زوار السيدة نفيسة: مُحبّات فى رحابها مناجاة مع الله ودموع وراحة نفسية

كتب: آية الله الجافى

زوار السيدة نفيسة: مُحبّات فى رحابها مناجاة مع الله ودموع وراحة نفسية

زوار السيدة نفيسة: مُحبّات فى رحابها مناجاة مع الله ودموع وراحة نفسية

فى الطريق لدخول مسجد السيدة نفيسة يشعر الزائر بأن الأصوات تتلاشى من حوله، تأخذه رائحة البخور الذكية التى تخلط بين المسك والعنبر، إلى ممر طويل يصل إلى المقام الشريف، والضريح الذى يضم المقصورة النحاسية، ويخضع حالياً للترميم، للحفاظ على هيكله وشكله الهندسى، ورغم عدم قدرة الزوار من السيدات على رؤية ضريح السيدة نفيسة عن قُرب، إلا أنهن بعد أداء الصلوات يهرعن نحو باب الضريح، الذى يوجد خلفه المقام، ويهمسن بدعائهن وسؤالهن إلى الله، حتى تنهمر الدموع من عيونهن وتهدأ قلوبهن أثناء مناجاة الله فى حضرة السيدة نفيسة.

من هؤلاء الزوار الثلاثينية «آمال محمد» التى اعتادت حضور مولد السيدة نفيسة منذ 6 أعوام، رغبة منها فى أن تقضى بعض الوقت فى حالة من الهدوء النفسى والروحانيات التى لم تجدها طوال حياتها سوى فى هذا المسجد بالتحديد، إذ بمجرد علمها باقتراب المولد، تحزم أمتعتها وتستقل عربة من بيتها فى بورسعيد وتستقر فى بيت أخيها بالقاهرة طوال أيام المولد: «دى عادة عندى من 6 سنين إنى أحضر موالد الأولياء.. باحس براحة نفسية مجرد ما أقعد قدام المقام.. وبادعى باللى نفسى فيه، وأولهم أن ربنا يرزقنى بالخلفة الصالحة».

«يا حنّان يا منان.. اللهم اغفر لنا ذنوبنا وتُب علينا من المعاصى.. اللهم ارحم ضعفنا وعجزنا»، أدعية ردّدها بعض الأطفال فى حلقة دائرية وراء جدتهم عزيزة محمد، إحدى جيران السيدة نفيسة، التى حرصت على أن تأتى بأحفادها وبعض من أطفال الجيران، لحضور ليالى ذكرى مولد السيدة نفيسة والصلاة فى المسجد؛ حتى تتعلق قلوبهم الصغيرة بحب آل البيت: متعودة أحضر كل موالد آل البيت من صغرى.. والمرة دى جيت مع أحفادى ندعى ونتوسل لله.

واستندت إحداهن على عكازها فى صعوبة تصارع آلام عظامها؛ حتى وصلت إلى الباب الذى يقع خلفه الضريح، حيث ألقت السلام فى حب وخشوع، ثم انهمرت فى البكاء بصوت عالٍ، داعية الله أن يشفيها، ثم سكنت لدقائق طويلة تناجى ربها سراً، وقالت فى حديثها لـ«الوطن»: أنا ساكنة فى الجمالية.. وقلبى متعلق بمسجد السيدة نفيسة، لازم من وقت للتانى آجى أدعى لأولادى.. وإن ربنا يدينى الصحة علشان أحافظ على العادة دى لآخر عمرى».

كما حرصت إحدى زائرات المسجد بمجرد دخوله، أن تُعطّره بعود من البخور جلبته معها، له رائحة طيبة ونفّاذة، وقامت بتوزيع الحلوى على الأطفال، ثم جلست بجوار الباب الذى يستقر وراءه الضريح، داعية الله فى جلسة سرية طويلة، وبدأت تتلو بعض الأذكار بصوت مسموع، قائلة لـ«الوطن»، إنها تحرص منذ سنوات كثيرة أن تحيى ذكرى السيدة نفيسة، إلا أن مشاغل الحياة كانت تعطلها أحياناً عن زيارة آل البيت وحضور الموالد: حفيدى عنده مرض مناعى نادر، وهو السبب أنى أرجع أنتظم تانى على زيارة آل البيت وباشارك فى خدمة ضيوف الرحمن باللى ربنا يقدرنى عليه، لأجل ربنا يشفيه ويخليه لينا


مواضيع متعلقة