسى ومشرفى وعمال تطوير منطقة سور مجرى العيون، لكى نكشف الستار عن آخر تطورات المشروع، ونسب الإنجاز داخل العمارات السكنية والمول التجارى.
يقول كريم جمال، مهندس بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، وقائم بأعمال مشروع تطوير سور مجرى العيون، إن تطوير المنطقة تم بناء على بروتوكول بين وزارة الإسكان، ممثّلة فى هيئة المجتمعات العمرانية، ومحافظة القاهرة، لتطوير منطقة مجرى العيون، بمساحة 90 فداناً.
ويضيف «كريم» أن المنطقة تنقسم إلى منطقتين: المدابغ، ومنطقة سكنية عشوائية، للسكان والعاملين بالمدابغ، فأعدت وزارة الإسكان والمرافق ورشاً نموذجية فى الروبيكى بمدينة بدر، وجرى نقل عمال المدابغ الموجودين بالمنطقة إليها، كما جرى نقل السكان والعمال أيضاً إلى منطقة بدر، نظراً لقُرب السكن من مقر عملهم الجديد بمنطقة الروبيكى داخل المدينة.
«الوطن» مع أبطال المشروع: نفخر بمشاركتنا فى تحويل «المدابغ» إلى مجمع سكنى عصرى متكامل ولم نتوقع أن المشروع سيظهر بهذه الصورة
وأوضح مهندس بهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة، أن مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، يضم 79 عمارة، بإجمالى 1920 وحدة سكنية، وينقسم المشروع إلى جزءين؛ الجزء الأول السكنى، الذى يضم 79 عمارة سكنية. وتابع: أما الجزء الثانى فهو عبارة عن مول تجارى تراثى يتناسب مع طبيعة المنطقة، ومن المخطط أن يكون أكبر مول على مستوى الجمهورية، على مساحة 51 ألف متر مسطح، يضم مسرحين أحدهما مكشوف، والآخر مغلق، وسينما، وكافيتريات، ومطاعم، وقاعات عرض، وجراجات للسيارات. وأشار «كريم» إلى أنه يوجد بكل عمارة مصعدان، والدور الواحد يضم 4 شقق، وسيجرى تسليمها كاملة التشطيب.
«مهندس أول»: تشطيب الوحدات السكنية «سوبر لوكس».. وأعمالنا تشمل إعادة المنطقة لرونقها الحضارى
وأوضح أسعد نصرى، مهندس أول تنفيذ مشروع تطوير سور مجرى العيون، أن العمارات السكنية داخل المشروع متدرجة ما بين 6 أدوار وأرضى، و5 أدوار وأرضى، و4 أدوار وأرضى، و3 أدوار وأرضى، حيث يقل ارتفاع العمارة كلما نقترب من سور مجرى العيون، حتى لا يختفى أثر السور.
وعن آخر مستجدات مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، أوضح «أسعد» أنه تم الانتهاء تماماً من الهيكل الخرسانى لجميع العمارات السكنية داخل المشروع والواجهات الخارجية، وجارٍ العمل حالياً على التشطيبات الداخلية للعمارات، كما أنه يجرى العمل على الواجهات الخارجية للمول التجارى تزامناً مع الانتهاء من الهيكل الخرسانى.
وأشار مهندس أول تنفيذ مشروع تطوير سور مجرى العيون، إلى أن المشروع تضمن نقل كميات كبيرة من المخلفات الموجودة أمام سور مجرى العيون، وذلك ضمن خطة تطوير المنطقة، وإعادتها إلى مظهرها ورونقها الحضارى.
أمام إحدى العمارات، وقف أحمد فتحى السيد، 40 عاماً، مبيض محارة، مرتدياً «خوذة وفيست»، ويقول: «مبسوط إنى باشارك فى مشروع زى سور مجرى العيون، لأنه بيعتبر من أهم المشروعات اللى بتنفذها الدولة دلوقتى ضمن خطة تطوير القاهرة التاريخية». لم يكن مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون هو المشروع الأول الذى يشارك به «فتحى»، حيث شارك فى مشروعات قومية عدة، داخل المدن الجديدة: «اشتغلت فى مشروعات قومية كتير، زى مدينة العلمين الجديدة، مدينة بدر، مدينة الرحاب، وغيرها من المشروعات».
لم يختلف الوضع كثيراً عند محمد على، 28 سنة، من محافظة البحيرة، عامل بمشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون، الذى أشاد بمشاركته فى مشروع تطوير سور مجرى العيون، قائلاً: «فرصة المشاركة فى مشروعات تطوير زى دى، فرص يتمناها كتير، ومبسوط إنى واحد من عدد كبير قدروا يغيروا المنطقة ويخلوها بالشكل ده».
وأضاف «على» أنه لم يتوقع أن المشروع سيظهر بهذه الصورة عقب الانتهاء منه، إذ تبدلت المنطقة تماماً مقارنة بما مضى، مضيفاً: «اشتغلنا هنا ورديات على مدار الـ24 ساعة، وبقالنا سنتين فى رحلة تطوير المنطقة، ومبسوطين بالنتيجة».