القاهرة الإخبارية.. مصر تستعيد ريادتها الإعلامية
"هنا القاهرة الساعة الآن الثامنة صباحا تستمعون الآن إلى.." يتهادى صوت الراديو إلى مسامعي لتعلن بدء وقت الاستيقاظ في ساعات الصباح الباكر في أيام الإجازة الصيفية.. أفتح عيني الصغيرة لأنظر إلى جدتي وهى تفتح شرفة منزلها المطلة على البحر في منطقة ميامي بالإسكندرية، برامج الإذاعة الإخبارية كانت جزءًا من جدران المنزل العتيق وذكريات لا تنساها طفلة أصبحت صحفية.
رحلت جدتي الحبيبة رحمة الله عليها وكبرت أنا ..أجلس أمام شاشتي الصغيرة كعادتي اليومية خلال ساعات العمل بالجورنال، يظهر أمامي على إحدي منصات التواصل الاجتماعي برومو لإنطلاق قناة القاهرة الإخبارية الجديدة، ووقتها ظل المذيعيين يرددون " هنا القاهرة .. هنا القاهرة" تذكرت سريعاً بيت جدتي الدافئ والراديو الذى كان لا ينقطع صوته .. استعدت ابتسامة الطفولة البريئة، غمرتني فرحة استعادة الذكريات رافقتها فرحة إنطلاق منصة إخبارية من قلب العاصمة من أم الدنيا مصر لتتحدث إلى العالم أجمع.. قناة تليفزيونية مصرية تستعيد ريادتنا الإعلامية، والتي أثبتت ذلك مؤخراً في تغطية أحداث أعمال الشغب والاحتجاجات في باريس عند انطلاق القاهرة الإخبارية ورؤية الجميع وهو ينتظر هذا البث والالتفاف معاً لمشاهدة أولي اللحظات وفرحة زملائي التي شاعت علي منصات السوشيال ميديا، وقتها تذكرت مدي ارتباطنا عبر السنوات الماضية بالأحداث وصوت القاهرة والراديو وفوازير شريهان وفطوطة وبكار وإذاعة القرآن الكريم التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية.
حلم طال انتظاره ليضع أقدامنا على الطريق الصحيح ويؤكد أننا نستطيع المنافسة في مجال كنا أول من صنعه في المنطقة، قناة إخبارية مصرية إقليمية، تبث من جميع انحاء العالم، حلم لكل مصري أن تكون هناك قناة مصرية توازي كافة القنوات الأخبارية العربية والعالمية، بعد أن كنا نبحث عن الخبر في كل قناة ونحاول أن نحصل على المعلومات الصحيحة من القنوات الإخبارية وكثير منها له توجهات لا تراعي الحياد وتعمد أحياناً لتشويه مصر والتقليل من دورها ومكانتها وتتلاعب بوعي مشاهديها .
اتذكر أبي رحمه الله عليه حينما كان ينتظر نشرة أخبار الساعة 9 مساءًا .. كان أمراً مقدساً حتى لو كان ميعاد مسلسل تعشقه أمي ، وكان دائماَ ما يردد "الأخبار أهم نسمع الأخبار ونعرف ايه اللي بيحصل في العالم ومصر وبعدين نشوف المسلسل ".. الجميع ينصرف إلا أنا أشاهد معه الأخبار، أدركت حينها أهمية عودة ارتباط المشاهد المصري بالحدث والأخبار وبناء الثقة بينه وبين الإعلام المصري والقنوات الإخبارية وجاء الحل في "القاهرة الإخبارية" نافذة مصر على العالم.
ولادة تجربة إعلامية جديدة تستحق أن تكون وجهتنا الأولى إن لم تكن الوحيدة لمعرفة الحقيقة فهي خلاصة خبرات نجوم الإعلام المصري والعربي يجدر بنا أن نعتبره مشروع كل المصريين وأمل كل العرب في إعلام يحافظ على وعيهم في مواجهة حملات التشويه وتغييب الوعي التي لم تتوقف طوال غياب الإعلام المصري عن القيام بالدور المنتظر منه .منتج إعلامي مصري له مذاق خاص، زملاء على قدر كبير من الكفاءة يعملون خلف الشاشات .. يجتهدون في صناعة محتوى يحمل العديد من الرسائل التي تستهدفها القناة "هنا ندقق الحقائق قبل تحرير الخبر، هنا البعد الغائب في تكوين الصور، هنا يتحقق السبق في ماراثون لا ينتهى .. هنا مرآة الوطن العربى وضميره الحى .. المعنى والدليل.. العمق في التناول.. الصدق في التحليل.. هنا نتجاوز الحدود وسط عالم يموج بالأحداث بحثا عن الحقيقة المجردة.. هنا عاصمة الخبر.. هنا القاهرة".