حكاية جريمة سهير الأنصاري.. 3 شهود ومكالمة 30 ثانية تقود الأمن لضبط الجاني

كتب:  محمود الجارحى 

حكاية جريمة سهير الأنصاري.. 3 شهود ومكالمة 30 ثانية تقود الأمن لضبط الجاني

حكاية جريمة سهير الأنصاري.. 3 شهود ومكالمة 30 ثانية تقود الأمن لضبط الجاني

من قتل السيدة سهير الأنصاري؟ الضحية عُثر عليها مقتولة بطريقة بشعة وجثتها ملقاة على الطريق العام بمدينة دمنهور في محافظة البحيرة، جميع الأدلة تشير إلى أنَّ الجاني تخلص منها من أجل الاستيلاء على أموالها ومشغولاتها الذهبية، ثلاثة شهود ومكالمة تليفونية مدتها 30 ثانية، وهاتف الضحية، 3 أدلة قادت لتحديد وضبط المتهم بقتل الضحية.

وجاء في التحريات والتحقيقات التي جرت بمعرفة الجهات الأمنية والقضائية، أنَّ منفذ الجريمة هو شاب، عمره 21 سنة يعمل سائقًا خاصًا لدى الضحية، وكان مقبلًا على الزواج، وتخلص منها بدافع السرقة، وجاءت كواليس ضبط المتهم في أقل من 24 ساعة طبقًا لما ورد في التحريات والتحقيقات كالتالي: 

العثور على جثة «سيدة المساكين»

صباح يوم الأحد الماضي، عثر أهالي مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، على جثة لسيدة ملقاة، وانتقل فريق من ضباط مباحث مركز دمنهور، ومفتشي قطاع الأمن العام إلى مكان الواقعة، وفرضت القوات كردونًا أمنيًا في محيط مسرح الجريمة، وحضر محقق النيابة والأدلة الجنائية، وبدأ محقق النيابة في مناظرة الجثمان، وتبين أنَّ الضحية سيدة في العقد السادس من عمرها، ترتدي ملابسها بالكامل، لا تحمل أي متعلقات شخصية، وأنها مصابة بكدمات وسحاجات في مختلف أنحاء جسدها.

وجاء تصوّر الجريمة كالتالي: «الجاني تشاجر مع الضحية وتعدى عليها قطعة خشبية وحديد وتعدي على الضحية بالضرب حتى فارقت الحياة، وأنه تعدى عليها لمدة 20 دقيقة حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، واستولى على متعلقاتها الشخصية وفر هاربا»، بينما كان المحقق يشرح لضباط المباحث تصوّر الجريمة، وكيف نفذ الجاني الجريمة البشعة، حضر عدد من رواد وسكان المنطقة وتعرفوا على الضحية، وأكّدوا أنَّها تدعى سهير الأنصاري، وأنَّها تلقب بـ«سيدة المساكين» وهي عضوة في جمعية خيرية، وكانت في طريقها لشراء جهاز لعروس، وليس لديها أي خلافات مع أحد، وأنَّها لم تتأخر على تقديم المساعدة لأحد، وعقب الانتهاء من مناقشة عدد من الأهالي، صرح محقق النيابة بعرض الجثة على الطب الشرعي لتشريحها لبيان أسباب الوفاة، ودفنها بعد إعداد تقرير مفصل عن الصفة التشريحية الخاص بالضحية. 

سائق الضحية وراء ارتكاب الجريمة 

غادر محقق النيابة مسرح الجريمة، واستكمل فريق البحث التحري ومناقشة ابنة الضحية، وانطلق فريق من المباحث، في فحص الكاميرات القريبة من مسرح الجريمة، وبدأ في تتبع خط سير الضحية منذ خروجها من المنزل حتى العثور على جثتها، وهناك فريق بحث يناقش عدد من الشهود ورواد المنطقة، وأيضًا كان يتواجد فريق من ضباط مباحث مركز دمنهور يناقش ابنة الضحية، وبعد قرابة 7 ساعات من التحري والفحص توصلت فرق البحث إلى معلومات عن الجاني، وتمّ عرضها على محقق النيابة.

تضمنت أقوال ابنة الضحية أنَّ والدتها عضوة في جمعية خيرية، واتصلت بسائقها الخاص، شاب في العقد الثالث من عمره لتوصليها ومرافقتها لتوزيع أموال، وشراء مستلزمات عروس، وحضر السائق بالسيارة، واستقلت معه العربية، وبعدها عثر عليها جثة هامدة، وبمطالعة كاميرات المراقبة تبين صحة كلام ابنة المجني عليها، كما أكّد 3 أشخاص من رواد المنطقة، أنَّهم شاهدوا السائق بصحبة الضحية، في المنطقة التي عثر فيها على جثمانها، وذلك في وقت معاصر للجريمة».

طلب رئيس مباحث مركز دمنهور من محقق النيابة، إصدار قرار ضبط وإحضار السائق، لمناقشته حول اتهامه بقتل المجنى عليها سهير الأنصاري، بعد أن أكّدت الأدلة أنَّه كان برفقة المجني عليها قبل موتها.. وتمّ إصدار قرار بضبطه، وتمكّنت قوة من المباحث من إلقاء القبض عليه واقتياده إلى مركز الشرطة لمناقشته حول ملابسات الواقعة. 

«كنت محتاج فلوس عشان أتجوز»

بمجرد وصول المتهم إلى ديوان مركز الشرطة، بدأ رئيس المباحث مناقشته ومواجهته بالأدلة، وبدأ المتهم في إنكار أنَّ الضحية أجرت له آخر مكالمة وطلبت منه مقابلته ومرافقتها لشراء جهاز عروس، وأن هناك شهودًا شاهدوا السيارة التي كان يستقلها رفقة الضحية متوقفة لفترة زمنية تجاوزت الـ30 دقيقة، في وقت معاصر للجريمة، أيضا اتهام ابنة الضحية له بأنَّه هو مرتكب الواقعة.

وجاء في محضر الشرطة أنَّ المتهم أنكر في بداية مناقشته أمام رجال المباحث وأخبرهم أنه أثناء سيرهما قطع عليهما الطريق 3 أشخاص وقتلوا الضحية تحت تهديد السلاح، واستولوا على مشغولات ذهبية ومبلغ مالي كان بحوزة المجني عليها وهاتفها وفروا هاربين، وأدلى بأوصاف السيارة المستخدمة في الحادث، وعلى الفور توجه فريق من المباحث لفحص خط سير هروب المتهمين بحسب ما جاء على لسان السائق، ولكن تفريغ الكاميرات والشهود، أكّد عدم صحة كلام السائق، وتمّ مواجهته بأنّه وراء الجريمة واختلق تلك الواقعة لإبعاد الشك والشبهة عنه، واعترف المتهم بارتكاب الواقعة.

كما اعترف المتهم في محضر الشرطة: «أنا لسة خاطب وكنت محتاج فلوس وعايز أتجوز، وهي كان معاها فلوس، وقفت بالعربية، ضربتها بحديدة وخشبة كانوا معايا في العربية، ورميت جثتها من العربية، وأخدت الفلوس والدهب وتليفونها». 

القتل العمد مقترن بالسرقة 

عقب الانتهاء من تسجيل اعترافات المتهم في محضر الشرطة، تمّ التحفظ عليه، وإحالته للنيابة التي قررت حبسه لمدة 4 أيام، ونسبت له النيابة تهمة القتل العمد المقترنة بالسرقة، وطلبت تحريات المباحث النهائية بشأن الواقعة، ولا تزال التحقيقات مستمرة


مواضيع متعلقة