مدير «بحوث البساتين»: نراعي إنتاج خضراوات مناسبة ونستهدف توفير عملة صعبة وتشغيل عمالة (حوار)

مدير «بحوث البساتين»: نراعي إنتاج خضراوات مناسبة ونستهدف توفير عملة صعبة وتشغيل عمالة (حوار)
أكد الدكتور أحمد حلمى، مدير معهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية، أن الهدف الرئيسى للبرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى هو الأمن الغذائى للمصريين، وذلك باعتبار التقاوى سلاحاً يجب امتلاكه محلياً وعدم انتظار قدومه من الخارج، مشيراً إلى أن البرنامج بدأ بأهداف واضحة، من بينها توفير العملة الصعبة ومنتج محلى وتشغيل عمالة وحماية مصر من التقاوى المستوردة المصابة.
وأكد أن البرنامج الوطنى لإنتاج التقاوى الذى تم تدشينه عام 2019، قلل الفجوة الهائلة بين المستورد والمحلى، وتم استنباط 26 صنفاً هجيناً.. وإلى نص الحوار:
إلى أى حد نجح البرنامج حتى الآن فى تحقيق هدفه الرئيسى بإنتاج التقاوى محلياً؟
- البرنامج يسير بخطى ثابتة، وهناك اهتمام كبير من القيادة السياسية ووزارة الزراعة، ورئاسة المركز، ونحن كمعهد بحوث البساتين مهتمون جداً بالبرنامج، وهناك متابعة شبه يومية، وميدانية له والدكتور محمد سليمان، رئيس مركز البحوث الزراعية، يتابعنا ويعقد اجتماعاً أسبوعياً خاصاً بالبرنامج لمتابعته والوقوف على العقبات وبحث تذليلها، والإنجازات التى تمت به، وبحث أى عقبات قد تظهر لتذليلها، ونطمئن السوق المصرية بإننا الحمد لله، قريباً جداً، سيكون وجودنا كبيراً وقوياً فى السوق المصرية.
كنا نتكلم فى بدايات المشروع، عام 2020، عن فجوة بنسبة 98% لصالح التقاوى المستوردة، مقابل 2% فقط لصالح المحلى، فإلى أى حد قلّت هذه الفجوة الآن؟
- الفجوة قلت فعلاً، ولا أستطيع الآن حساب نسبة محدّدة، لكن يمكن أن أقول إننا استنبطنا 26 صنفاً هجيناً، وهناك أصناف تحت التسجيل، ولدينا الآن إنتاج من الطماطم والخيار والكنتالوب والبطيخ، والبقوليات بأنواعها الثلاثة، والفاصوليا والبسلة واللوبيا، وهناك كميات متوافرة منها، وكنا فى ما مضى لا نجد هجين طماطم أو بطيخ محلى، أو كان قليلاً جداً، أما الآن فلدينا هُجن بطيخ وكنتالوب وخيار، وأصبحت متاحة للمزارعين.
هدفنا تأمين الغذاء للمصريين.. وننتج «طماطم وخيار وبطيخ وفاصوليا وبسلة ولوبيا وكوسة»
ولدينا الآن الكوسة والفلفل والباذنجان، ونسير بخُطى ثابتة فى كل المحاصيل الرئيسية بفضل الاهتمام الرئاسى والوزارى واهتمام معهد بحوث البساتين، والزملاء رؤساء البرامج الخاصة بالمحاصيل المختلفة ملتزمين وشايفين شغلهم.
كان الحديث عام 2020 يدور عن فجوة استيرادية بقيمة 1.2 مليار جنيه سنوياً، فإلى أين وصلت هذه الفجوة الآن؟
- لا يمكن إعطاء رقم دقيق، لأن سعر صرف العملة يتغير، لكن لنا وجود الآن فى السوق، والتقاوى التى أنتجناها موجودة بجودة تضاهى المستورد وبسعر أقل، وهذا يعتبر توفيراً للعملة الصعبة وشيئاً جيداً.
ولكن هل ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الجنيه زاد قيمة البرنامج؟
- طبعاً.. والهدف الرئيسى للبرنامج هو الأمن والأمان الغذائى للمصريين، والأمر ليس حكاية استيراد فقط، حيث من الممكن أن تحدث جائحة مثل جائحة كورونا، فلا تأتى لنا التقاوى من الأساس، وبالتالى لن نجد ما نزرعه، فالتقاوى تُشبه السلاح، ولا بد أن تكون موجودة لدينا، وتحت أيدينا، ولا ننتظر أن تأتى لنا من الخارج.
كما أن البرنامج بدأ بأهداف واضحة وثابتة من بينها توفير العملة الصعبة، وتوفير منتج محلى مصرى يناسب الذوق المصرى، وتشغيل عمالة فى صناعة التقاوى، من تسويق وتعبئة وتجهيز وغيرها، وتقليل نسبة البطالة، كما أن البرنامج يهدف لحماية مصر من التقاوى التى قد تأتى من الخارج وقد تكون غير مناسبة أو بها إصابة، وبالتالى فنحن نحمى البيئة المصرية.
المشروع كان يستهدف استنباط سلالات جديدة مهجّنة أفضل من الموجودة بالأسواق، هل نجح فى ذلك؟
- بقدر الإمكان نراعى ذوق المستهلك المصرى، لكن هذا أيضاً لا يمنعنا من أن تكون لنا عين على التصدير، ونحن لا نعمل على مستوى محلى فقط، ولدينا أفريقيا والدول العربية والأوروبية، وبالتالى نحن نسير فى المحورين، المحلى والتصدير، والحمد لله نسير بشكل جيد جداً.
وهل تم فعلاً إنتاج بعض التقاوى للتسويق المحلى وأخرى للتصدير؟
- طبعاً، ونحن كمصريين نحب الخضراوات والفواكه ذات الطعم الحلو، وعندنا فى الكنتالوب حاجة اسمها الأروما، وهذه طعمها جيد جداً بالنسبة للمستهلك المصرى وذوق المصريين، لكن هناك أذواق أخرى تحب أن تكون نسبة السكريات قليلة فى الثمرة، ونحن نراعى هذا أيضاً فى عملنا.
المشروع بدأ باستهداف 10 محاصيل، تمثل أكثر من 80% من تقاوى الخضراوات المستوردة.. ما التقدم الذى حدث فى إنتاج هذه التقاوى؟
- أنتجنا من كل هذه المحاصيل (سواء كان هجيناً أو صنفاً)، وهناك فى الطماطم حالياً نحو 5 هُجُن تم إنتاجها، وفى الفلفل هناك 5 أصناف، والباذنجان 5 أصناف، واللوبيا فيها واحد، والكنتالوب تم إنتاج هجينين منه، والفاصوليا واحد، والبسلة اثنين.
إنتاج أصناف للزراعة فى الصحراء
الهدف من إنتاج نوع أو اثنين مراعاة ذوق المستهلك، وما إذا كانت الزراعة فى وجه بحرى أو قبلى، كما أننا نراعى وجود أصناف مبكّرة مثل البسلة، وهناك ما يصلح لزراعته فى أرض الوادى، وأخرى تصلح لزراعتها فى الأراضى المستصلحة حديثاً فى الصحراء.