«أحمد» قهر الظلام وأصبح ملك الجيتار: عمار الشريعي غيّر حياتي «صور»

10:34 م | الاثنين 26 ديسمبر 2022

شاءت له الأقدار أن يُولَد دون أشقائه الأربعة كفيفا، إذ جاء الدنيا غير مُبصرٍ، إلا أن الله منحه البصيرة، وزاد في فضله عليه، فمنحه موهبة الصوت المُطرِب والأذن الموسيقية، وزاده بالإرادة وأمدّه بالإصرار، فأصبح ملك الجيتار وعازف الإيقاع، والتقى بكبار الموسيقيين والمطربين، فكان للنجم الراحل عمار الشريعي، بصمة في حياته وأثرا كبيرا لنجوميته.

هو الشاب أحمد أبو القاسم، البالغ من العمر 30 عاما، والذي نشأ في عزبة البرّاني بقرية الجوسق التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، لأب يعمل بمجال الملاحة في بيع وشراء قطع غيار السفن، وأم ربة منزل تفرغت لتربية أبنائها الخمسة.

ملك الجيتار أحمد أبو القاسم ابن الشرقية

ويقول أحمد أبو القاسم لـ«الوطن»، أنه وُلد كفيفا لافتا إلى ولادة شقيقته مكفوفة لكنها توفيت في طفولتها، «بحمد ربنا إني اتولدت كفيف، أفضل من أن أفقد البصر، ودا جنبني معاناة كبيرة، فضلا عن التأقلم على حياتي وقدرتي على التعامل دون صعوبة»، بحسب قوله.

اكتشف «أبو القاسم» موهبته منذ طفولته المبكرة وقبل الالتحاق بالدراسة، إذ كان محبا للعزف على الآلات الموسيقية كما كانت أذنه موسيقية، إلى أن التحق بمدرسة النور والأمل للمكفوفين بالزقازيق، وبدأ يتعلم الموسيقى ويحترفها، ثم واصل تعليمه وتخرج في كلية الآداب قسم الاجتماع.

التحق بمعهد الموسيقى بعد ليسانس الآداب

لم ينس «أبو القاسم» عشق الموسيقى، فالتحق بمعهد الموسيقى لدراسة المقامات وكل ما ينمي موهبته ومهاراته، وكانت والدته الداعم الأول لدرجة دفعتها لتعلم طريقة «برايل» لتساعده في المذاكرة رغم أنها أميّة، ثم والده في طريق الحياة، إلى أن التقى حبيبته وتزوجها وظلت داعمة له هي الأخرى، حيث أنجبا طفلين مبصرين. يقول: «تزوجت حبيبتي ودعمتني، وهي مكفوفة مثلي، وأطفالنا مبصرون، وأتمنى أن يتعلموا تعليما يواكب سوق العمل»، حسب قوله.

عازف جيتار وتاجر ملابس

«أبو القاسم» لم يكتف بحبه للموسيقى أو حصوله على ليسانس الآداب، بل علّم نفسه وتعلم كثيرا، إلى أن التقى بنجوم الموسيقى والفن، كما شارك في حفلات ومسابقات فنية وحاز على جوائز وتكريمات استحقها بسبب سعيه ومجهوده، وفضّل أن يكون له مشروع تجاري خاص في تجارة الملابس والأحذية للإنفاق على أسرته وفنه.

عمار الشريعي يكرم «أبو القاسم»

يتذكر «أبو القاسم» لقاءه بالموسيقار الراحل عمار الشريعي، والذي كان له بصمة في حياته، لافتا إلى مشاركته في مسابقة بالمركز النموذجي لطه حسين، حيث تم تكريمه من قبل الموسيقار الراحل لحصوله على المركز الأول في الغناء، «الشريعي قالي أنت فنان، وكنت وقتها عازف إيقاع (درامز طبلة ودوف وغيرها)، وقالي اتعلم آلة آخرى وأنت قدها».

عمار الشريعي غير مجرى حياته

ويقول «أبو القاسم»، إن الشريعي كان سببا في تغيير حياته للأفضل، إذ أصبح عازف جيتار منذ عام 2007 وقت لقائهما، حيث تدرب كثيرا على هذه الآلة إلى أن أصبح يلقب بـ«ملك الجيتار للمكفوفين»، إذ احترفه منذ 15 عاما وتعلق به حتى العشق، «بغني وبعزف جيتار، وليا جمهور ومحبين».

والتقى «أبو القاسم» بالموسيقار حلمي بكر، وأعطاه إجازة موسيقية، وكذلك الفنان تامر حسني حيث لحن له أغنية عام 2014 في إعلان «قد التحدي» الذي أنتجته وزارة الشباب والرياضة.

أحمد ملك جيتار للمكفوفين

شارك أحمد أبو القاسم لتميزه وإبداعه الفني ومهاراته وقوة إرادته كأحد متحدي ذوي الهمم في مبادرة «قادرون باختلاف»، وكذلك في مسابقات عديدة أبرزها مسابقة «إبداع»، ويتمنى أن يصنع لنفسه مكانا خاصا لا يُنسى أبدا، متيمنا بالفنان عمرو دياب من الجيل الحالي وعبد الحليم من زمن الفن الجميل.

تربيت على الموسيقى وزمن الفن الجميل

وذكر أنه تربى ونشأ على الموسيقى والفن الأصليين، إذ كان محبا ومستمعا جيدا لعمالقة الطرب والموسيقى مثل أم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وعبدالحليم حافظ وفريد الأطرش كما أبدى انبهاره باستمرار الهضبة عمرو دياب رغم ظاهرة المهرجانات، معلقا: «بحاول أعمل بصمة في الفن برتم وإيقاع سريع، وده المطلوب حاليا، ولكن بطرب وموسيقى وفن، بالدمج بين الآلات الحديثة والموسيقى الأصيلة مثل زمن العمالقة ولكن بما يناسب التوقيت الحالي».