حمدي الحسيني يكتب: «روح صينية جديدة في بلادنا»

كتب: رنا حمدي

حمدي الحسيني يكتب: «روح صينية جديدة في بلادنا»

حمدي الحسيني يكتب: «روح صينية جديدة في بلادنا»

قبل مرور 24 ساعة على انتهاء القمة «العربية - الصينية» الأولى التي جمعت الرئيس الصيني، شي جين بينغ، مع 20 رئيس دولة عربية في العاصمة السعودية الرياض، نظم السفير الصيني بالقاهرة، لياو ليتشيانغ، مؤتمراً صحفياً بأحد الفنادق المصرية، ليثبت ما ذكره السفير في المؤتمر أن الصينيين قادمون بروح جديدة خلال الأعوام المقبلة إلى المنطقة العربية.

المؤتمر كان فرصة لترسيخ الأسس التي أقرتها قمة الرياض للتعاون مع الدول العربية، وتحدث السفير الصيني عن مجالات جديدة وقضايا عديدة للتعاون «العربي - الصيني»، مركزاً على تعميق العلاقات «الصينية - المصرية» باعتبارها حجر الزاوية لأي تعاون «عربي - صيني» أو «أفريقي - صيني» في المستقبل، خاصة أنه جرى تدشين علاقات دبلوماسية متينة بين البلدين منذ العام 1956.

السفير الصيني ذكر الكثير من الأرقام ذات الدلالة على ترسيخ التعاون «الصيني - المصري»، مشيراً إلى حرص الرئيس الصيني على عقد لقاء ثنائي مع الرئيس المصري على هامش قمة الرياض، ويعد اللقاء الثاني الذي يجمع قيادة البلدين بعد لقائهما السابق على هامش افتتاح أولمبياد بكين الشتوية العام الماضي.

الاهتمام الصيني بالإعداد الجيد لقمة الرياض يعكس حرص القيادة الصينية على الدخول بثقلها إلى منطقة الخليج، ليس فقط لتطوير التعاون التجاري والصناعي القائم بالفعل بين الجانبين العربي والصيني؛ بل للعمل على فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الدفاع والتعاون في برامج الفضاء والتبادل الشبابي وغيرها من الأنشطة غير التقليدية.

وتشير أحدث التقارير إلى أن الصين أكبر مستهلك للنفط السعودي، وأن حجم التبادل التجاري بين الصين والأطراف العربية في الثلث الأول من العام الجاري وصل إلى 300 مليار دولار.

قبل قمة الرياض مهدت الصين إلى تطوير علاقاتها مع العالم العربي، من خلال إقامة شراكات استراتيجية مع 12 دولة عربية من بينها 4 دول رئيسية هي (الإمارات والسعودية ومصر والجزائر) حيث حرصت الصين أن تتخذ الشراكة مع تلك الدول طابعاً استراتيجياً شاملاً وهي أعلى مستويات العلاقات بين الدول.

الاهتمام الصيني الواسع لتطوير علاقاتها مع الجانب العربي، يرجع إلى وجود ما يشبه التفاهم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية وحل القضايا الدولية بالحوار والطرق السلمية، فضلاً عن إعلان الصين دعمها لحل عادل للقضية الفلسطينية يعتمد «حل الدولتين»، كمدخل لإنهاء الصراع العربي - الإسرائيلي، وهو المبدأ الذي ترفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تطبيقه.

كان للعلاقات الثقافية نصيب الأسد في قمة الرياض، وجرى الإعلان عن إدراج أربع دول عربية اللغة الصينية في منظومة التعليم الوطني، وافتتاح كليات لتعليم اللغة الصينية في 15 دولة عربية، وإنشاء 20 فرعاً لمعهد (كونفوشيوس) لنشر الثقافة الصينية في 13 دولة عربية.

اللافت في مؤتمر السفير الصيني أنه حرص على إظهار رغبة الجانب الصيني في تكثيف التعاون مع مصر في كافة المجالات، ودلل على ذلك من خلال المشاركة الصينية في بناء أطول جسر في العالم للسكك الحديدية ذي هيكل فولاذي دوار، وأطول مبنى في أفريقيا بالعاصمة الإدارية الجديدة، وأول سكة حديد خفيفة مكهربة في القارة السمراء، ومخزن تبريد للقاحات متطور وأكبر تجمع لصناعة الأسمنت وأكثرها تقدماً من الناحية التكنولوجية في شمال أفريقيا، وخامس أكبر مشروع لإنتاج الألياف الزجاجية في العالم.


مواضيع متعلقة